أمضى السيد "يوسف أبو رومية السعدي"، والملقب "بأبورومية" سنوات طويلة في التوفيق بين الأطراف المتنازعة والمتخاصمة في "حوران"، ولم تمنعه إصابته بأمراض مزمنة من متابعة مشواره الذي رسمه لنفسه، وهذا ما جعله من الشخصيات المعروفة للجميع في المحافظة.

تقول السيدة "فاديا الفاعوري" من أهالي مدينة "الشيخ مسكين: «يعتبر" أبورومية " من الشخصيات المعروفة في المحافظة، والمشهورة بالكرم والجود، وتقديم المساعدة للآخرين سواء أكانت مادية أم معنوية، كالتدخل مثلاً في حل النزاعات الشخصية والاجتماعية والعشائرية، وكانت "جاهة" "أبو رومية" وما زالت لا تردّ خائبة في أي مشكلة يتدخل في حلها، وأذكرأن والدتي رحمها الله كانت تضرب مثلاً بكرمه بقولها (كيس أبو رومية)، وهو مثل معروف عند أهل محافظة "درعا"، يقال للرجل الكريم تشبيهاً له "بأبورومية"، الذي كان يفتدي بماله حقن الدماء بين المتنازعين».

في بعض الحالات يختار كل طرف من الخصوم، محكمين عليه، ويعين المحكمون شخصاً خارج التحكيم يسمى "مرجح"، وبعد أخذ موافقة الطرفين المتنازعين، تتم المدوالة مع كل طرف على حده، لجمع الأدلة، وأخذ القرار المناسب

موقع eDaraa زار"السعدي" في قريته، بتاريخ 11/5/2010 وكان للحديث معه نكهه خاصة بمضافته، التي تجمع بين ذكريات الماضي والحاضر.

السيدة فاديا هلال

يقول "السعدي": «ولدت في قرية "ديرالعدس" عام (1936 م)، وأحمل شهادة الثانوية العامة الفرع العلمي، أصبحت عضواً في مجلس الشعب منذ الدور التشريعي الخامس عام (1990م)، ومازلت حتى الآن، أسعى لمتابعة مشوار والدي في إصلاح ذات البين بالمحافظة، وأشعر بالسعادة تغمرني عندما أنجح في التوفيق بين طرفين متخاصمين».

وفيما يتعلق بالمقاييس والمعاييرالاجتماعية التي يستند عليها، في مهمته التي اختارها لنفسه ذكر "السعدي": «لكل قضية حل بحسب الأعراف والعادات المتوارثه، إضافة للقياس على الأمور السابقة، وعلى هذا النحو لكل قضيةٍ حكاية تختلف عن الأخرى من حيث مجرياتها، وهناك حالات مستعصية الحل، سببها الجهل وقصر نظرالأطراف المتنازعة، وفي بعض "الجاهات" يقف صاحب الحق ويتنازل عن حقه، إلا أن الجاهة ترفض هذا التنازل، لأن مال "الدية" من حق القصر».

السيد أنور ادبيس

وحول الطرائف التي جرت معه في إحدى الصلحات قال "السعدي":

«ذهبت ذات مرةً إلى منطقة "الكوم" التابعة لمحافظة "القنيطرة" لحضور "جاهة صلحة" لعائلتين متخاصمتين، وصادف أن وجد في الجاهة ذاتها، عائلتان متخاصمتان أخريان، وبعد أن تم الاتفاق على الصلح في قضيتنا الأساسية التي أتينا لأجلها، وقفت مخاطباً الحضور بأننا لن نبارك الصلحة بتناولنا الطعام، حتى يتم العهد على الصلح بين العائلتيين المتخاصمتين الأخريين، وبالفعل تم الاتفاق على الصلح بشروط لاقت القبول عند الطرفيين، وتم تحديد موعد الصلحة».

بو رومية في مجلس الشعب

وفي حديثه عن مجريات (الجاهة) يقول "السعدي": «بعد تكليف (الجاهه)، بمتابعة أمورالصلح في قضية ما، يتم تداول الحديث بين أطراف الخلاف لتقريب وجهات النظر بينهما، ولتأمين مطالب صاحب الحق، ومن ثم يحدد موعد الصلح، ويدعى له رجال الخير ليكونوا شاهدين على عقد راية الصلح، التي يشهد عليها بالقول: "اشهدوا يا أهل الحمية، يا ضيوف ويا محلية، والدية المبنية من "مكة" أجتنا هدية، ثم يصاح عليها للمرة الثانية والثالثة».

وأضاف "السعدي": «في بعض الحالات يختار كل طرف من الخصوم، محكمين عليه، ويعين المحكمون شخصاً خارج التحكيم يسمى "مرجح"، وبعد أخذ موافقة الطرفين المتنازعين، تتم المدوالة مع كل طرف على حده، لجمع الأدلة، وأخذ القرار المناسب».

السيد " أنور ادبيس" مهتم بقضايا التراث قال: «كلنا يعلم مدى الجهود التي يبذلها السيد "يوسف أبو رومية السعدي" في فض الخلافات بين الأطراف المتخاصمة، فقد أمضى سنوات حياته الماضية في مضافات حوران العامرة، ملبياً النداء لكل صاحب إغاثة وملهوف، ومستجير يستجير به، وصاحب حق يسأل عن حقه، وهذا ما جعل منه شخصية بارزة وهامة ومحبوبة بين أبناء المحافظة».

أما السيد "منير العساودة" من أهالي مدينة "نوى" فيقول: «يساهم "يوسف أبورومية السعدي"، بشكل كبير في حل النزاعات الاجتماعية والعشائرية، ليس في محافظة "درعا" فقط، وإنما في المحافظات المجاورة، ناهيك عن كونه يستقبل الشرائح الاجتماعية كافة، ويشارك في المناسبات الاجتماعية التي يدعى إليها، ويحضر كل مناسبة عزاء يعلم بها».