هي أكلة تراثية وجدت في المحافظة منذ سنوات طويلة، وعبّر حضورها عن احتياجات أبناء المحافظة لبعض الحلويات التي تلائم ظروفهم الاقتصادية من جهة وحفاظهم على تراثهم من جهة أخرى، فكبار السن يولون أهمية كبيرة لتناول هذه الأصناف في رمضان وموسم الشتاء لما تحتويه من عناصر غذائية عدة كالأملاح والكربوهيدرات والنشويات والسكريات، فضلاً عن طعمها اللذيذ الذي يرغب به الصغار.

موقع "eDaraa" التقى الشاب "ابراهيم المحاميد" ليقول: «لطالما طلبت من إحدى نساء الحي تحضير "المردد" على أصولها لأدعو أصدقائي تناولها معاً، باعتبارها أكلة لذيذة لا تحضر في كل المنازل ولا يوجد محل يبيعها، على الرغم من أنها أكلة كثيراً ما تطلب ومكوناتها بسيطة».

هي مواد بسيطة ومتوافرة لدى كل ربات البيوت فهي ليست أكثر من "طحين؛ ملح؛ خميرة؛ سكر؛ لبن؛ زيت نباتي"

أما السيدة "أم مرعي" التي داومت على تحضير هذا الطبق لكل من طلبه منها على اعتبار أن أكلة المردد لا معمل يقوم بتحضيرها، حدثتنا عن المواد المطلوبة لعمل العجين فقالت: «هي مواد بسيطة ومتوافرة لدى كل ربات البيوت فهي ليست أكثر من "طحين؛ ملح؛ خميرة؛ سكر؛ لبن؛ زيت نباتي"».

الشاب ابراهيم المحاميد

وذكرت "أم مرعي" طريقة عمل المردد فقالت: «تخلط المواد لتشكل عجينة تترك مدة ساعة للتخمير، بعدها يتم تقريصها أي عمل عدة أقراص بحجم واحد وتركها تستريح نصف ساعة، ثم يرق القرص بمده بشكل دائري مع الحفاظ على كونه طبقة رقيقة يوضع فوقها القليل من الزيت لمتابعة الرق بسهولة ومن ثم يرش السكر بكمية تحددها الرغبة، ثم تطوى العجينة من أطرافها الأربعة إلى الداخل لتأخذ شكل مربع، وتكرر هذه العملية أكثر من مرة أي يكرر فرد نفس العجينة ومن ثم إعادة طوي أطرافها للداخل لتتكون لدينا عدة طبقات».

تابعت "أم مرعي": «توضع العجينة مربعة الشكل على "الكارة" وتفرد قليلاً ثم تدخل إلى الفرن الذي كنا قد أشعلناه قبل بدء العمل بقليل، هذا وتترك العجينة في قاعدة الفرن كي تنضج لمدة لا تتجاوز الدقيقة ثم تنقل بعد رفعها على الكارة ليتم شواؤها على الطبقة العليا للفرن».

المردد جاهز للأكل

الحاجة "شمعة أبو دايس" ذكرت بعض التغيرات التي طرأت على مر السنين على طريقة تحضير المردد فقالت: «قديماً كنا نستخدم الفرن الحجري لعمل المسافن ومع الأيام ظهر الفرن الحوراني ليكون التحضير أسهل، مع الحفاظ على نفس مكونات العجين والاختلاف بعض الشيء بوضع البصل المفروم المقلي قليلاً بالزيت داخل العجين بعد فردها وقبل تطبيقها لتكون أشبه بالفطيرة المحشوة».

أما السيد "أحمد المسالمة" الباحث في شؤون التراث الحوراني فقال: «غالباً ما يلتزم أهل الريف بالعادات والتقاليد الشعبية المتوارثة أكثر من أهل المدينة نتيجة قربهم من بعضهم بعضا وعدم دخولهم الحياة المدنية بالقدر الذي أنساهم ماضيهم، لتكون المناطق الريفية في محافظة "درعا" أكثر اشتهاراً بعمل مثل هذه الأكلات التي تندرج ضمن أكلات الحلويات الرئيسية، ليتم تقديمها في "السهرات العائلية؛ اجتماعات الوجهاء وكبار البلدة؛ الأعياد؛ رمضان؛ العزائم"».

الحاجة شمعة أبو دايس

وعن سبب اختلاف التسمية قال السيد "المسالمة": «جاء سبب تسميتها "المردد" من قبل أهالي المنطقة الغربية من "درعا" من آلية عملها لكونها تتطلب تحضير عدة طبقات أو ردات، في حين سماها أهالي المنطقة الغربية "المسافن" لأنهم كانوا يحضرونها بشكل طولي أشبه بالسفينة».