«من أهم معالم مدينتي، عشت معه واستأنست بقناطره منذ صغري، وسألت نفسي: ترى أي الأقوام أنجزته، وأي الجيوش مرت من هنا». بهذه الكلمات الوجدانية وصفت الآنسة "ماريا الزعبي" رئيسة بلدية "الطيبة" الجسر الروماني القديم الكائن في قلب بلدتها، وذلك بتاريخ السادس والعشرين من كانون أول 2009م.

منذ أقدم العصور وحوران تتمتع بموقع استراتيجي هام جداً، ولعبت على الدوام دور نقطة وصل بين الدول والإمبراطوريات. ولأجل زيادة دورها في ربط العالم مع بعضه، فقد تمتعت بشبكة مواصلات غاية في الأهمية والاتساع، وذلك منذ عصور البرونز. لكن هوية الشبكة ظهرت بشكلٍ واضح في العصور الكلاسيكية.

ومن أجمل تلك الطرقات ذلك الواصل بين مدينتي بصرى ودرعا، والذي تحدد مساره كما يقول الدكتور "خليل المقداد" في كتابه "حوران عبر التاريخ" في العصر النبطي. لكنه نفذ ووضع في الخدمة خلال الفترة الرومانية. وقد أقيمت على الطريق مجموعة جسور لربط الضفتين ببعضهما، ويعتبر جسر "الطيبة" من أجمل تلك الجسور.

جسر الطيبة

عن مواصفاته المعمارية والتاريخية تحدث لموقع "eDaraa" الباحث "محمد العيشات":

يقع الجسر على مجرى "وادي الزيدي" شمال شرق قرية "الطيبة"، والتي تبعد حوالي عشرين كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من مدينة "درعا"، وهو مسجل بتاريخ 21/10/ 1968/ بموجب القرار /142/.

السياح يقصدونه بكثرة

طول الجسر أربعة عشر متراً، وعرضه ستة أمتار، وارتفاعه عشرة أمتار وخمسة سنتيمترات. وهو عبارة عن قبوتين من الحجر المقصب، مع ردميات من الحجارة "الدبش".

ويتابع "العيشات": كان الطريق يصل إلى "أم قيس" في "الأردن" الشقيق، ومنها يتجه فرع آخر إلى "بحيرة طبريا" ومن هناك يتجه إلى مدينة "نوى". لا يزال الجسر بحالة جيدة خاصةً وأنه خضع لعلمية ترميم منذ عدة سنوات، ويشكل أحد أهم المعالم السياحية والأثرية في بلدة "الطيبة".

الطريق لا يزال مرصوفاً بالحجر