«منذ أيام الفراعنة يستعمل كعلاج، فهو يحتوي على السكر وقليل من البروتين والدهن والأملاح والفيتامينات»، هذه المعلومات للدكتور "نزار الربداوي" الذي التقاه موقع eSyria ليشرح لنا عن فوائد الرمان.

ويتابع مضيفاً: «إذا غليت قشور جذوره في الماء لمدة ربع ساعة، وشرب من المغلي كوب في كل صباح أسقط الدودة الوحيدة، وهو ممتاز لحالات الحمى الشديدة والإسهال المزمن والصداع وضعف النظر، وإن قطرات منه ممزوجة بالعسل في الأنف دواء ممتاز لكثير من المتاعب. كما أن عصيره ممزوجاً مع قليل من السكر يعالج حالات الإمساك، والمواظبة على تناوله تنقي الدم وتقاوم عسر الهضم».

عندما كنت مديراً لمشتل "تل شهاب" كنا نزرع شتل الرمان "الفرنسي" الذي أرجح أنه ليس من "صنف الحايك"، فحبته أصغر ولونه لا يصل إلى درجة الاحمرار هذه، ولا ترقى إلى مواصفاتها الأكلية ولا الشكلية

درعا والرمان

عرفت "درعا" شجرة الرمان منذ مئات السنين تجسد ذلك برسوم ونقوشات فنية على جدران البيوت الأثرية في العصور الكلاسيكية ولاسيما أنها تنبت طبيعياً على ضفاف الأنهار خاصةً في منطقة وادي "اليرموك".

عصير الرمان مفيد جداً

وكان دورها لا يعدو منظراً طبيعياً وشيئاً من تنوع الفاكهة وليس كمحصول اقتصادي استراتيجي. لكن مع الانفتاح العلمي والثقافي والحاجة لمزيد من الأنواع للضيافة والعصير جعل شجرة الرمان تتصدر القائمة الشجرية وباتت أكثر المناطق التي تزرع فيها هذه الشجرة هي منطقة "تل شهاب" و"زيزون" و"طفس" لكثرة المياه، وخصوبة التربة والمناخ الخصب المناسب.

صنف الحايك "الفرنسي"

يحدثنا المهندس "خليل الخطيب" وهو أحد أقدم المهندسين الزراعيين في المحافظة عن الرمان قائلاً: «يعد صنف الحايك أهم وأكثر الأصناف التي تزرع "بدرعا"، أدخله أحد أبناء المنطقة دون أن يصرح من أين أتى به وذلك قبل أربعين سنةً، كي لا يشابهه أحد، وكان يقوم بتغليف السيارة الملأى بالرمان بشادر كي لا يعلم أحد أسرار هذه الزراعة لكن جواره توصلوا إلى بعض الغراس من حقله بالذات، وراحت تنتشر بمنطقة "تل شهاب" بكثرة.».

الخطيب يقطف الثمار

ويضيف: «عندما كنت مديراً لمشتل "تل شهاب" كنا نزرع شتل الرمان "الفرنسي" الذي أرجح أنه ليس من "صنف الحايك"، فحبته أصغر ولونه لا يصل إلى درجة الاحمرار هذه، ولا ترقى إلى مواصفاتها الأكلية ولا الشكلية».

مواصفات

لهذه الشجرة مواصفات كثيرة منها: وصول الحبة إلى وزن 400-500 غرام، وقد تصل الواحدة لوزن الكيلو، وهناك قابلية الحفظ بالبراد، ويمكن أن يبقى صالحاً للشهر الرابع، أي إلى ما يزيد على أربعة أشهر، هذا إن لم يكن بها إصابات من دود وغيره، أو جروح وتشققات، مع درجة حرارة مناسبة، وهذه ما بينته التجربة. الميزة الرابعة أنك تحصل على ثمار في العام الثاني للزراعة، ويمكنك أن تبيع في السنة الثالثة.

زراعته تنتشر بكثرة

يمكن زراعتها على بعد خمسة أمتار بين الواحدة والثانية، والشجرة جيدة ومقاومة لكل الظروف، وهي أقوى من الزيتون وأقوى بكثير من اللوزيات، وما يصيبها هو دقيق الرمان. لكن وجود الأدوية المناسبة يجنب الموسم الخسارة أو التلف. وفيما يتعلق بالفلاحة فيمكن للمزارع أن يفلح الأرض ما بين الأشجار عند السنوات الثلاثة الأولى للزراعة، أما بعد السنة الرابعة فلا يجوز الفلاحة بتاتاً، لان جذور الشجر سطحية ولتنظيف الأرض يمكن فلاحتها بشكل سطحي جداً بالعزاقة أو عن طريق العمال باستخدام الطورية أو الرش بالمبيدات، أما بخصوص القطاف فيجب أن يتم قطف المحصول على دفعات خشية تشقق الثمار، ولاسيما أن فترة الإزهار تستمر لمدة قد تصل شهر ونصف، وهذا ما يعني بالضرورة تفاوت بالنضج بين الثمار.

انتشار وزيادة في الطلب

يقول المهندس "وليد المصري" رئيس مركز زراعي "نهج" لإنتاج الغراس المثمرة: «يعتبر مشتل "نهج" الوحيد "بدرعا" الذي ينتج الغراس المثمرة تبلغ الخطة الإنتاجية السنوية لغراس الرمان حوالي خمسة عشر ألف غرسة، وكانت قبل ذلك ثمانية آلاف غرسة، والسبب ازدياد الطلب على الرمان وانتشار زراعته بكثرة».

ويضيف: «يتم توزيع الغراس خلال شهر تشرين الثاني وحتى الشهر الرابع من كل سنة بالاعتماد على الهوية الشخصية وبثمن خمس وعشرين ليرة سورية للغرسة للواحدة.

تقدر المساحة المزروعة ب/860/ دونما، وكمية الأشجار المثمرة /45600/ غرسة، تتركز زراعة الرمان في مناطق "طفس" و"داعل" و"تل شهاب"، وأصبحت شجرة الرمان الثالثة بعد الزيتون والعنب، ونلاحظ وبحكم متابعتنا للنشاط الزراعي أن الإخوة المزارعين باتوا يقبلون بشدة على زراعة الرمان والبعض منهم قد أزال معرشات العنب ومزارع الزيتون ليغرس مكانها الرمان».