تعتبر "الهندباء" من الأعشاب الموسميّة التي تظهر في فصل الربيع، ومن الأكلات الشعبيّة المفضّلة، ولها مذاق طيب وفوائد صحيّة عديدة.

يقول السيد "نضال شرف" باحث في قضايا التاريخ والتراث الحوراني لموقع "eDaraa": «"الهندباء" نبات عشبي عرفه قدماء المصريين منذ أكثر من /5/ آلاف سنة، وكانوا يأكلون أوراقه كخضار، وظل هذا النبات حتى أوائل القرن السابع عشرالميلادي يستخدم كغذاء وعلاج معترف به بين الأطباء آنذاك لمرض الكبد، ولعل الأجزاء التي تستعمل في الطب من هذه النبتة هي الأوراق والجذور.

"الهندباء"من الأكلات الشعبية المفضلة في المحافظة، يطلق عليها "غاسلة الجسم وقاتلة الداء"، تطبخ "هوس" مع الزيت والبصل، وتستخدم أحياناً بدل "الجعدة" حيث تطبخ مع اللبن والحمص والعدس، كما يعمل منها سلطة خاصة، في الوقت الذي تأكل فيه نيه مع اللبن

ويعد من النباتات الأكثر شهرة في محافظة "درعا"، ويعرف بأسماء عدة منها "عليكة، الطرخشون، الشيكوريا، الهندب، السريس، اللعاعة".

الباحث نضال شرف

ويوجد في أغلب سهول ووديان مناطق المحافظة، كمدن وبلدات "نوى، جاسم، تل شهاب، زيزون، تسيل، طفس، داعل وغيرها.."».

وحول هذا النبات تحدثت السيدة "فاديا هلال" من أهالي مدينة "الشيخ مسكين" بتاريخ 30/7/2011 لموقع "eDaraa" قائلةً: «"الهندباء"من الأكلات الشعبية المفضلة في المحافظة، يطلق عليها "غاسلة الجسم وقاتلة الداء"، تطبخ "هوس" مع الزيت والبصل، وتستخدم أحياناً بدل "الجعدة" حيث تطبخ مع اللبن والحمص والعدس، كما يعمل منها سلطة خاصة، في الوقت الذي تأكل فيه نيه مع اللبن».

السيدة عائشة مسلم

وفيما يخص رحلة جنيه ذكرت "هلال": «تخرج النسوة بشكل جماعي لجنيها، ويحملن مناديل كبيرة لملئها بحصيلة ما تم جنيه وقطفه على مداراليوم، من الأودية والسهول، وبعد عودتهن إلى المنزل يتم تنظيفه من الأعشاب الأخرى والأوراق التالفة، وغسله بالماء جيداً لتنظيفه من التراب والغبار، ثم يتم تقطيعه ليكون جاهزاً للطبخ».

وعن رحلة جنيه وارتباطه بالتراث الشعبي قالت السيدة "عائشة مسلم" من أهالي مدينة "جاسم": «تعتبر رحلة جنيه فرصة مناسبة لتبادل الأحاديث والأقاويل وتناول أخبار البلدة، مع ترديد الأهازيج الشعبية بين الفينة والأخرى.

عشبة الهندباء

ناهيك عن كونها رحلة وفسحة في آن واحد للخروج من جو المنزل الخانق، وفي هذه المناسية تردد النسوة والفتيات الكثير من الأغاني الشعبية المتوارثة عن الأجداد والتي تتعلق بالهندباء كأن يقال "أولها غضة طرية وآخرها مرة عصية"، و"الحظ الأقشر على نصيب وجابر"».

وفيما يخص مكوناته وفوائده الصحية يقول الدكتور "علي بطحة" أخصائي أمراض داخلية ومن أهالي مدينة "نوى": «عرف نبات "الهندباء" منذ القدم كطعام ودواء للعديد من الأمراض، ويسمى بربيع المعدة كونه مفيد للمعدة وللجهازالهضمي، علماً أن الأطباء العرب هم أول من نصحوا باستخدامه كعلاج منذ القرن الحادي عشر. ثم وصفه أطباء ويلز "ببريطانيا" في القرن الثالث عشرالميلادي كأحد الأعشاب الجيدة لعلاج الكثير من الأمراض، كما نجح الصينيون في علاج أمراض الشعب الهوائية والجهاز التنفسي بواسطة استعمال جذوره.

يحتوي على مركبات كيميائية كثيرة من أهمها: "غيلكوزيد الألتبين" وهي المادة التي تعطي الجذور الطعم المر المفيد كمادة فاتحة للشهية، و"سيسكوتربين لاكتون، وتربينات ثلاثية، وفيتامينات أ، ب، ج، د، و"كومارينات"، كاروتينويدز وكالسيوم وبوتاسيوم وتراكساكوزايد واحماض فينولية ومواد دباغية وزيوت طيارة".

إضافة إلى بعض المعادن الهامة مثل "الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم والحديد والمغنيسيوم والمنجنيز والنحاس والفوسفور"، و مواد سكرية وأحماض أمينية ونشا.

و"للهندباء" والكلام ما زال للدكتور "بطحة" فوائد صحية عديدة منها: مدرة للبول ومطهرة للجهاز الهضمي ومفرغة صفراوية جيدة، وفاتحة للشهية، ومسهلة خفيفة، ودافعة للحمى، وطاردة للديدان. كما توصف لعلاج حالات: فقر الدم، وأجهزة العظم، ومسالك البول، والنقرس، والتهاب المفاصل، والرمال والحصى، والوهن النفسي، والاستقساء، وأمراض الشعب الهوائية والجهاز التنفسي .

وتعد منشط عام ومجدد للأعصاب لاحتوائها على الفوسفور، ولعلاج الروماتيزم والأمراض الجلدية، ولحالات تشمع وتضخم الكبد خارجيا، ولخفض نسبة السكر في الدم، وعلاج الأكزيما.

ولعلاج مسامير اللحم بعد غلي عشبتها، إضافة لاستخدامات علاجية ووقائية أخرى كثيرة، ناهيك عن كونها مادة أساسية لتحضير العديد من أنواع المراهم والصبغات».