"تسنيم النابلسي" فتاة لا يتعدى عمرها تسع سنوات، أدركت موهبتها مبكراً، واستطاعت أن تطلق العنان لحنجرتها في عامها الخامس، بعد أن رددت لأول مرة أغنية "يا مسهرني" لسيدة الشرق "أم كلثوم"، أغنيتها المفضلة التي لا تستطيع أن تنام إلا على أنغامها، لتكون بداية الطريق لموهبة جديدة ومتميزة، بدأت تتلمس طريق النجاح من خلال أمسية موسيقية فريدة.

تقول والدتها السيدة "رحاب تهتموني": «نشأت "تسنيم" في أسرة فنية، فوالدها يمتلك حاسة التذوق الموسيقي السليم، وعمتها تجيد الغناء "لأم كلثوم" بطلاقة، وقدمت حفلات غنائية كثيرة خلال طفولتها في المسارح المدرسية بالمحافظة، وعمها يعزف على آلة العود سماعي، وجدها مطرب في النادي الفني "بدرعا"، وكنت أنا وإخوتي جميعاً في المسرح المدرسي بإشراف الأستاذ "أحمد ناجي المسالمة"، نقدم الغناء الجماعي والعزف، وإحدى خالاتها مدرسة في المعهد الموسيقي بدرعا، لذا ليس غريباً أن يخرج هذا البرعم من ذلك الغصن».

ترغب "تسنيم" في متابعة صقل موهبتها وتطوير أدائها في الغناء والعزف على العود، ودراسة الفن أكاديمياً، وسنقدم لها كل الإمكانيات المتاحة، ونتمنى لها تحقيق ما تصبو إليه

وحول اكتشاف موهبتها تابعت والدتها: «ظهرت موهبتها عندما كان عمرها خمس سنوات، فكانت ملهمة بسماع أغاني "أم كلثوم" و"عبد الحليم حافظ"، و"أسمهان"، و"محمد عبد الوهاب"، وبعد أن استطاعت حفظ مقاطع صغيرة "لأم كلثوم"، راحت ترددها على الملأ دون كلل أو ملل، ما لفت انتباهنا إلى موهبتها، وهنا جاء دورنا من خلال تشجيعها على السماع وحفظ الأغاني القديمة بشكل عام، وأغاني أم كلثوم بشكل خاص، وفي السابعة من عمرها أصبحت تتقن أغانيها بشكل جيد، لدرجة أنها بدأت تغني مقاطع طويلة لها عن ظهر قلب، بشكل كامل وبإتقان صحيح، رغم اختلاف المقامات والإيقاعات، وفيما بعد ظهرت لديها موهبة أخرى في العزف على العود، وذلك في سن الثامنة، فوضعت تحت إشراف مختص بالموسيقا».

تسنيم مع والدتها

وفيما يخص مستقبلها الفني أضافت السيدة "تهتموني": «ترغب "تسنيم" في متابعة صقل موهبتها وتطوير أدائها في الغناء والعزف على العود، ودراسة الفن أكاديمياً، وسنقدم لها كل الإمكانيات المتاحة، ونتمنى لها تحقيق ما تصبو إليه».

ورغم إمكانياتها المتواضعة وصغر سنها، تحدثت "المطربة الصغيرة "تسنيم" بتاريخ 10/7/2010 لموقع eDaraa قائلة: «أنا من مواليد مدينة "درعا"، عام 2001، وأدرس في الصف الرابع الابتدائي، أنتمي لعائلة موسيقية، ما دفعني لتطوير موهبتي في الغناء والعزف على العود، بدأت الغناء منذ كان عمري خمس سنوات في الحفلات العائلية الخاصة، ثم المدرسية بعد ذلك، ولقيت تشجيعاً من الأهل والأقارب بشكل كبير، فأحسست أن هناك تقديراً لأدائي، ويعد أستاذي في الموسيقا مرشدي الأول للوصول إلى الأداء السليم والدقيق، وكانت أول حفلة غنائية لي في افتتاح مهرجان "أبي تمام" الشعري الثالث، بعد دعوتي من فرقة عاديات "درعا" للانتساب للفرقة كمغنية، وقدمت مقاطع غنائية للمطربة الكبيرة "أم كلثوم"، وأتمنى أن ألقى الدعم اللازم، وتتوافر الظروف لمتابعة مشواري، لأكون اسماً في عالم الفن».

السيد غسان عبود

وفيما يخص قدراتها الفنية، يقول السيد "غسان عبود" مشرفها ومدرسها في الموسيقا: «تمتلك تسنيم موهبة فريدة، وتتمتع بدقة الملاحظة والسماع والاستماع بشكل رائع، ومحاولة الإضافة في الأداء بطريقة تختلف عن الأداء الحقيقي، من حيث التلاعب في الزمن والنغمة والإيقاع، لذا ارتأيت تلبية رغبتها في تعلم العزف على العود لتمارس موهبتها بشكل أدق وأفضل عند عزفها وضبطها للأزمنة والإيقاعات، بحيث يمكن أن تقدم مستقبلاً فقرة فنية أو حفلاً بمفردها، دون فرقة مع آلة العود، كما لمست سرعة حفظها للتمارين المعطاة على آلة العود بشكل دقيق، فلا تنسى أية علامة أو حركة أعلمها لها، وتسألني أحياناً عن حركات خارج التمرين تشاهدني أؤديها أحياناً على العود».

أما السيد "أحمد المسالمة" مدير فرقة "العاديات" الموسيقية "بدرعا" فله رؤيته الخاصة بـ"تسنيم" فقال: «من خلال خبرتي الموسيقية وتدريسي لمادة الموسيقا، ونشاطاتي في المسرح المدرسي والنادي الفني، أرى أنها موهبة جادة تختلف عما سبقها من الموهوبين، فلديها قدرة على الحفظ والأداء السليم لغوياً وموسيقياً، فضلاً عن اكتشافي بأنها في قمة الالتزام والتعبير الصادق، عن كل ما يطلب منها تأديته عندما تكون على خشبة المسرح، ولذلك أنا مصمم على بقائها في فرقتنا الموسيقية، ولن أستغني عنها مهما كانت الأسباب، وخاصة بعد أن أثبتت جدارتها في الأمسية الغنائية».

السيد "أحمد المسالمة" مدير فرقة العاديات الموسيقية