تغنى شعراء "حوران" بأعياد الجلاء. وجميل أن نقف اليوم مع الأصوات التي صدحت بعشق الشام، وتغزلت بعيد الجلاء. لقد عاش شعراء "حوران" مع كل الأحداث الجسام منذ دخول المستعمر أرض الوطن وحتى خروجه منها منهزماً إلى غير رجعة، فها هو الشاعر "عبدو سليمان الخالد" يقول تحت عنوان "معلقة لأردان طاهرة":

«شآم، هذي سماء المجد، فانتسبي/ وطرفي مجدك الطماحَ بالشهُّب

نيسانُ لا زهرٌ ووردُ/ نيسانُ لا ألقٌ وندُ نيسانُ ليلٌ ينجلي/ نيسانُ حقٌ يُسـتَرَدُ لبيكَ يا وطني هنا...........لك تغلبْ وهنا معدُ هذي نهاية مجدكَ الوا....هي وما للبغي.. مجدُ باسمِ العروبةِ نبتني/ فيها الحياة كما نـودُ لا قيدَ لا استعمار لا/ إقطاعَ لا شكوى تردُ نبني الحياة.. هنا تشادُ/ مدينةٌ.. وهناكَ سـدُ والمجدُ إن المجد في/ شرعِ العُلا عرقٌ وجـُهدُ

ما كلُّ من شاء هذا العرش واصله/ إلاكِ يا حرة الأردان والنسب

عبدو الخالد

يا قامةً ما انحنت إلا لبارئها/ مهما تحداك من باغ ومُغتصب

لك المدى فاطلبي ما شئت مكرُمةً/ يُكرمك عشرون مليون من النجُِـب

الشاعر هاجم عيازرة

شآمُ، أنت التي أرضعتهم شمماً/ حرا، فباتوا منار الفخرِ والعجـب

سلي البطولاتِ عن أيامهم، وسلي/ عزماً تمرد، واستعصى على الرُعُـب

سلي الدماء التي نالوا بها شرفاً/ على صدور الذرا في أمـة العرب

سلي دماء الغطاريف التي خَـضَبت/ مرابض العز، من "درعا" إلى "حلب"

واستحلفي كبرياء الـشّام، ما سطرت/ تلك المروءاتُ، يوم الثـأر والغضب».

ويقول الكاتب "إبراهيم سليمان عداد" في قصيدة بعنوان "نيسانٌ ميلادٌ وجلاء" قال فيها:

«نيسانُ لا زهرٌ ووردُ/ نيسانُ لا ألقٌ وندُ

نيسانُ ليلٌ ينجلي/ نيسانُ حقٌ يُسـتَرَدُ

لبيكَ يا وطني هنا...........لك تغلبْ وهنا معدُ

هذي نهاية مجدكَ الوا....هي وما للبغي.. مجدُ

باسمِ العروبةِ نبتني/ فيها الحياة كما نـودُ

لا قيدَ لا استعمار لا/ إقطاعَ لا شكوى تردُ

نبني الحياة.. هنا تشادُ/ مدينةٌ.. وهناكَ سـدُ

والمجدُ إن المجد في/ شرعِ العُلا عرقٌ وجـُهدُ».

وتغنى الشاعر "هاجم عيازرة" عضو اتحاد الكتاب العرب، وصاحب العديد من المؤلفات الشعرية بقصائد عدة منها "قناديل على أبراج الشام"، "الصحوة"، "يمانيات"، "غناء العصافير"، كلها بعشق الشام وعروبتها حيث يقول في قصيدته "أفراح الجلاء":

«عرفت ُجلق رمزاً في العُلا ارتسما/ ومشعلا ً ينثر الأمجاد والشمما

من غيرها الشام قالت في عروبتها/ وحطمت في الوغا طاغوت والصنما

حل الفرنسي مغروراً بساحتها/ ما نامَ يوماً وما في دارها حكما

لو أخبرته جيوش قبلهُ قدمت/ ما كان أدمى ذراعاً أو مشى قدما

في "ميسلون" وفي أحداقها رُسمت/ مواقعٌ خضبت أشلاؤها العلما

ثوابت من رُبا الشهباء ثائرةً/ ومن حمى أذرعات نفخت حمما

والطامعون على الأعتاب قد دحروا/ وراحت الشام تزري الرُوم والعجما».

وها هو الشاعر "يوسف عويد الصياصنه" رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بـ"درعا" يشارك في قصيدته "كلمات ذابله على شجرة نيسان" فيقول:

«دونوا في دفتر الصمتِ/ بأقلام التعب/ حالنا/ والقرنُ سكينُ من الضوءِ/ تناهى في دياجير الحقبْ/ حالنا وجه عجوزٍ/ قالت الأصباغ ُ للمرأةِ:/ هل تخُفين وجهاً من خشب؟/ أم ترى في حفرةِ العينينِ غيمُ ممطرٌ/ دون سَبَبْ؟/ قالت المرأةَُ:/ بدرٌ لاحَ في نيسان/ بدرٌ من ذهبْ/ مر يعطينا هدايا العيد للآتي/ وما زلتُ على بوابة الأقدارِ/ والأعرابُ مرّوا/ باتجاهٍ آخرٍ/ صافناً وحدي/ وراء البابِ/ لا أدري إلى أين/ ذهبْ؟».