لين المسالمة فتاة بملامح ملائكية لم يتجاوز عمرها عشر سنوات تطلق العنان ليديها الناعمتين وأفكارها الشقية وألوانها البريئة، لتخط وبمهارة ندر وجودها خطوطاً ورسوماً تدهش كل من يراها، محاولة ترجمة هذا الكون المعقد من حولها ببراءة ورقة.

موقع "eDaraa" التقى بتاريخ "20/1/2011" الطفلة "لين" خلال معرض الرسم والأعمال اليدوية الذي أقيم في مدرسة ذات النطاقين للتعليم الأساسي "بدرعا"، والذي قدمت "لين" من خلاله أكثر من /7 / لوحات، وعرفت "لين" عن نفسهابالقول: ‹‹عمري /10/ سنوات وأنا في الصف الخامس الابتدائي بمدرسة ذات النطاقين، أفضل الحصص الدرسية عندي، هي حصة الرسم والأعمال اليدوية، وأنا أرغب بعد حصولي على شهادة البكالوريا بالدراسة في كلية الفنون الجميلة لأختص فيما بعد بهندسة الديكور وأكون أقرب ما يمكن للرسم والأعمال اليدوية والترتيب والتزيين وكي أحافظ على موهبتي التي كرمني بها الله وكان والديَ سر نجاحي بها››.

بداية كانت لنا الوقفة التالية مع الآنسة "نسرين العيسى" مدرسة مادة الرسم والمشرفة على "لين" والتي قالت: ‹‹تتمتع الطفلة "لين" بشغفها الكبير لمادة الرسم منذ أن كانت بالصف الأول حيث تميزت برغبتها بتعلم كل شيء، واستيعابها السريع وقدرتها الهائلة على التمييز، كذلك لديها مهارة يدوية كبيرة وتقنيات عالية بالرسم، فضلاً عن قدرتها على إخراج الظل والنور ودراسة المنظور بشكل ممتاز››.

السيدة هالة الطعاني

وأضافت "العيسى": ‹‹للطفلة "لين" العديد من النشاطات، فقد شاركت بافتتاح صالة الفنون التشكيلية بدرعا وبعدة معارض فنية قطرية ودولية تعرفت عليها من خلال التعاميم المرسلة من منظمة طلائع البعث ومديرية التربية، في عامها الثامن شاركت "لين" بمسابقة الرواد على مستوى الفرع كضيفة شرف، وفي عامها التاسع شاركت ومنحت وسام رائد طليعي، تدربت بمركز الإبداع للفنون مدة سنة كاملة أنجزت خلالها مجموعة كبيرة من اللوحات التي تحكي عن الطبيعة الصامتة والزخرفة والفسيفساء "السيراميك" ، كما لها أعمال طفولية تناقش حياتها اليومية والبيئة المحيطة واحتفالات المناسبات الوطنية››.

السيدة "هالة الطعاني" مديرة مدرسة ذات النطاقين قالت: ‹‹نحن فخورون بـ"لين" وحريصين على مشاركتها في كل المعارض القطرية والدولية لثقتنا بها كطفلة موهوبة ذات خيال واسع، ولقدرتها على نيل المراتب الأولى، وبالإضافة إلى موهبتها الفنية، "لين" طالبة خلوقة وجدية ومجتهدة في كل الحصص الدرسية››.

الصيدلانية رنا الطعاني

وعن بوادر ظهور هذه الموهبة قالت والدة "لين" الصيدلانية "رنا الطعاني": ‹‹عندما كانت ابنتي بعمر /3/ سنوات لاحظت عليها بوادر موهبة الرسم، حيث كانت تحاول رسم الأشياء من حولها وحتى رسم الكلمات المكتوبة وتلوينها››.

وعند الخوض في غمار الحديث عن بعض الجوائز التي حصلت عليها تابعت والدتها: ‹‹نالت "لين" الترتيب الأول في المسابقة التي أقامتها مجلة "فارس الغد" برعاية وزارة الثقافة وكانت اللوحة بعنوان "وطني حبيبي وطني الأكبر" ، كما حصلت على الترتيب الثاني في المعرض السنوي الأول لأطفال الجمهورية العربية السورية الذي كان بعنوان "مدينتي الجميلة كما أحبها" والذي ضم /50/ لوحة، وكان المعرض برعاية وزارة التربية حيث كرم الدكتور "علي سعد" وزير التربية الفنانين الصغار في حفل أقيم بمجمع دمر الثقافي››.

المحامي هشام الطعاني

وعن مشاركاتها ذكرت أن "لين" قدمت لوحتين في معرض دمشق الدولي، باللوحة الأولى شكلت حديقة بالرمل الملون بالألوان المائية وباللوحة الثانية شكلت وأصدقائها "تيماء؛ طارق" رسماً من الفسيفساء للسيد الرئيس "بشار الأسد" وإلى جانبه طفلين، وقد عملوا الأطفال على هذه اللوحة لمدة /12/ ساعة تحت إشراف الآنسة "نسرين العيسى"، كما شاركت بلوحة عن حملة التوعية البيئية التي نفذتها وزارة الدولة لشؤون البيئة تحت عنوان "أحب سوريا وأحافظ على نظافتها"››.

أما والدها المحامي "هشام المسالمة" فقد أشار إلى المسابقات التي "لين" بصدد انتظار نتائجها فقال: ‹‹رسمت "لين" شعاراً للمهرجان القطري /36/ لطلائع البعث المزمع قيامه في محافظة اللاذقية شهر نيسان من العام المقبل، حيث سيكون الشعار الفائز هو شعار المهرجان لمدة سنة كاملة، وفي مسابقة يوم الطفل العالمي التي أعلنت عنها المؤسسة الثقافية الفنية في طهران ضمن مهرجان العالم الإسلامي الدولي الثالث لرسوم الأطفال تحت عنوان موضوع حر، اختارت "لين" "أنا أحلم" و"أسطول الحرية" عنواناً للوحاتها، بالإضافة لمشاركتها برسم لوحة عن التسامح الديني والمساواة بين الناس على اختلاف أديانهم وطوائفهم إلى جانب /2000/ طفل في المشروع الفني والإنساني الذي يتضمن رسم لوحة تشكيلية على القماش والزيت لتكون لوحة ذات طابع إنساني سيتم الدخول بها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، إلى جانب لوحة الفنان الفلسطيني "جمال بدران" التي تعتبر أطول لوحة عن التسامح الديني في مسابقة فريدة من نوعها بأوكرانيا››.

لم يتوقف تفوق الطفلة "لين" على مادة الرسم بل طال ذلك الحاسوب، لتنال الترتيب الثاني عن الفئة الأولى ضمن فعاليات الأولمبياد المعلوماتي السوري فرع "درعا"، فضلاً عن تفوقها في باقي الحصص الدرسية.