يعتبر برنامج "دمج التكنولوجيا بالتعليم" في "سورية" أحد أهم الخطوات التي تتخذها وزارة التربية بهدف تطوير مهارات المعلمين التكنولوجية وتعريفهم بالمفاهيـــــم التربوية والتعليمية التي تتناسب وبيئات التعلم الحديثة التي تمكنهم من مواكبة التطور العالمي، ولمديرية التربية بـ"درعا" دور رائد في مجال دمج التكنولوجيا بالتعليم، عبر العديد من المشاريع الرائدة التي فازت على مستوى القطر والوطن العربي بجوائز عديدة.

ولتسليط الضوء على هذا المشروع التقى موقع eDaraa بتاريخ 28/3/2009 المهندسة "خلود الحمصي" المنسقة المحلية لمشروع دمج التكنولوجيا بالتعليم التي بدأت الحديث بالتعريف على المشروع فقالت: «هو برنامج تنمية مهنية للكوادر التعليمية وهو نوع من الاستجابة المنهجية المنظمة لمتغيرات العصر على صعيد النظام التعليمي، ويهدف إلى تطوير مهارات المعلمين التكنولوجية وتعريفهم بالمفاهيم التعليمية والتربوية التي تتناسب مع لبنات التعليم الحديثة، وتمكينهم من مواكبة التطور العالمي وإضافة إلى ذلك تحسين مخارج العملية التعليمية التي تتناسب مع بنان التعليم الحديث، وتمكينهم من مواكبة التطوير العالمي وتحسين مخارج العملية التعليمية واستثمار أمثل لها في التنمية البشرية، وذلك من خلال بناء المجتمع الافتراضي والعمل التعاوني للمدرسة وفتح قنوات بينهم وبين متغيرات ومستجدات أنظمة التعليم في العالم لتصنيع بيئة مستدامة لهم».

لن يؤثر المشروع إطلاقاً على سوية المناهج المدرسة بل هو حافز لرفع سوية التفاعل بين الطالب والمدرّس والدرس، ودافعٌ أيضاً لتحسين أداء المدرّس وزيادة ثقته بنفسه

وحول الخطوات الأولى للمشروع والمرحل المنجزة تابعت "الحمصي" بالقول: «في بداية المشروع عملنا على استقطاب المدارس المزودة بخطوط الإنترنت من قبل وزارة التربية، انطلقنا بتنفيذ المشروع ضمن (5) مدارس في مدينة "درعا" وريفها، على أن نأخذ من كل مدرسة (5) مدرسين على الأقل، ممن يملكون الرغبة في العمل في إطار المشروع بحيث يخضع المدرسون إلى دورات تدريبية متتالية عددها أربع دروات تبدأ بالتعر يف على طرق استخدام الإنترنت والبريد الالكتروني لأغراض التعليم، وطبعاً يتم تحديث هذه البرامج في كل عام من قبل وزارة التربية، المرحلة الثانية هي مشاريع التعلم بالمشاركة للتعليم عن بعد، وأما المرحلة الثالثة فهي دمج المنهج الدراسي والتكنولوجي إضافة إلى المرحلة الأخيرة وهي مرحلة الابتكارات لأصول التدريس والتكنولوجيا والتنمية المهنية هذا بالنسبة للمرحلة الأولى عام 2005».

المهندسة "خلود الحمصي" منسقة المشروع

وأضافت "الحمصي": «في التوسع "الأول" للمشروع عام 2006 أضيفت المرحلة الخامسة إلى المراحل الأساسية الأربع، وهي أساسيات الحاسوب، فأصبحت خمس مراحل تطبق على (15) مدرسة، وفي التوسع الثاني عام 2007، استهدف المشروع 75 مدرساً مع طلابهم بالاعتماد على خريجي عام 2006، وذلك بهدف بناء هيكلية تدريبية للمشروع، وحالياً نتابع المدرسين الأوائل بالإضافة إلى تأهيل جيل جديد من المدرسين المتدربين الذين بدورهم سيتابعون، العمل مع طلابهم في صفوفهم بكافة الاختصاصات كالتربية الدينية والعلوم واللغة والرياضيات، وهذه المشاريع جميعها ستدخل في التقييم في المسابقة التي تقام في جميع محافظات القطر العربي السوري، مع عدم إغفال المشاريع التي لم ترشح والاحتفاظ بها كأرشيف خاص بالمشروع».

وفي إحصائية لعدد المراكز الحالية لتنفيذ المشروع تقول "الحمصي": «أصبح لدينا 7 مراكز تدريب للمدرسين في "درعا" و"الريف" أما بالنسبة لعدد المدراس التي يطبق فيه المشروع فهناك (190) مدرسة يطبق فيها المشروع حالياً تحتضن أكثر من 186 متدرباً مع طلابه، وهذا المشروع يطبق على مختلف مراحل التعليم».

رحلة علمية لأحد المشاريع

وحول تأثير هذا المشروع على المناهج المدرسة في المدارس قالت: «لن يؤثر المشروع إطلاقاً على سوية المناهج المدرسة بل هو حافز لرفع سوية التفاعل بين الطالب والمدرّس والدرس، ودافعٌ أيضاً لتحسين أداء المدرّس وزيادة ثقته بنفسه».

وفي إشارة إلى الرحلات العلمية التي يتطلبها المشروع أضافت: «كل مشروع من المشاريع يتم تدعيمه برحلة تعليمية فمثلاً هناك مشروع حديث ينفذ حالياً بعنوان (لن تربطه الخيوط) ويتحدث عن الأضرار الناتجة عن المعامل والمصانع والتي بدورها تؤثر على طبقة الأوزون، قمنا بتنفيذ رحلة للطلاب المشاركين في تنفيذ المشروع إلى معمل الأحذية بـ"درعا" ليستطيع الطلاب إعداد تقرير مرفق للمشروع بعد تطبيق العديد من التجارب التي تؤكد ما يتضمنه المشروع».

زيارة الى معمل الأحذية بـ"درعا"

وفي إحصائية لعدد المشاريع المنفذة هذا العام تقول: «بلغ عدد المشاريع المنفذة 29 مشروعاً في محافظة "درعا" خلال عام 2009 وفي كل عام لدينا عدد من المشاريع التشاركية عن بعد تستطيع أن تحقق مراكز متقدمة دوماً، فهناك مشروع متميز للطالبات "رزان العاسمي" و"مريم مقداد" حمل عنوان بنك الدم، وكرمت الطالبتان من قبل السيدة أسماء الأسد الراعية لهذا المشروع، إضافة إلى أن المشروع يكتسب قدرات شابة ثمينة كالطالب "حمزة المقداد" الذي استطاع أن يعين كمدرب وهو طالب وأشرف على مشروع تعليم المعلوماتية للبالغين».

وتختتم "الحمصي" حديثها بنظرة إلى واقع تطبيق المشروع في الأرياف والقرى وإبرز المعوقات فتقول: «منذ انطلاقة المشروع، حاولنا أن نستهدف القرى والأرياف في خطوة لتعميم البرنامج على مناطق جغرافية واسعة، واليوم معظم القرى قد غطيت بنشاطات هذا المشروع وسنعمل على تغطية البقية خلال الفترة المقبلة، أما بالنسبة للمعوقات التي تواجه الاستمرار في تطبيق المشروع، فليس هناك أية معوقات تواجه مسيرة المشروع، في البداية كنا نعاني قليلاً من إيصال الإنترنت إلى الأماكن البعيدة لكننا اجتزنا هذه المشكلة، إضافة إلى عدم تقبل بعض المدارس لهذه الفكرة وهذا تغيير بسرعة مع الاقبال الكبير على هذا المشروعه الرائد، أجمل ما يميز المشروع تحمس الطلاب لاكتشاف ابداعات جديدة ومشاريع متميزة ترفع من سوية مناهجهم».