"حلا أحمد" شابة طموحة، استطاعت بفضل تصميمها وإصرارها أن تنال المرتبة الأولى على مستوى محافظة "درعا" بالثانوية.

موقع "eDaraa" زار بتاريخ 21/7/2011 الطالبة "حلا" صاحبة المرتبة الأولى في محافظة "درعا" في الثانوية العامة الفرع العلمي بمجموع 269/288 علامة، من أصل 290 في منزلها والتقى بها مع أسرتها وقد بدأت لقاءَنا بقولها:

مستوى الأسئلة كان مقبولاً، لكنه لم يتم خلالها مراعاة محافظة "درعا"، حيث تم وضع الأسئلة من أخر الكتب، بالرغم من عدم إنهاء المدارس للمواد والكتب، ولم ننتهي من المناهج بسبب الأحداث التي مرت على المحافظة، وبالرغم من ذلك درسنا وتفوقنا وقدمنا ما كنا نعرفه

«التفوق ثمرة المثابرة والتركيز والاجتهاد، وهو الفرح والثقة والحلم بالمستقبل والاعتزاز بالنفس، منذ بداية العام الدراسي وأنا أنظم وقتي وأحرص على عدم تضييع أية دقيقة هدراً، فضلاً عن الانتباه على كل ملاحظة أو كلمة ينطقها المدرسين، ولا أقوم بتأجيل عمل اليوم إلى الغد والدراسة بشكل يومي، ولم أمنح وقتي إلا لكتبي ودروسي فكنت أستمتع بالدراسة».

حلا مع والدتها

أسباب وعوامل عديدة ساعدت "حلا" على تحقيق هذا التفوق والحصول على الترتيب الأول في المحافظة وهنا تقول: «كان هناك فضل كبير يعود إلى مجموعة المدرسين المميزين الموجودين في مدرستي "ثانوية المتفوقين" التي درست فيها، والذين بذلوا جهوداً كبيرة لتقديم كل معلومة لي لكونهم كانوا مقتنعين بي، فلقد أعطوني توجيهات دائمة.

الإدارة أيضاً كانت تحاول دائماً الاستجابة لكل ما نطلبه وتوفر الظروف الملائمة والمناسبة لنا، وهنا أشكر المدير "وائل المحمد" وكل المدرسين وكل من تعب وساعدني على التفوق، والفضل الأكبر والأعظم يعود إلى دعم الأسرة ورعايتها لي، وكان لوالدتي الأثر الكبير في تحقيق التفوق لمتابعتي أثناء الدراسة وتواجدها الدائم معي كونها كانت مدرّسة تدرس أيضاً في مدرستي.

تتابع علاماتها على الانترنت

أحب أن أشير هنا أنني ومنذ الصف الأول للثانوية أحصل على المركز الأول على مستوى صفي والمدرسة، ودخلت مدرسة المتفوقين بعد حصولي على المركز الأول على مستوى المحافظة في امتحانات القبول في الصف السابع والتاسع».

وعن دراستها والبرنامج الذي وضعته تقول: «منذ بداية العام وضعت برنامج ثابت للدراسة، كنت أستيقظ الساعة الخامسة صباحاً وأدرس وأراجع فيها مواد الديانة والعلوم، وبعد عودتي من المدرسة أرتاح حوالي ساعتين وأعود بعدها للدراسة حتى الانتهاء من واجباتي الساعة /12/ ليلاً، ومع اقتراب موعد الامتحان في الشهرين الأخيرين أصبحت أوزع أوقات الدراسة بين الصباح والمساء تتخللها أوقات الغذاء والاستراحة».

برفقة والدها المهندس زهير

علامتين فقط خسرتهم "حلا" من المجموع العام وعن سبب خسارة هذه العلامات تقول: «خسرت علامتين في الديانة والفيزياء، حيث كنت مضغوطة وخائفة من مادة الفيزياء ولم أدرس القسم العملي والمسائل المتعلقة فيها بسبب الخوف لذلك نسيت كتابة جملتين من الأسئلة النظرية. وذهبت العلامة الثانية في مادة الديانة لأنني درست المادة خلال يوم واحد ولم أتمكن من الانتهاء من دراستها بالشكل الكامل».

وعن مستوى الأسئلة لهذا العام تقول: «مستوى الأسئلة كان مقبولاً، لكنه لم يتم خلالها مراعاة محافظة "درعا"، حيث تم وضع الأسئلة من أخر الكتب، بالرغم من عدم إنهاء المدارس للمواد والكتب، ولم ننتهي من المناهج بسبب الأحداث التي مرت على المحافظة، وبالرغم من ذلك درسنا وتفوقنا وقدمنا ما كنا نعرفه».

وجهت الطالب "حلا" في ختام اللقاء نصائح ورسالة للطلاب الذين سيتقدمون لإمتحانات الدورة الإضافية قائلة: «أنصح جميع الطلاب أن لا يهملوا أي شيء في المنهاج ولا يخافوا ولا يأخذوا التوقعات بعين الاعتبار، ولا يتوتروا ويقعوا في الخطأ الذي وقعت فيه نتيجة الخوف، وعدم دراسة مادة على حساب مادة أخرى مع التوفيق بين الدراسة وأوقات الراحة الإيجابية المخففة من ضغط الدراسة، وأن يتركوا كل المشكلات بعيداً، ويركزوا على الدراسة كل يوم بيومه ولا يزيدوا من أوقات الفراغ، وأن يتمسكوا بعامل الإرادة والتصميم لأنه الطريق للتفوق والنجاح».

وبعد أن وصلت "حلا" إلى ثمرة جهودها سألناها عن الكلية التي ترغب في متابعة طريق التفوق فيها قالت: «أنا أرغب بدراسة الطب، وأطمح للتفوق فيها أيضاً، لأنه كان حلمي منذ صغري أن أكون طبيبة مقتديةً باثنين من أخوالي يمارسون مهنة الطب، فوضعت نصب عيوني هذا الحلم بأن أصبح مثلهم، ولأن الحياة الجامعية تمنح الإنسان الكثير من الفائدة والخبرة، والإنسان سيتحول خلالها إلى عالم أخر وحياة جديدة».

الأسرة لها دور كبير في التفوق والنجاح من خلال الدعم والمتابعة لذلك التقينا السيدة "براءة المحاميد" والدة المتفوقة "حلا" فحدثنا قائلة: «سعيت جاهدةً مع بقية أسرتي لتحقيق الجو المثالي لتأمين الدراسة "لحلا "، لذا قمت بدعمها ومتابعتها طوال العام، وكانت متعلقة بي لدرجة كبيرة، لذا لم تكن تدرس إلا وأكون موجودة بجانبها. حاولنا تأمين الجو المريح ودعمها على جميع الأصعدة، ولم نقصر معها بشيء واهتميت بغذائها ليكون متكاملاً، وقمنا بتفريغها بشكل كامل للدراسة، وكنت متابعةً لأمورها اليومية، وذلك من خلال سؤالي عن أي نقص أو حاجة لها بهدف مساهمتنا في تحقيق حلم طفولتها، بالمقابل كانت تدرس لأنها تحب الدراسة، والحمد لله حققت ما أرادت وتفوقت بجدارة».

المهندس "زهير أحمد" والد المتفوقة "حلا" قال: «"حلا" متفوقة منذ أولى مراحل تعليمها الأولى، وهي دائماً لا تقوم بجمع درجاتها، إنما تحصي العلامات التي تنقصها عن المجموع التام، تدرس بجد واجتهاد ولساعات طويلة. وتفوقها كان دائماً ذاتياً، ولم يكن لي دور كبير فيه كونها في الأساس مثابرة وتعتمد على نفسها، ودوري كان رديف ومعنوي كنت أتابعها خلال اليوم بالاتصال والسؤال عنها والاطمئنان عليها، وكان الدور الكبير لوالدتها بمتابعتها والتفرغ لها، وهذا كله هداية ونعمة من الله».

ولمتابعة هذا الحوار التقينا مع السيد "وائل المحمد" مدير ثانوية المتفوقين التي كانت تدرس فيها "حلا" فقال عن تفوقها: «فرحت كثيراً لتفوقها لأنـه كان ثمرة ما زرعته طوال فترة دراستها، كانت تحب العلم والتفوق منذ الصغر كما أعلم، وكانت مثال الطالبة المجتهدة المهذبة الخجولة، كبرنا فيها في المدرسة وكبرت فينا بعد تحقيقها المرتبة الأولى على المحافظة.

الكادر التدريسي في المدرسة كان طوال العام مستمراً في منحها المعنويات العالية لتحافظ على تفوقها ونشاطها. مبروك لها ولأسرتها الكريمة التي لم تدخر جهداً لتوفير جميع الظروف المناسبة لتحقيق تفوقها وحلمها الذي كبر معها منذ الصغر، وهنيئاً لمحافظة "درعا" وقيادتنا السياسية بهذه الطالبة النجيبة».

بقي أن نذكر هنا أن "حلا" من مواليد مدينة "درعا" عام /1994/ ، وكانت دوماً من المتفوقين على مستوى المحافظة، وحصلت على المركز الأول في مسابقة الفرانكفونية باللغة الفرنسية على مستوى القطر التي أقيمت بـ"دمشق" في المركز الثقافي وتم تكريمها أثنائها، وحصلت على المركز الأول في مدينة "درعا" في الصف التاسع بمجموع 308 علامات، وكان ينقصها علامتين عن العلامة الكاملة، كما جرى مها في الثانوية العامة عندما نقصها عن العلامة التامة أيضاً علامتين.