خلق مناخ يعزز ارتباط الطالب ببيئته الزراعية، وتزويده بالمهارات الأساسية الضرورية لاستثمار أرضه، وتطوير معيشته وتدريبه على تعلم الطرق الحديثة في الزراعة، والقيام بمشاريع صغيرة تكون نواة لمشاريع أكبر مستقبلاً، هي عناوين تبنتها شعبة التعليم الريفي في مديرية التربية بـ"درعا" من خلال المدارس الريفية التي تعتمد في مناهجها التربية الزراعية والصناعات الريفية إضافة للمنهاج الأساسي.

الطالب "أحمد عقيل" من طلاب مدرسة الشهيد "الرفاعي" بقرية "تل شهاب" للتعليم الريفي قال لنا: «نتعرف من خلال الدروس الزراعية على الشروط الأساسية لإنشاء البستان، ونتعرف أيضاً إلى القيمة الغذائية للفواكه وعملية اختيار الأنواع الجيدة وكيفية المحافظة عليها، وكيفية اختيار التربة المناسبة والصالحة للأشجار المثمرة، ونقوم بتطبيق عملي على أرض الواقع من خلال حديقة المدرسة، وهذه الأمور التي نتعلمها نطبقها على أرض الواقع في حقولنا لكون طبيعة قريتنا زراعية وتعتمد بالدرجة الأولى على الزراعة».

نتعرف من خلال الدروس الزراعية على الشروط الأساسية لإنشاء البستان، ونتعرف أيضاً إلى القيمة الغذائية للفواكه وعملية اختيار الأنواع الجيدة وكيفية المحافظة عليها، وكيفية اختيار التربة المناسبة والصالحة للأشجار المثمرة، ونقوم بتطبيق عملي على أرض الواقع من خلال حديقة المدرسة، وهذه الأمور التي نتعلمها نطبقها على أرض الواقع في حقولنا لكون طبيعة قريتنا زراعية وتعتمد بالدرجة الأولى على الزراعة

مدرس مادة التعليم الريفي بمدرسة الشهيد "الرفاعي" "عبد الله سكران" تحث عن آلية التعليم وهنا يقول: «تنقسم الدروس في المدرسة إلى حصص نظرية وعلمية بمعدل ثلاث حصص على مدار الأسبوع للصف الرابع والخامس والسادس، وتنقسم الكتب في الصف السادس إلى أكثر من قسم منها الأشجار المثمرة، وقسم تربية النحل، وقسم الصناعات الغذائية، وقسم الثقافة الزراعية الذي يتحدث عن التجارب الزراعية والدورات الزراعية ومنجزات الحركة التصحيحية في المسألة الزراعية وعن سد الفرات، وتتسم الفترة الحالية بتزايد الاهتمام بالمسألة الزراعية وأهمية تطويرها لمكانة الريف السوري في النشاط الاقتصادي والسكاني، ونسعى من خلال المنهاج الذي يدرس لتحقيق أهداف التعليم الريفي والتي تؤكد ضرورة تثبيت المواطن بأرضه وقريته، ونعمل أيضاً على تمكينه من المهارات الأساسية والضرورية لاستثمار أرضه وتطوير معيشته البيئية، وتعميق دور التربية البيئية في تكوين المفاهيم الأساسية والسلوك البيئي السليم».

عبدالله سكران

وللإلقاء المزيد حول هذا الموضوع تركنا المجال في موقع eDaraa للمهندس "بشار الشنور" رئيس شعبة التعليم الريفي في مديرية التربية بـ"درعا" الذي التقيناه بتاريخ 29/4/2010 للحديث عن هذا المجال فقال: «يبلغ عدد مدارس التعليم الريفي في المحافظة 33 مدرسة، موزعة على مناطق مختلفة في المحافظة، ويبلغ عدد الطلاب في هذه المدارس/ 9920 / طالباً وطالبة، وعدد الشعب الصفية تبلغ 319 شعبة، وتعتمد المدارس الريفية في منهاجها إضافة للمنهاج الأساسي، على تدريس مادة التربية الزراعية والصناعات الريفية في صفوف الرابع والخامس والسادس، بمعدل ثلاث حصص أسبوعياً لكل صف "نظري وعملي" والهدف الأهم لهذا الأمر احترام العمل الزراعي والعاملين بهذا المجال، وارتباط الطالب بالأرض والريف».

وعن آلية التدريس في هذه المدارس يقول هنا: «يتم إقامة تطبيقات ضمن الصفوف للصناعات الغذائية "مخلالات ومربيات وعصائر"، وكما يوجد في باحات المدارس الريفية مساحات مخصصة للتطبيقات العملية لزراعة غراس "مساكب"، للخضار ونباتات زينة ويوجد أقسام أيضاً لنباتات الزينة، إضافة للنباتات الداخلية "الصالونات"، وغالباً ما تكون زراعة الزيتون هي الناجحة في التجارب والمساحات التي تزرع بالمدارس، وخلال تطبيق التعليم الريفي في المحافظة برزت بعض المدارس ونجحت بهذه التجربة ومنها مدارس "أزرع" و"الطيبة" و"داعل" و"إبطع الثانية" و"خربة غزالة" ويتم إقامة العديد من المعارض الزراعية داخل هذه المدارس لعرض آخر الأعمال والمنتجات التي قامت بها هذه المدارس على مدار العام».

رئيس شعبة التعليم الريفي

متابعة تطبيق منهاج التربية الزراعية وإعطاء الإرشادات تقع على عاتق بعض المهندسين وهنا يقول: «يتابع عمل وتطبيق البرامج في هذه المدارس ثلاثة مهندسين زراعيين يتبعون لشعبة التعليم الريفي، يقومون بمتابعة تطبيق منهاج التربية الزراعية بشقيه النظري والعملي من خلال الجولات على هذه المدارس، وإعطاء الإرشادات والتوجيهات اللازمة، ويتم تزويد المدارس بالأشجار الحراجية والمثمرة حسب مساحة الحدائق المتوافرة في هذه المدارس، ويتم إحضارها عن طريق مشاتل الدولة مجاناً للغراس الحراجية، وبالقيمة للمثمرة ويتم زراعتها لإقامة الاختبارات والتجارب».

مدير التربية "صبحي الموصلي" حدثنا عن المدارس التي يدرس فيها التعليم الريفي فقال: «يتركز انتشار هذه المدارس في المناطق الشمالية والغربية بالمحافظة والتي تعتمد اعتماداً كلياً على الزراعة، إذ توجد فيها أكثر من /20/ مدرسة بينما يتوزع الباقي في القرى الشرقية من المحافظة في "أم المياذن" و"الطيبة" و"نصيب" و"غصم" و"جمرين"، ولاقى انتشار المدارس الريفية في المحافظة إقبالاً سواء من الطلبة أم الأهل لتشجيع هذا الاتجاه وخصوصاً في مناطق الاستقرار الأولى والتي تعتمد على الزراعة بشكل مستمر، وهذا ما يوفر بيئة مناسبة للطلبة لمعرفة المزيد عن الواقع الزراعي الذي يعملون به لتطويره ودراسته بشكل علمي ولتطبيق ما يتعلموه على ارض الواقع الزراعي، بعدما يكونون قد تزودوا بالمهارات الأساسية لاستثمار أراضيهم وتطوير معيشتهم وتدريبهم على الطرق الحديثة في الزراعة».

مدير التربة بدرعا السيد صبحي الموصلي