يعتبر برنامج دمج التكنولوجيا بالتعليم أحد أهم الخطوات التي تتخذها وزارة التربية بهدف تطوير مهارات المعلمين التكنولوجية وتعريفهم بالمفاهيم التربوية والتعليمية التي تتناسب مع بيئات التعلم الحديثة التي تمكنهم من مواكبة التطور العالمي.

ولمديرية التربية بدرعا دور رائد في هذا المجال عبر العديد من المشاريع الرائدة التي فازت على مستوى الجمهورية العربية السورية والوطن العربي والتي لاقت كل التشجيع من السيدة "أسماء الأسد" التي تقدم كل الرعاية للمشروع بشكل دائم.

لن يؤثر المشروع إطلاقا على سوية المناهج المدرّسة بل هو حافز لرفع سوية التفاعل بين الطالب والمدرّس والدرس ودافع ايضا على تحسين أداء المدرّس وزيادة ثقته بنفسه

المهندسة "خلود الحمصي"المنسقة المحلية لمشروع دمج التكنولوجيا بالتعليم وفي حديثها لموقع eDaraa بتاريخ 27/12/2009، تعرف لنا المشروع بقولها: «هو برنامج تنمية مهنية للكوادر التعليمية وهو نوع من الاستجابة المنهجية المنظمة لمتغيرات العصر على صعيد النظام التعليمي، ويهدف الى تطوير مهارات المعلمين التكنولوجية وتعريفهم بالمفاهيم التعليمية والتربوية التي تتناسب مع لبنات التعليم الحديثة، وتمكينهم من مواكبة التطور العالمي، اضافة الى ذلك تحسين مخارج العملية التعليمية التي تتناسب مع بنيان التعليم الحديث.

"خلود الحمصي"

وتمكينهم من مواكبة التطوير العالمي واضافة الى ذلك تحسين مخارج العملية التعليمية واستثمار أمثل لها في التنمية البشرية، وذلك من خلال بناء المجتمع الافتراضي والعمل التعاوني للمدرسة وفتح قنوات بينهم وبين متغيرات ومستجدات أنظمة التعليم في العالم لتصنيع بيئة مستدامة لهم».

وتتطرق الى المدارس التي يستهدفها المشروع فتقول: «في بداية المشروع عملنا على استقطاب المدارس المزودة بخطوط الانترنت من قبل وزارة التربية، انطلقنا بتنفيذ المشروع ضمن خمس مدارس في مدينة "درعا" وريفها، على أن نأخذ من كل مدرسة خمسة مدرسين على الأقل ممن لديهم رغبة العمل في إطار المشروع».

من محطات المشروع

وحول برنامج المشروع العملي تقول "الحمصي": «يخضع المدرسون الى دورات تدريبية متتالية عددها أربع دورات تبدأ بالتعرف على طرق استخدام الانترنت والبريد الالكتروني لأغراض التعليم، وطبعا يتم تحديث هذه البرامج في كل عام من قبل وزارة التربية.

المرحلة الثانية هي مشاريع التعلم بالمشاركة للتعليم عن بعد، وأما المرحلة الثالثة فهي دمج المنهج الدراسي والتكنولوجي إضافة الى المرحلة الرابعة وهي مرحلة الابتكارات لأصول التدريس والتكنولوجيا والتنمية المهنية، كما أضيفت المرحلة الخامسة الى المراحل الأساسية الأربع وهي أساسيات الحاسوب».

وفي الحديث عن الأعداد التي استهدفها المشروع وآلية التعامل معها تقول: «استهدف المشروع خمساً وسبعين مدرساً مع طلابهم بالاعتماد على خريجي عام 2006 وذلك بهدف بناء هيكلية تدريبية للمشروع.

ونحن الآن نتابع المدرسين الاوائل بالاضافة الى تأهيل جيل جديد من المدرسين المتدربين الذين بدورهم سيتابعون العمل مع طلابهم في صفوفهم بكافة الاختصاصات كالتربية الدينية والعلوم واللغة والرياضيات، هذه المشاريع جميعا ستدخل في التقييم في المسابقة التي تقام في جميع محافظات القطر العربي السوري، مع عدم اغفال المشاريع التي لم ترشح والاحتفاظ بها كارشيف خاص بالمشروع».

وفي احصائية لعدد المراكز الحالية لتنفيذ المشروع تقول "الحمصي": «أصبح لدينا سبعة مراكز تدريب للمدرسين في "درعا" والريف أما بالنسبة لعدد المدراس التي يطبق فيها المشروع فهناك مئة وتسعون مدرسة يطبق فيها المشروع حاليا تحتضن أكثر من مئة وستة وثمانين متدرباً مع طلابهم، وهذا المشروع يطبق على مختلف مراحل التعليم».

وحول تأثير هذا المشروع على المناهج المدرسة في المدارس تقول "الحمصي": «لن يؤثر المشروع إطلاقا على سوية المناهج المدرّسة بل هو حافز لرفع سوية التفاعل بين الطالب والمدرّس والدرس ودافع ايضا على تحسين أداء المدرّس وزيادة ثقته بنفسه».

وحول الرحلات العلمية التي يتطلبها المشروع تقول: «كل مشروع من المشاريع يتم تدعيمه برحلة تعليمية فمثلا هناك مشروع حديث ينفذ حاليا بعنوان "لن تربطه الخيوط" ويتحدث عن الأضرار الناتجة عن المعامل والمصانع والتي بدورها تؤثر على طبقة الأوزون، قمنا بتنفيذ رحلة للطلاب المشاركين في تنفيذ المشروع الى معمل الأحذية في "درعا" ليستطيع الطلاب إعداد تقرير مرفق للمشروع بعد تطبيق العديد من التجارب التي تؤكد ما يتضمنه المشروع».

وفي احصائية لعدد المشاريع المنفذة هذا العام تقول: «بلغ العدد تسعة وعشرين مشروعاً في محافظة درعا خلال عام 2009 وفي كل عام لدينا عدد من المشاريع التشاركية عن بعد تستطيع أن تحقق مراكز متقدمة دوما، فهناك مشروع متميز للطالبات "رزان العاسمي" و"مريم مقداد" حمل عنوان "بنك الدم"، وكرمت الطالبتان من قبل السيدة "أسماء الأسد" الراعية لهذا المشروع، اضافة الى أن المشروع يكتسب قدرات شابة ثمينة كالطالب "حمزة المقداد" الذي استطاع أن يعين كمدرب وهو طالب، واشرف على مشروع تعليم المعلوماتية للبالغين».

وفي نظرة الى واقع تطبيق المشروع في الأرياف والقرى تقول: «حاولنا استهداف القرى والارياف في خطوة لتعميم البرنامج على مناطق جغرافية واسعة، واليوم معظم القرى قد غطيت بنشاطات هذا المشروع وسنعمل على تغطية البقية خلال الفترة المقبلة».

وحول أبرز المعوقات التي تواجه الاستمرار في تطبيق المشروع تختتم "الحمصي" حديثها بالقول: «ليست هناك أي معوقات، في البداية كنا نعاني قليلا من ايصال الانترنت الى الأماكن البعيدة لكننا اجتزنا هذه المشكلة، اضافة إلى عدم تقبل بعض المدارس لهذه الفكرة، لكن سرعان ما تغيرت النظرة إلى أخرى أكثر إيجابية».