عمل طبي نادر لأول مرة في محافظة "درعا"، جرى في مشفى "الشفاء" أنقذ خلاله مريض بعد صراع طويل مع المرض، وبعد تردد على الأطباء لأكثر من خمس سنوات تكلل بالنجاح تفتيت حصاة كلية يمنى كبيرة الحجم تزيد على 3 سم كانت قد سدّت للكلية، عبر الأمواج الصوتية من خارج الجسم، بعد أن عجز عن إذابتها العديد من الأطباء خلال هذه الفترة الطويلة.

وبفضل الحداثة والتطورات الحاصلة بالطب واستخدام التقنيات الحديثة في مجال الطب الذي يخفف آلام العمليات على المرضى وأعباء العمليات على الأطباء، نجحت عملية استئصال الحصاة الكبيرة بنسبة نجاح 100%.

ننصح كل شخص لكي يتحاشى تشكل الحصيات بجسمه، الإكثار من شرب السوائل، والإكثار من الحركة والقيام بمراقبة دورية للجهاز البولي، والاهم إجراء التحاليل البولية الدورية

المريض "إبراهيم العداد" بعد إجراء العمل الطبي الناجح والذي انتظره لسنوات يقول: «بعد معاناتي مع المرض والألم الشديد القولوني المتكرر والحاد على مدى السنوات السابقة التي كنت أعدها يوماً بعد يوم لشدة الألم، ومداومتي على العلاج الدوائي الفموي الذي لم أجد فيه أية جدوى أو تحسن بالحالة. توجهت خلالها إلى عدد كبير من الأطباء على مدار خمس سنوات لم ترحني من المرض، وطلبوا مراراً إقامة عمل جراحي نسبة النجاح فيه قليلة وكنت أرفض العمل الجراحي لأن الأمور يمكن أن تذهب إلى ما لا نشاء بعد اكتشاف حصاة كبيرة سدّت الكلية اليمنى، ومع الأيام زادت حالتي المرضية سوءاً لم أستطع تحمل الآلام وعانيت الأمرين، إلى أن التقيت بالطبيب "عبد الحكيم الحشيش" حيث استطعت بعدها أن أعود للحياة وأتعافى بشكل كامل دون ألم».

المريض ابراهيم عداد

الطبيب "عبد الحكيم الحشيش" اختصاصي بولية وكلية قال: «عانى المريض من آلام مبرحة نتيجة كبر "الحصاة"، توجه إلى العديد من الأطباء حيث كان يفضل الأطباء العمل الجراحي لكبر "الحصاة"، وبنسبة نجاح بسيطة وخطرة على حياة المريض وبجرح كبير يفوق 15 سم تحت الأضلاع "شق كامل" مع خطورة العمل التخديري، راجعني بحالة إسعافية ألم قولنجي شديد وحاد في الخاصرة اليمنى مع انتانات وتوسع شديد في الكلية عبر التصوير بالأمواج فوق الصوتية، وبعد تشخيص حالته وإجراء التحاليل الطبية اللازمة، ونتيجة حالته الخطرة قمنا بعمل جراحي وتفتيت 20% بالليزر، بعدها نصحناه بعدة خطط علاجية لكنه أصر على التفتيت وكانت نسبة النجاح أقل من 10% عبر التفتيت من خارج الجسم. وللتفتيت عدة ميزات منها انه يجرى دون شق جراحي، وبالعادة لا تحتاج هذه الحالة إلى دخول مشفى وتخدير».

وعن آلية العلاج التي تم تقديمها للمريض يقول الطبيب "عبد الحكيم": «الخطة العلاجية الثانية كانت تفتيت الحصاة عبر الأمواج فوق الصوتية من خارج الجسم، مع تركيب قسطرة داخلية حالبية عبر التنظير البولي دون شق جراحي عبر التنظير البولي الشكلي بالتخدير الموضعي، عن طريق الاحليل والمثانة والحالب بعدها تمت إراحة الكلية من التوتر والالتهاب المرافق لها، وزوال الحالة الاسعافية الحادة، وبعد ثلاثة أيام تم إجراء أول جلسة تفتيت من خارج الجسم وتم كسر البحصة إلى شقين، وتم تتابع الجلسات بفارق 10 أيام إلى أن وصلنا للجلسة الرابعة وتم تفتيت الحصاة إلى عدة أجزاء، وبعد حوالي شهرين حصلنا على زوال تام للحصى من الكلية وبعدها تم سحب القسطرة الداخلية التي بقيت داخل الجسم لمدة شهرين، وبعد العمل الطبي الناجح والذي يحدث لأول مرة بالمحافظة، تمت متابعة المريض في المنزل بعد تخرجه في المشفى، وحالياً المريض بحالة عامة جيدة جداً وتقوم الكلية بوظيفتها بنسبة 100%، وتتم متابعتها والإشراف عليه بشكل دوري، ومن ميزات العمل الناجح الذي قمنا به أن المريض لم يعانِ نوبات ألمية حادة خلال جلسات التفتيت بسبب وجود القسطرة الداخلية».

الطبيب عبد الحكيم الحشيش

وعن السبب الذي كان وراء تشكل البحصة الكبيرة في جسم المريض يقول الطبيب المعالج: «هناك عدة أسباب لتشكل الحصيات الكبيرة والتي وجدت بهذا الحجم الكبير منها نقص كميات السوائل الداخلة للجسم "الماء وما شابه"، بالإضافة إلى الالتهابات البولية المتكررة وغير المعالجة بشكل صحيح وكامل والتشوهات البولية، وأيضاً الحرارة الزائدة التي يتعرض لها الجسم ونقص شرب السوائل، واضطرابات الاستقلاب».

وعن النصائح التي يجب على الإنسان أن يتخذها لمنع تشكل الحصاة يقول: «ننصح كل شخص لكي يتحاشى تشكل الحصيات بجسمه، الإكثار من شرب السوائل، والإكثار من الحركة والقيام بمراقبة دورية للجهاز البولي، والاهم إجراء التحاليل البولية الدورية».

اثناء جلسة التفتيت