‏ من بين بساتين قريته " المليحة الغربية" ومن بين سنابل قمحها الذهبية المتماوجة وزيتونها، نشأ الدكتور والأديب "صبري أحمد الإبراهيم" في هذه الطبيعة التي أثرت في وجدانه فأغنت فكره وعطاءه.

eDaraa أراد التعرف على الأديب "صبري أحمد إبراهيم" فكان اللقاء التالي في 1/4/2009 :

‏ * من هو الدكتور "صبري الإبراهيم"؟

الدكتور صبري أثناء الحوار

** أنا من مواليد قرية "المليحة الغربية" عام /1960/ طبيب مخبري حائز على شهادة الماجستير في التشخيص المخبري من جامعة "دمشق" عام /1987/ ‏وحالياً رئيس هيئة مخابر التحاليل الطبية في محافظة "درعا". منذ الطفولة صممت على صنع الحياة الواعدة فكبرت الأحلام معي، ثابرت في دراستي رغم الظروف الصعبة التي عشتها لغياب والدي (في الغربة) عن بيت فيه عشرة أطفال صغار، كبرت ولم أنس ذكريات الطفولة والشباب التي قضيتها في قريتي، حيث تكونت ثقافتنا من أمهات الروايات والكتب فترجمتها أدباً وفكراً، فمنذ الصبا أوليت الناحية الأدبية اهتماماً خاصاً فقد عشقت الكلمة الطيبة وأدركت مدى أهميتها في بناء الشخصية الإنسانية وصناعة الأجيال فأخذت على عاتقي أن أقدمها بقالب جميل وأسلوب جذاب فالكلمة الطيبة "مشكاة تضيء ليل التائهين وحفنة تراب نزرع فيها أمل اليائسين ويد نمدها ننتشل بها المشرفين على الغرق وشمعة رجاء في آخر النفق.

*لقد عرف تاريخنا كثيراً من الشخصيات التي جمعت بين الطب والأدب، ونلاحظ أن الدكتور صبري يجمع بين الطب المخبري والأدب العربي فما هي العلاقة بينهما؟

الدكتور صبري في مخبره

** لا ضير أن العلاقة بين الطب والأدب علاقة حميمة، فقد كان عدد من المبدعين يمتهنون الطب ويستشرفون الأدب، والدكتور "عبد السلام العجيلي" خير مثال على ذلك، أيضاً الكاتب الروسي الشهير "أنطون تشيخوف"، فالطبيب يستشعر آلام الآخرين، ومن هنا كان التعبير النفسي عن الألم الإنساني من خلال الكلمة.

‏ ‏ * لا شك أن "حوران" تزخر بالمبدعين والمفكرين، فكيف يمكن أن تحدثنا عن بداياتك الفكرية؟

من مؤلفاته

‏** استهوتني الثقافة العربية بمختلف اتجاهاتها فمنذ عام 1974م بدأت بقراءة روايات "محمد عبد الحليم عبد الله" وروايات "نجيب محفوظ" وكتب "العقاد والمنفلوطي وطه حسين والرافعي" وروايات الأدب العالمي كروايات الروسي "دوستويفسكي" و"تولستوي"، والطبيب الأمريكي "اليكس كاريل" و"ويل ديورانت" وبعدها عكفت على قراءة أمهات الكتب مما أفرزته الحضارة الإسلامية (كالبداية والنهاية) "لابن كثير" و(طبقات) "ابن سعد" وسيرة "ابن هشام" و(إحياء علوم الدين) "للغزالي" و(تاريخ الطبي). وقرأت (الأغاني والمستطرف) وقرأت (المعلقات العشر) وحفظت بعضا منها وقرأت شعر "المتنبي" و"أبي تمام" و"عمر أبو ريشة" و"بدوي الجبل".

‏ * ما هي أهم المؤلفات التي قمت بنشرها حتى الآن؟

‏** نظراً لتطور الوسائل الحياتية المختلفة آليت أن تكون هذه الكتب متلائمة مع روح هذا العصر تتحدث عن قضاياه الاجتماعية والتربوية والأخلاقية عامة وتهم أكثر شرائح المجتمع، وقد بدأت الكتابة منذ عام 1994 بكتاب عنوانه "أتدرون ما الغيبة" وبعدها كتاب "الصدق منجاة"، وبعد ذلك بدأت بكتابة سلسلة من الكتب التربوية كان أولها "من كل بستان زهرة" وبعدها "الكلمة الطيبة" ثم كتاب "معاً على طريق المحبة" ومن ثم كتاب "من القلب" وأخيراً صدر لي كتاب بعنوان "ضمة ورد". الكتاب الثامن الحالي وهو بعنوان "شقائق النعمان".

‏ * بعد أن أصدرت وعلى مدى خمسة عشر عاماً سبعة كتب فما هي رسالتك التي أحببت إيصالها؟

‏ * انطلاقاً من أن الحلقة المفرغة في حياتنا هي التربية ومن منطلق قول النبي الكريم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وانطلاقاً من أن العولمة بمعناها السلبي جاءت لتقضي على ما تبقى من الجدار الأخلاقي في المجتمع، ولتصفية المخزون الأخلاقي الإنساني فقد آليت على نفسي أن أكتب ضمن الخط الأخلاقي التربوي محاولاً الإسهام في استنهاض همة جيل الشباب والمجتمع وترسيخ بعض القيم الفاضلة ولو بالنزر اليسر في القضية التربوية، وكانت من أهم المحاور التربوية التي ركزت على تأصيلها في إعادة تأهيل مجتمعنا.

  • الدكتور "صبري" ماذا تهمس في هذه اللحظة في أذن قارئك العزيز؟
  • ‏** في هذا الزمن الصعب يجب أن نعلم أن الأخلاق هي أهم من العلوم، فالعلم بلا أخلاق لا يجر إلا حسرة وندامة على صاحبه، فكم من حضارة قامت بلا أخلاق فخسرت في نهاية المطاف، وكلي أمل بأن تسهم هذه الكتب والمؤلفات في إضافة شيء من الوعي لجيل اليوم الذي أرى أن سلاحه الحقيقي العلم والأخلاق ليصنع مستقبله ويرفع به شأن وطنه الحبيب.