لم يعرف بحور الشعر ولم يسبر أغوارها ودون خشية من رياحها وعواصفها يبحر فيها ويغوص في أعماقها، باحثا في أحشائها عن درر يتلقفها ليحيكها خيوطا تسربلنا، أو يرتلها ترانيم نطرب لها، تلك هي رحلة الشعر لدى الشاعر الشاب "حافظ محمد الخطيب" وبهذه الطريقة تخلق القصيدة بين يديه.

موقع eDarra زار بتاريخ "9/1/2011" منزل الشاعر "حافظ الخطيب" والتقاه وللحديث عن بداياته الشعرية فيقول: «بدأت القصة مع الخواطر والذكريات وذلك بسن الثانية عشر والتي استمرت على هذا الشكل حتى دخولي الخدمة الإلزامية، وهي المرحلة التي تفجر الإبداع الشعري لدي، كان أول ظهور لي في أمسية شعرية لقيادة الوحدة السكنية في مدينة "داعل" ألقيت خلالها قصيدة في مدح احد المدرسين المعروفين في المدينة، دعيت بعدها من قبل اتحاد الشبيبة إلى معسكر صقل المواهب الأدبية للأدباء الشباب.

الشعر كما أراه هو لغة الأرواح الدافئة، خيوط استلها القدر من قلوبنا تغزل وشاحا من الألفة يضفي بهاء على الكون بأكمله، بالنسبة لي الشعر هو متنفسي وهو صديقي الغالي الذي أبثه همومي

بعد هذا المعسكر شكلنا مجموعة أدبية تشمل مختلف الأصناف الأدبية باسم "سنابل حوران" وكنت أنا الذي أقودها، وأصبحت الفرقة المعتمدة من قبل الاتحاد لإحياء مختلف الأنشطة، افترق بعد ذلك أفرادها لتصبح الشعر بعدها مسالة فردية لا أجد مع ظروف الحياة الوقت للتفرغ لها بشكل كامل».

حافظ الخطيب

أن تكون شاعرا فان ذلك يفرض العديد من المشاركات، هذه المشاركات يذكرها "الخطيب" فيقول: «شاركت بأمسية شعرية بعنوان "تحية للمقاومة" أثناء حرب تموز على لبنان على منصة المركز الثقافي في مدينة "نوى" نلت فيها على درع تكريم على قصيدة ألقيتها بعنوان "لن نركع"، كما شاركت بالكثير من المهرجانات والأمسيات التي كان يقيمها اتحاد شبيبة الثورة في مختلف مدن المحافظة».

تتجدد ذات الشاعر مع كل عمل يولد بين يديه مايجعله في شوق ليزيد من أعماله، عن مرات تجدد ذاته ورصيده من الأعمال يقول "الخطيب": «رصيدي من القصائد وصل إلى الآن قرابة /700/ قصيدة وهو ما يقارب ثلاثة دواوين فيما لو قررت طباعتها، ولكني لا أريد ذلك لأسباب شخصية فأنا أفضل أن تعرف هذه القصائد قبل أن تطبع، قمت أيضا بتأليف نصين مسرحيين الأول بعنوان "ضريبة" وهو كوميديا ساخرة، والآخر بعنوان "اتحاد الكتاب العرب"».

الشاعر هاجم عيازرة

أجمل القصائد تلك التي تحمل ذكرى وتنطوي على قصة، وهو ما انطبق على الشاعر "حافظ" وفي ذلك يقول: «القصيدة كانت بعنوان "إليها" أما القصة فمفرداتها فتصوغ حكاية حب لفتاة عشتها بعد مرحلة الزواج ولكن النهاية كانت غير سعادة اختبرت خلالها ماذا يعني الغنى والفقر الحقيقي، إلى الآن ما أزال تحت ظلال هذه القصة التي شكلت لدي مفاهيم جديدة عن الحياة».

إن كان هناك تعريف متفق عليه للشعر إلا أن لكل نظرته ومفهومه الخاص، ما الشعر وماذا يعني لك؟ يقول "الخطيب": «الشعر كما أراه هو لغة الأرواح الدافئة، خيوط استلها القدر من قلوبنا تغزل وشاحا من الألفة يضفي بهاء على الكون بأكمله، بالنسبة لي الشعر هو متنفسي وهو صديقي الغالي الذي أبثه همومي».

مجموعة سنابل حوران

ألوان الشعر وأطيافه كثيرة، والنفس تهوى مايلائمها، عن هوى نفسه من أطياف الشعر وأصنافه يقول "الخطيب": «رغم أني لم اعرف كثيرا بحور الشعر إلا أنني أفضل الشعر العمودي فهو من وجهة نظري أبلغ وأقدر على إيصال الفكرة، رغم أن شعر التفعيلة يترك للشاعر مجال للحركة والقفز فوق الألفاظ لشرح فكرته بسهولة، الشعر لا بد أن يعبر عن أعماق ذاتي وذوات الآخرين بعيد عن التملق والغايات الدنيئة للشعر هذه الأيام، من أصناف الشعر أفضل السياسي أشعر من خلاله بأني منتدب من الناس لأحكي همومهم بكل تجرد، أما الحالات الوجدانية فأصوغها شعرا عندما يتعلق الأمر بذاتي أو ذوات الآخرين وبناء على طلبهم».

بالأمنيات يختم الشاعر "حافظ الخطيب" حديثه فيقول: «أتمنى أن تصل قصائدي إلى كل الناس وأن تجد المجموعات الأدبية الشابة الرعاية والدعم الكامل لإبرازها، فهناك الكثير من الأصوات والمواهب المغمورة التي لديها الكثير لتقوله ولا ينقصها سوى الدعم».

عميد الشعراء في محافظة "درعا" الشاعر "هاجم عيازرة" يتحدث عن موهبة "حافظ الخطيب" فيقول: «يتمتع " حافظ" بشاعرية كبيرة وخيال واسع ولديه القدرة على الحضور بشكل جميل، وهو من الأصوات الشابة والمواهب التي من الجميل أن نراها في هذه المحافظة، لا بد له أن يكثف من المطالعة والقراءة لكي تزداد معارفه وتتسع مداركه ليأخذ بعدها حجمه الحقيقي في هذا الميدان».

بقي أن نذكر أن الشاعر "حافظ الخطيب" هو من مواليد مدينة "داعل" عام /1983/.