كان أهالي "حوران" يحفظون ويخزنون طعامهم في بيوت خاصة تسمى "بيوت "المونه"، وتتميز بقدرتها على حفظ الطعام من التلف لفترة طويلة.

وحول بيت "المونه" ومكوناته تحدث السيد "تيسير الفقيه" باحث في قضايا التراث "الحوراني" بتاريخ "11/8/2011" لموقع "eDaraa" قائلاً: «امتاز البيت "الحوراني" على مر العصور باحتوائه على مكان أو ركن خاص بالمونة التي تعدها ربات البيوت يسمى بيت "المونه"، وهو عبارة عن بناء واسع مبني من الحجر البازلتي، سقفه من حجر الربد أو القصب، وقد يكون محمولاً على قنطرتين، مقسم من الداخل إلى عدة أقسام، ويحتوي على صف من الصوامع الطينية التي تسمى "الكواير" ومفردها "كواره"، ويعطي برودة مناسبة لحفظ الطعام لمدة طويلة، وتكثر فيه الرفوف لرفع المواد المخزنة عن الأرض حتى لا تتعرض للرطوبة والتلف».

يعلق على جدران بيت "المونه" مكاييل خشبية أسطوانية الشكل "كالصاع" وسعته /10/ كغ، و"الثمينة" وسعتها /2,5/ كغ من مادة القمح أو العدس، وتستخدم لإحصاء الدخل من المحصول "قمح، شعير، عدس، ذرة، حمص وغيرها"، و"الكفكير" وهو إناء نحاسي سعته /5/ ليترات وله مقبض أسطواني جانبي، و"المغرافة الخشبية" وهي ملعقة خشبية كبيرة، وعدة قطع خشبية رقيقة ومستطيلة يقال لمفردها "المسواط"، وتستخدم لتحريك الطعام كالبرغل المطبوخ، والقلاية "المقلاية"

وعن استخداماته يقول "الفقيه": «هو مكان لحفظ الطعام حيث كان أهالي "درعا" يشترون حاجاتهم في مواسمها ويحفظونها فيه، لكونها تكون رخيصة الثمن في مواسمها، ولعدم توافرها في كافة أوقات السنة.

الباحث تيسير الفقيه

ويستخدم قسم منه لحفظ المونة كالطحين والعدس والبرغل والسمسم والقزحة، والعديد من أنواع الأطعمة "كالملوخية والبامية والبقوليات والمخللات والمربيات بأنواعها، والتوابل والبهارات كالنعنع اليابس والزعتر البري والفليفلة الحمراء، والمكدوس والزيتون واللبنة والمربيات والجبن والسمن العربي وزيت الزيتون وغيرها"، ويخزن في القسم الآخر بعض أنواع المحاصيل الزراعية كالقمح والحمص».

وفيما يخص أدواته قال السيد "نضال شرف" باحث في قضايا التاريخ والتراث الحوراني: «يوجد في أحد أركانه صندوق خشبي أسود مصنوع من خشب الجوز، ومرصع في واجهته الأمامية بالصدف الأبيض، ومزين بالنقوش المحفورة والنافرة، وهو مستطيل الشكل طوله /100-140/ سم، وعرضه /80/ سم، وارتفاعه /100/ سم، ويرتكز على قوائم جانبية، وله غطاء مستطيل خشبي وقفل أمامي وغال يفتح بمفتاح حديدي كبير. ويستخدم لوضع الحوائج المنزلية فيه "كالزبدة والسمن والسكر والكشك والزيتون والبندورة المجففة والجميد والبهارات ومسال الخياطة وخيطان القنب وغيرها".

الباحث نضال شرف

إضافة للعديد من الأدوات التي تستخدم في الطبخ والطعام والشراب "كالقدور والطاسات والصحون النحاسية "المناسف" الصغيرة والكبيرة، والأواني الخشبية المختلفة الحجوم والمقاسات والتي يقال لها "الشفشق والكرزم" وتستخدم لجمع اللبن والماء، والبراميل الخشبية التي وضع اللبن فيها، وأوان فخارية متنوعة المقاسات كالصحون والنعاير ومفردها "نعارة- جرة"، وهي جرار فخارية أكبرها يقال له "البيطس" وتستخدم لتخزين الحبوب والسمن.

كما يوجد العديد من الأدوات الجلدية التي تستخدم لوضع الماء فيها "كالقربة" و"الشكوة أو الجف" والتي توضع فيها مادة اللبن الرائب».

من أدوات بيت المونه

وفيما يتعلق بالأدوات التي تعلق على جدرانه ذكر "شرف": «يعلق على جدران بيت "المونه" مكاييل خشبية أسطوانية الشكل "كالصاع" وسعته /10/ كغ، و"الثمينة" وسعتها /2,5/ كغ من مادة القمح أو العدس، وتستخدم لإحصاء الدخل من المحصول "قمح، شعير، عدس، ذرة، حمص وغيرها"، و"الكفكير" وهو إناء نحاسي سعته /5/ ليترات وله مقبض أسطواني جانبي، و"المغرافة الخشبية" وهي ملعقة خشبية كبيرة، وعدة قطع خشبية رقيقة ومستطيلة يقال لمفردها "المسواط"، وتستخدم لتحريك الطعام كالبرغل المطبوخ، والقلاية "المقلاية"».

وحول أدوات بيت "المونه" الأخرى كالنسيجية التي يعتبر وجودها أمراً ضرورياً يقول السيد "أنور الدبيس" من أهالي مدينة "جاسم" ومهتم بقضايا التراث الحوراني: «جرت العادة أن يحتوي بيت المونة الحوراني على العديد من الأدوات النسيجية المصنوعة من سوق القمح "القش" الملون والعادي كالطبق والقبعة والمغمقان والمنسفة، والجونة وهي دائرية في الطبق ذات ألوان زاهية ومقعرة كما في المنسفة وذات شكل قمعي كما في المغمقان، كما تجد السلال وهي مصنوعة من سوق القصب، والعدل والخرج وهما مصنوعان من الصوف المغزول الملون، وأكياس الخيش وهي مصنوعة من خيطان القنب.

وتستخدم هذه الأواني إما لنقل الحبوب أثناء جمع المحصول أو في مناسبات الفرح كالأعراس والختان، أو لوضع مادة الخبز وقطع الأدوات المنزلية الأخرى كالقماش وأدوات الخياطة "أبر، خيطان، مشط، أدوات زينة"، أو توضع تحت المائدة كما في الطبق».