استخدم العرب الرحل "بيت الشعر" منذ القديم للسكن والاتقاء من شمس الصيف الحارة وبرد الشتاء القارص وأمطاره الغريزة، وسمي بهذا الاسم لكونه يصنع من شعر الماعز الخالص للسقف الذي يتماسك أثناء المطر مع بعضه بعضاً كي لا يدع مجالاً للدلف ويكون أشبه بالسقف الباطوني ويسمى "شقة".

موقع "eDaraa" التقى بتاريخ "2/11/2011" السيد "عبد الله صبح" /ابن مختار قبيلة الطرشان، أحد أفخاذ قبيلة بني خالد من بدو الجولان/ الذي ذكر الأجزاء الأساسية التي يتكون منها "بيت الشعر" بقوله: «الشقة هي الجزء الذي يستخدم للسقف ويتكون من أربعة أجزاء، عرض كل واحد منها /1م/ وطوله /12/م، بينما يكون الرواق الذي يصنع من خليط شعر الماعز وصوف الأغنام بارتفاع /2م/ وعلى طول الشقة من الشرق والغرب ليشبه بذلك جدران البيت في وقتنا الحاضر، أما الرف فهو الجزء الذي يتواجد على ميمنة وميسرة البيت ويصنع من الشعر والصوف».

بعد الانتهاء من غزل شعر الماعز بدءاً من الشقة وانتهاء بالرواق والرف، تتم عملية النسج ثم عملية تجميع الأجزاء من خلال الإحاطة بخيوط تغزل من صوف الأغنام ثم تخاط بها الأجزاء ليتم فيما بعد بناء البيت والسكن فيه

أما الملحقات الرئيسية الموجودة في "بيت الشعر" فهي كما ذكرها السيد "عبد الله": «"الطريجة" تتوسط أجزاء القسم الرئيسي "الشقة" وتكون على طول هذا القسم الذي يبلغ /12م/، تستخدم من أجل واسط البيت وتكون مصنوعة من الصوف وشعر الماعز، أما "الواسط" فهو ذلك الجزء الذي يتواجد في منتصف البيت ويقوم على عمود من الخشب من أجل دعم الشقة، ومن الملحقات أيضاً "الكاسر" يتواجد على يمين ويسار الشقة ويقوم بوظيفة أشبه بوظيفة الواسط وكلاهما أشبه بالعضايض التي يقوم عليها السقف في وقتنا الحاضر.

السيد عبدالله

فضلاً عن "الحبال" التي يختلف عددها باختلاف حجم البيت فعددها للبيت المثولث أربعة حبال للكواسر وأربعة حبال للواسط فلكل واسط حبل من الأمام وآخر من الخلف وللكاسر الأمامي حبل على اليسار وآخر للخلف وحبل للكاسر الأمامي على اليمين لبيت الشعر وحبل للكاسر الخلفي على اليمين».

وعن أجزاء "بيت الشعر" من الداخل حدثنا السيد "أحمد المسالمة" الباحث في التراث فقال: «هناك ثلاثة أقسام رئيسية لابد من توافرها في أي "بيت شعر" مهما صغر أو كبر حجمه وهي "المقعد" أو ما يسمى "الشق" الذي هو مجلس للرجال، و"المحرم" وهو مجلس النساء، بالإضافة إلى "الساحة" أي الساتر الذي يفصل المقعد عن المحرم».

"الشق" في بيت الشعر

وأشار السيد "المسالمة" إلى كيفية صنع "بيت الشعر" بقوله: «يعتبر شعر الماعز الذي يشترى من التجار اللبنانيين الذين يتاجرون به على خيولهم متنقلين بين القبائل العربية وتقوم النسوة بغزله، المادة الرئيسية التي تصنع منها "الشقة "، كما تدخل في صناعة "بيت الشعر" مادة الصوف من أجل صنع "الرواق" و"الرف"».

وعن مراحل صنع "بيت الشعر" قال السيد "المسالمة": «بعد الانتهاء من غزل شعر الماعز بدءاً من الشقة وانتهاء بالرواق والرف، تتم عملية النسج ثم عملية تجميع الأجزاء من خلال الإحاطة بخيوط تغزل من صوف الأغنام ثم تخاط بها الأجزاء ليتم فيما بعد بناء البيت والسكن فيه».

السيد أحمدالمسالمة

يذكر أن لبيوت الشعر مسميات عدة تختلف باختلاف الأجزاء المكونة لها، فهناك "البيت المثولث" الذي يتكون من ثلاثة أجزاء أي غرف و"البيت المروبع" والبيت المخومس والبيت المسودس.