تشكل الطراز العمراني لمدن وقرى "سهل حوران" منذ آلاف السنين، خاصة أن هذا السهل احتضن عدداً كبيراً من الحضارات الإنسانية التي تنافست بجمال الطرز العمرانية للمباني والمعابد والمسارح والحمامات، وحتى الأسواق والشوارع.

تعاقب هذه الحضارات وتباين طرزها العمرانية منح البيت الحوراني أصالة، وجعل بناءه يعتمد على قواعد وأسس معينة، وأكثر ما يميز طابع البناء الحوراني هو "الحجر الأسود البازلتي" فمن يدخل أي مدينة أو قرية في "سهل حوران" لابد أن يشاهد كتلاً سوداء من بعيد ما هي إلا خصوصية المحافظة.

مازال البيت الحوراني مستمرا بأقسامه الرئيسية لفترات طويلة سابقة، وصولا لبدايات القرن العشرين الذي شهدت فيه الأبنية بعض التعديلات والإضافات، فيلاحظ اليوم دخول الحجر الأبيض إلى البيت الحوراني المعروف بالحجر الأسود، وأصبحنا نشاهد أن كثيراً من المباني استخدمت واجهات الرخام والسيراميك والحجر الصناعي في تزيين واجهاتها

موقع "eDaraa" التقى بتاريخ "24/9/2011" السيد "أحمد الرفاعي" /أحد سكان حي "درعا البلد" وصاحب منزل "حوراني قديم"/ للتعرف على أهم ما يميز "المنزل الحوراني"، حيث بدأ بالقول: «اعتقد أنه "الحجر الأسود البازلتي"، كما أن البناء الحوراني التقليدي هو عمارات جميلة المظهر راعى فيها بانيها أن تحوي كل متطلبات الحياة بشكل مستقل، فأنت تجد أن كل بيت فيه جميع الخدمات والمرافق.

الطراز القديم

وهذا الكلام ينطبق على المنازل والقصور الحورانية سواء الجديدة أو تلك التي يصل عمرها إلى ألفي عام أو يزيد، ويمكنك ملاحظة التطابق بين المنازل الأثرية أو تلك التي بنيت في سنوات الأخيرة عدا بعض التعديلات التي فرضتها متغيرات الأيام عبر العصور».

السيد "أيهم أبازيد" الذي يقطن مع والده في "منزل حوراني"، وصف لنا هذا المنزل بالقول: «هو عبارة عن بناء يتراوح ارتفاعه بين /5-8/ أمتار، وهو عبارة عن طابقين، يوجد في وسط الطابق الأول قاعة ضخمة للاستقبال وهي نفسها المضافة الحالية، قوام هذه القاعة قنطرة نصف دائرية تحمل تزيينات نباتية وهندسية مع وجود غرف تفتح على قاعة الجلوس.

الطراز الحديث

أما الطابق الثاني فنصل إليه عبر أدراج حجرية جانبية، وفيه غرف النوم، عدا ذلك نجد غرف الطبخ واسطبلات الخيل أمام البيت، ويوجد حديقة خضراء تضم الكثير من الأشجار وسور حجري يحيط بالمكان».

السيد "محمد الزعبي" الذي يعمل مهندساً معمارياً في تصميم المنازل الحورانية بدأ بالقول: «مازال البيت الحوراني مستمرا بأقسامه الرئيسية لفترات طويلة سابقة، وصولا لبدايات القرن العشرين الذي شهدت فيه الأبنية بعض التعديلات والإضافات، فيلاحظ اليوم دخول الحجر الأبيض إلى البيت الحوراني المعروف بالحجر الأسود، وأصبحنا نشاهد أن كثيراً من المباني استخدمت واجهات الرخام والسيراميك والحجر الصناعي في تزيين واجهاتها».