يمتاز فلاحو حوران بخبرة زراعية واسعة، تمتد إلى أزمنةٍ غابرةٍ، فقد اشتهرت "حوران" بزراعة الحبوب من (قمح- شعير- عدس)، وهذه الغلال مميزة في جميع أنحاء العالم، وكانت خبرتهم هذه تأتي من يقينهم الحسي بمواعيد هطل الأمطار، فيكتفون بزراعتها.

من الظواهر الغريبة والتي تزور الأراضي الزراعية والسهول باستمرار في الصيف والشتاء؛ هي ظاهرة انخفاض الغيوم إلى ارتفاعات قليلة جداً وتلامسها مع رؤوس الأشجار والمحاصيل الزراعية، المزارع "حسين عبد الرزاق حسين" من مواليد 1958 حدثنا بتاريخ "9/12/2010" عن هذه الظاهرة التي تعلم عنها من خبراته وروايات التي توراثها عن أجداده، فبدأ بالقول:

لا حصاد بلا "غزلان الندى" كما أنها تجعل الجو لطيفاً ما يساعد الحصادين ويقيهم من حر الصيف أثناء الحصاد، كما أن الفلاحين يترقبونها وينتظرون قدومها، فيصفون ذلك: "هلت غزلان الندى" فهي عبارة موغلة في القدم

«إن ظاهرة انخفاض الغيم، تأتي في الشتاء وفي الصيف في مواعيد محددة، ففي الصيف مثلاً تنخفض الغيوم مع قدوم موسم الحصاد فتسمى "غزلان الندى" وسميت بهذا الاسم لأنها سريعة تسبق قطع الغيم الكبيرة، وتأتي من جهة الغرب حصراًَ لأنها بحرية فهي تترك في الصباح قطرات الندى على الزرع المراد حصده، ليعطيه طراوة ما يسهل عملية الحصاد. فلولا قطرات الندى هذه لا تتم عملية الحصاد، لأن الحصاد كان يدوياً».

المزارع "عبد الرزاق حسين"

ويتابع المزارع "حسين": «لا حصاد بلا "غزلان الندى" كما أنها تجعل الجو لطيفاً ما يساعد الحصادين ويقيهم من حر الصيف أثناء الحصاد، كما أن الفلاحين يترقبونها وينتظرون قدومها، فيصفون ذلك: "هلت غزلان الندى" فهي عبارة موغلة في القدم».

أما عندما تأتي في الشتاء فتسمى "لقاح الأرض" وعنها قال "حسين": «في ذلك الوقت تكون الأرض باردة والغيوم كتلة دافئة فتحدث هطولات مطرية غزيرة، فيقول الفلاحون عبارة (بحرت الأرض) أي ارتوت فهذه سنة خير وحصاد، وأن المطر أصبح أكثر من المعدل السنوي حيث تمتلئ السدود ويرتفع منسوب مستوى الآبار الجوفية وتجري السيول في واديي "الزيدي" و"الذهب"».

الغيوم عندما تقترب من الأرض

ولمعرفة التفسير العلمي لهذه الظاهرة موقع "eDaraa" التقى الجيولوجي "معتصم محمد الخطيب" بتاريخ "10/12/2010" والذي تحدث عن ظاهرة "غزلان الندى" بالقول: «إن الهواء بشكل عام محمل ببخار الماء، وبخار الماء طبيعياً يصعد باتجاه الأعلى، كلما انخفضت درجة حرارة الهواء انخفضت قدرة الحامل، وانخفاض درجة حرارة الهواء تحدث عملية تكاثف لجزيئات بخار الماء العالقة فتشكل قطرات دقيقة من الماء، فإذا لامست سطحاً بارداً شكلت ما يسمى "ندى" وإن تشكل الضباب أكثر من /1/ كيلو متر يسمى "سديما" فهناك أنواع للضباب حسب طبيعة المنشأ: "ضباب أمامي، ضباب أفقي، ضباب إشعاعي، ضباب المنحدرات".

و"غزلان الندى" هي الاسم المتداول "للضباب الأمامي" والذي يتشكل عند انتقال بخار الماء من وسط عالي الحرارة إلى وسط منخفض الحرارة بشكل مفاجئ، وتتم الحركة بسرعة باتجاه جهة الانتقال.

السيد "معتصم الخطيب"

وعند انتقال "بخار الماء" من سطح بحري وقاري يسمى "ضباب أفقي" أما "الضباب الإشعاعي" فيحدث عند تفريغ جزيئات بخار الماء من سطح الأرض صعوداً إلى طبقات باردة من الهواء.

أما "ضباب المنحدرات" فهو تشكل تكاثفي يحدث على أطراف المنحدرات عند انتقال بخار الماء من الأسفل إلى الأعلى خلال تدرج ضبابي لدرجة الحرارة (ضباب الوادي) والتدريجات اللونية للضباب تعتمد على نسبة الشوارد ونسبة أكسيد الكربون الموجودة في جزيئات بخار الماء المحمولة».