مازال "الفرن الحوراني" حاضراً في الريف، يستعمله البعض لصنع الخبز وبعض المأكولات الحورانية، والبعض الآخر يعتبره أيقونة تراثية يفضل وجودها في المنازل.

موقع "eDaraa" التقى بتاريخ "11/9/2011" السيدة "حسناء دويري" لتقول: «كان "الفرن الحوراني" يستخدم لصنع الخبز الحوراني بأنواعه الثلاث المعروفة "خبز القمح"- الذي يضم الشراك والمهايد والكماج والتنور والمرشم-، و"خبز الشعير" المسمى "كماج"، و"خبز الذرة" المعروف بالكراديش أو الطراميز، بالإضافة إلى أكلة المسافن أو المعروفة باسم المردد وكذلك شي اللحوم والمعجنات وغيرها..».

انتشرت الصناعات الريفية في مناطق الريف الحوراني كافة وكانت الحاجة لهذه الصناعات ملحة وتدور في فلك تأمين المستلزمات الضرورية اللازمة للبيت الريفي، والفرن الحوراني كان من ضمن هذه الصناعات المصنوعة يدوياً

وعن مكونات الفرن الحوراني حدثنا السيد "محمد البيطاري" من أهالي مدينة "طفس" بقوله: «يتألف الفرن من "السمامة" التي هي عبارة عن غطاء علوي مصنوع من التنك وله يد من التنك، و"المقحار" أي القطعة الخشبية الصغيرة التي تشكل الغطاء الجانبي، و"حجر الخباز" وهو مقعد تجلس عليه الخبازة، و"مجرفة" صغيرة لرفع الرماد المتراكم يومياً، و"المقلاع" وهي أداة معدنية مصنوعة من قضيب معدني طرفها معكوف تستخدم لاقتلاع الخبز الناضج من أرضية الفرن».

خبز الشراك المعمول على الصاج

السيد "أحمد المسالمة" الباحث في التراث أشار إلى أهمية "الفرن الحوراني" بقوله: «انتشرت الصناعات الريفية في مناطق الريف الحوراني كافة وكانت الحاجة لهذه الصناعات ملحة وتدور في فلك تأمين المستلزمات الضرورية اللازمة للبيت الريفي، والفرن الحوراني كان من ضمن هذه الصناعات المصنوعة يدوياً».

وأضاف "المسالمة": «كان الفرن مطموراً بالجمر المعمول من مادة "القصل" هذه المادة تنتج من محصول القمح والشعير وهي على شكل عيدان بطول أصبع الخنصر أو أصغر، وكان الفرن يعمل على الحطب المعروف باسم "الجلة" والتي هي عبارة عن مخلفات الأبقار التي تجمع وتخلط مع القصل وتقسم إلى أقسام بشكل دوائر وتنشف تحت حرارة الشمس حتى تصبح جافة وعند استخدامها تشتعل وتعطي درجة حرارة عالية وتدوم طويلاً».

السيد أحمد المسالمة

وقال "المسالمة": «مع دخول الحياة المدنية ونظراً لما كان يحتاجه "الفرن الحوراني" من غرفة خاصة من الحجر البازلتي يطمر الفرن بأرضها ونظراً لصعوبة تحضير الجلة، تم استبدال "الفرن" بالصاج الذي هو قطعة من الحديد السميك توضع على ثلاثة أحجار وباستخدام الحطب يوقد تحتها النار ويتم الخبز عليها.

والصاج مازال مستعملاً حتى اليوم والخبز الذي يخبز عليه يسمى "الشراك" وهو خبز رقيق جداً ومساحته واسعة وله استخدامات عدة في تحضير أكلات حورانية تراثية منها "الهفيت"، وفيما بعد عرف الفرن الحوراني الحديث المصنوع من الحديد والمكون من طبقتين علوية وسفلية والموصول بأسطوانة غاز والذي لا يخلو منه المنزل الحوراني».