خبز "القالب" أو "المرشم" من الأكلات الشعبية الحورانية التي تعود أهل "حوران" على صناعتها في المناسبات، ويعتبر ركناً من أركان العيد تتسابق النسوة إلى صنعه لتقديمه في أيام الأعياد إلى جانب الحلويات.

يقول السيد "محمد مسلم" من أهالي مدينة "نوى" لموقع "eDaraa": «يقوم أهل "حوران" بصناعة خبز القالب أو ما يسمى "المرشم" في المناسبات الاجتماعية والأعياد كافة، حتى أصبح رمزاً من رموزها، فلا تكاد تخلو أي مناسبة اجتماعية أوعيد من الأعياد دون أن نتذوقه، مع كاس من الشاي الساخن، في الوقت الذي تتنافس فيه ربات البيوت على إعداده وتحضيره.

وعلى الرغم مما جاد به السوق من المواد المعروضة، إلا أن بعض ربات المنزل تجد المتعة في صنع ما تشتهي يدوياً، وهذا يذكرنا بأمهاتنا وجداتنا، اللواتي ما انفككن يخطرن على البال لنشتم عبق التراث وأصالة التقاليد في زمن راح يبتعد عن تراثنا الشعبي

إن هذا النوع من الخبز لا يتم صنعه في البيوت التي يوجد فيها عزاء في فترة العيد، وإنما يقوم الجيران والأصدقاء بإرساله إلى أهل المتوفى تعاطفاً معهم».

السيد يوسف مسلم

وحول خبز القالب تحدثت السيدة "عائشة مسلم" من أهالي مدينة "جاسم" بتاريخ 1/4/2011 لموقع "eDaraa" قائلة: «خبز القالب تقليد شائع جداً في حياتنا، ولا سيما في المناسبات والأفراح، والمميز هنا أنه لا يعد لأهل البيت فحسب بل اعتادت أمهاتنا على إعداده بكميات كبيرة لتوزيعه على عدد كبير من أهل الحارة أو القرية من جيران وأصدقاء وأحبة وأقارب.

ولهذا الخبز قالب خاص به منقوش علية نقشات مختلفة وبأشكال متنوعة، لتضفي عليه جمالاً ورونقاً وجاذبيه، وله رائحة شهية تفوح من كل بيت عند تحضيره».

السيدة فاديا هلال

وعن طريقة تحضيره تقول "مسلم": «خبز"القالب" نوع من الأطباق المشهورة المعروفة في محافظة "درعا"، ولسيدة البيت "الحورانية" طريقة خاصة بصناعته، حيث يتم تحضير عجينته ومقاديرها، بحسب عدد أفراد الأسرة أو العائلة، ومن مكوناته "الطحين، الخميرة، السكر، زيت الزيتون، الحليب، اليانسون المطحون والمحلب المطحون والشمرا المطحونة، والسمسم، وحبة البركة، وجوزة الطيب، والملح".

وبعد عجن هذه الكميات بالحليب والزيت، وإضافة الخميرة لها، تترك حتى تختمر، ثم يرق العجين على القالب الخشبي ويتم تقطيعه على شكل دوائر بمقدار الرغيف، بعدها توضع العجينة بالفرن لمدة /10/ دقائق حتى تنضج وتستوي.

خبز القالب

ومن الضروري أن يكون الفرن قد أشعل قبل دقائق حتى نتمكن من نزع الرغيف بسهولة من الفرن، وبعد استواء الخبز وإخراجه من الفرن، يتم دهنه بالزيت ليصبح جاهزاً للتناول وتقديمه للمهنئين بالعيد أوالمناسبات الأخرى، ويفضل البعض أكله مع الشاي الساخن، وهنا تطول أحاديث النسوة وتنتهز بعض الفتيات هذه الفرصة لتبادل الأحاديت الشيقة والممتعة».

وفيما يخص عادات صنعه وتناوله قالت السيدة "فاديا هلال" من أهالي مدينة "الشيخ مسكين": «جرت العادة أن يتم تناول هذا النوع من الخبز في المناسبات بشكل جماعي، حيث يجلس الجميع بشكل منتظم حول عجينة الخبز الذي تفوح منه رائحة الهيل، وسط أجواء من الفرح، ويقوم الجميع بالمشاركة في تهيئة قطع "خبز القالب" الشهية.

وبعد وضعها في "صواني" كبيرة تقوم النساء بالتناوب لصنعه وإعداده، وكل ذلك يتم ضمن أحاديث تتناول الذكريات المفرحة والنكات تتخللها الأغاني والهجيني والزغاريد أحياناً فرحاً بقدوم العيد، يرافقها ضحكات الأطفال المجلجلة وهم يتراكضون فرحاً وشوقاً حول أمهاتهم بانتظار خروج الخبز من الفرن، ولعل سر لذة هذه الأكلة يكمن بطيب وكرم نفس من أعدته، لتطفئ شوق من تاق إلى لمة فرح وسرور مع تناوله».

وتابعت السيدة "هلال" حديثها بالقول: «وعلى الرغم مما جاد به السوق من المواد المعروضة، إلا أن بعض ربات المنزل تجد المتعة في صنع ما تشتهي يدوياً، وهذا يذكرنا بأمهاتنا وجداتنا، اللواتي ما انفككن يخطرن على البال لنشتم عبق التراث وأصالة التقاليد في زمن راح يبتعد عن تراثنا الشعبي».