تشهد المحافظات السورية نشاطاً ملحوظاً يتجه نحو التشجير والحفاظ على البيئة، ولعل عماد هذا التوجه هو الشباب عبر مفهوم التطوع الذي بات حاضراً وفاعلاً في معظم المؤسسات التي تخاطب وتتعامل مع هذه الفئة النشيطة من المجتمع.

"يداً بيد لنعيد لوطننا غطاءه الأخضر" شعار رفع خلال احتفالات محافظة درعا بالعيد التاسع والخمسين للشجرة حيث شارك الشباب المتطوع في جميع حملات التشجير التي شهدتها درعا، من خلال زرع آلاف الأشجار في المواقع الحراجية التي تحولت إلى مناطق خضراء.

الشجرة التي يغرسها الشباب المتطوعين اليوم بكل صدق وبدون إكراه، نزرعها للمستقبل لتكون حياة مستمرة لكونها ستتحول فيما بعد إلى غابات كثيفة تشمل جميع أنواع الأشجار لتستمر الحياة التي نحيا بها، ونسعى لتكون نظيفة لنا وللأجيال القادمة

موقع eDaraa بتاريخ 6/1/2011 تواجد بحملة التشجير التي احتضنتها مدينة "جاسم" احتفاءً بعيد الشجرة وأجرى بعض اللقاءات مع بعض الشباب في المجموعات التطوعية الشبيبية فقال "علاء نابلسي" مشارك في حملة التشجير: « الشجرة التي يغرسها الشباب المتطوعين اليوم بكل صدق وبدون إكراه، نزرعها للمستقبل لتكون حياة مستمرة لكونها ستتحول فيما بعد إلى غابات كثيفة تشمل جميع أنواع الأشجار لتستمر الحياة التي نحيا بها، ونسعى لتكون نظيفة لنا وللأجيال القادمة».

الشاب بهاء حريري

بينما الشاب "بهاء حريري" مشارك في الحملة تحدث عن أهمية هذه المشاركة فقالت: «نحن على استعداد بشكل دائم كمجوعة تطوعية في منطقة "نوى" للقيام بأي عمل تطوعي يخدم بيئتنا ويسهم في بقائها نظيفة خالية من التلوث، حيث نشارك بهذه الاحتفالية التي تكرم الشجرة التي هي نبع الحياة. نحن دائماً على استعداد لتلبية أي نداء تطوعي، فحملات التشجير مستمرة في نشاط هذه المجموعات على مدار العام وندعو إلى تكثيف هذه اللقاءات التوعوية في الريف للارتقاء بالواقع البيئي في المحافظة».

من جانبه قال "تحسين جهماني" أمين رابطة الشبيبة في مدينة "نوى": «هذا الحملة لن تكون الأخيرة في منظمة شبيبة الثورة، بل ستكون انطلاقة باكورة نشاطاتنا في هذا العام في مجال التنمية والبيئة والتواصل في حملات التشجير في منطقة "نوى" والمواقع الحراجية المنتشرة فيها، وسيكون هناك نشاطات مشتركة أخرى مستقبلاً مع مديرية الزراعة ومديرية الحراج، وأن الفائدة من العمل التشاركي يجنيها الطرفان كل من جهة اختصاصه».

زهير يعقوب

وقال السيد "زهير يعقوب" رئيس مكتب التنمية والبيئة بفرع شبيبة الثورة بالمحافظة: «تأتي الحملة ضمن تنفيذ خطة الفرع السنوية لمكتب التنمية والعمل التطوعي، وتم تشجير العديد من المناطق في إطار العمل التشاركي بين المنظمة والجهات الأخرى المعنية والمشرفة على هذه الحملات، تم زراعة العديد من المناطق والحدائق بالآلاف من الأشجار الحراجية، إضافة إلى تنظيف عدد من الأماكن داخل مركز المدينة والمناطق الكبيرة في المحافظة، وذلك إيماناً بدور شريحة الشباب المهمة في تشجيع وتفعيل العمل الإنتاجي المشترك، وللتأكيد على الإيمان بالعمل التطوعي».

"طه القاسم" مدير الزراعة بـالمحافظة تحدث عن مشاركة الشباب في حملات التشجير فقال: «الشباب هم الأقدر على حماية البيئة لذلك تعمل منظمة الشبيبة على توفير مفاصل عمل تطوعية تعتمد في بنيتها على العمل الشبابي الذي يعتمد عليهم في الحفاظ على البيئة السليمة. دور ريادي هام يساهم من خلاله الشباب في خلق بيئة سليمة. ويبلغ عدد المواقع الحراجية بالمحافظة نحو 130 موقعاً والمساحة الإجمالية للغابات والحراج في المحافظة تبلغ 10497.5 هكتارا، بعدد أشجار يصل إلى 8 ملايين شجرة. وقامت المديرية باستصلاح150 هكتارا في موقع "خبب" وشقت طرقا حراجية في موقعي "حرفوش" وتل "الجابية" بطول 8 كم».

امينة فرع الشبيبة بدرعا

"ردينة عازر" أمينة فرع الشبيبة بالمحافظة قالت لنا أثناء حملة التشجير: «أصبح الهم البيئي هماً دائماً يحتاج لاهتمام متواصل من خلال توظيف الطاقات البشرية في الحفاظ على البيئة، من خلال حملات التشجير المتواصلة في المنظمة، حيث قمنا في فرع الشبيبة بتدريب الشباب المتطوعين من خلال المجموعات التطوعية المنتشرة في روابطنا الشبيبية في المحافظة على عملية الزراعة وتجهيز المواقع وطرق الري التي ستروى بها الشجيرات المزروعة، ساهمنا خلال العام الماضي 2010 بإنشاء حدائق وطنية في مناطق وقرى "عتمان" و"المزيريب" و"علما"، ضمن مشروع القرية الهدف والمخيم الطلابي، إضافة إلى زراعة منصفات على طريق "درعا" "عتمان"، و"داعل"، وجهزت حدائق بيئية في "حي الكاشف" و"المنشية" ومدينة "داعل"».