كتب أبحاثاً في تاريخ "حوران" من كافة العهود التاريخية، ورسم بكتاباته الطراز المعماري، الذي كان سائداً في الحقب الماضية، وبحث عن الأماكن التي لها صفة مشتركة بين التاريخ والتراث، حتى بات عارفاً بتفاصيل هامة تتعلق بالمباني واستخداماتها عبر الحقب المتعاقبة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 تشرين الأول 2019 الباحث "نضال محمد سعيد شرف "، واستعادت معه البدايات، وصولاً إلى مرحلة التأليف والكتابة، فقال: «ولدت في مدينة "نوى"، وتلقيت التعليم في مدارسها وصولاً إلى الصف الخاص والتخرج منه بصفة مدرس، كنت مولعاً بالتاريخ منذ الصغر، وهو ما قادني إلى التوثيق، حيث تناولت في مسيرتي أعمالاً عدة في هذا المجال الواسع، وأهمها ما يتعلق بـ"حوران" وكل ما مر عليها من حضارات وعادات وتقاليد، وصدر لي عدداً من المؤلفات أهمها "نوى" مركز ولاية "الجيدور"، والقمح الحوراني بين التاريخ والتراث، ولدي عدد من المؤلفات قيد الإنجاز، منها "شخصيات وأعلام حورانية"، وما قيل في الشعر العربي عن "حوران"».

لديه دراسات وكتب في تاريخ وحضارة "حوران"، يقوم بتوثيق العادات والتقاليد، ومهتم بموضوع الأمثال الشعبية التي تداولها الناس خلال حياتهم وأعمالهم، استحوذ تاريخ وتراث المنطقة الجنوبية على جزء كبير من حياته، حتى أصبح باحثاً في تراث وتاريخ "حوران"، متعمق بكل جوانبها الحياتية الاجتماعية

وتابع: «قمت بدراسة الزراعة وأهميتها، وصولاً إلى "حوران إهراءات روما"، مع تفاصيل هامة في الأهازيج والأغاني والأمثال الشعبية، التي كانت قوانين بالنسبة للفلاح الحوراني، واكتشاف الدورة الزراعية، وابتكار أساليب الزراعة حتى أصبحت معروفة ومشهورة عالمياً.

كتابه المشهور

وأعددت دراسات عن مناطق سياحية، مثل "وادي العرايس" في "جلين"، والمقامات الدينية السياحية، مع ذكر تاريخ تلك المقامات وأهميتها بالنسبة للسياح والدارسين والباحثين».

وقال "شرف" عن علاقته مع "حوران": «هي قصة الماضي التليد، قديمة قدم الزمان، ولأهمية هذه الرقعة من الأرض، ولكونها تتمتع بعدد من الصفات الهامة التي تجعلها مكاناً لائقاً لإقامة الحياة عليها، فقد استهوت الإنسان منذ القدم، وسكنها وعاش في أوديتها.

محمد خير النصر الله

هذه الرقعة الصغيرة من الأرض، التي عبرتها على مدى سنين طويلة جحافل الغزاة، طمعاً بسنابلها الذهبية، وحبة قمحها التي كانت حينها تصنع سياسات الدول، وتنظم علاقاتها مع بعضها، وأصبحت حبة القمح كما قال أحد الفلاسفة الفرنسيين منبع كل السياسات، وبفضل ذلك وحده صارت "حوران" شغل "روما" الشاغل، لذلك أطلق عليها إهراءات "روما"».

رئيس دائرة آثار درعا الدكتور "محمد خير النصر الله" قال عن معرفته بالباحث "شرف": «لديه دراسات وكتب في تاريخ وحضارة "حوران"، يقوم بتوثيق العادات والتقاليد، ومهتم بموضوع الأمثال الشعبية التي تداولها الناس خلال حياتهم وأعمالهم، استحوذ تاريخ وتراث المنطقة الجنوبية على جزء كبير من حياته، حتى أصبح باحثاً في تراث وتاريخ "حوران"، متعمق بكل جوانبها الحياتية الاجتماعية» .

المدرس غازي مطر

المدرس "غازي مطر" أحد الأشخاص الذين عايشوا الباحث "شرف" قال: «باحث محب للتاريخ منذ مراحل الدراسة الأولى، اهتم بصدق وتفاني في توثيق تاريخ وتراث المنطقة الجنوبية، وصنع اسمه بالبحث والتعب والاطلاع والدراسة المعمقة لكل شيء في هذه البقعة الغنية. له عدد من المؤلفات والمنشورات في الجرائد والصحف المحلية، والمواقع الإلكترونية. والذي يتابع أعماله عن كثب، يكتشف ما تكتنزه هذه البلاد من حضارة وخير».

يذكر أن "نضال شرف " مواليد محافظة "درعا" مدينة "نوى" عام 1963، وتخرج من معهد الصف الخاص، وانتسب إلى سلك التربية حتى التقاعد قبل خمس سنوات.