يعتبر اللاعب والمدرب الحالي لمنتخب سورية الوطني للكاراتيه "رأفت أكراد"، أحد أبرز الأبطال الذين أنجبتهم محافظة "درعا"، ورفدوا منتخباتنا الوطنية وحققوا إنجازات تسجل في دفاتر الذكريات، مثّل باستمرار الوطن في المحافل العربية والآسيوية والعالمية. مثل منتخب سورية في رياضة الكاراتيه وحقق إنجازات كبيرة تمثلت في الحصول على اثنتين وخمسين ميدالية منها ستة وعشرون ذهبية، والباقي فضة وبرونزية.

موقع eDaraa التقى المدرب واللاعب الدولي "رأفت أكراد" في هذه المحطة ليحدثنا عن مسيرته الرياضية التي امتدت نحو خمسة وعشرين عاماً فقال لنا: «بدأت ممارسة الكاراتيه في نادي "الشعلة" عام ألف وتسعمئة وأربعة وثمانين، وتدرجت بين فئاته المختلفة، وحققت في البداية المراكز الأولى في بطولات المحافظة، ثم انتقلت للمشاركة في بطولات الجمهورية وسيطرت على المراكز الأولى في هذه البطولات».

من أهم المدربين الذين كان لهم فضل علي: "فاضل الراضي"، "مسلم رحمة"، "محمد سمان"

وعن أسباب اختياره لهذه اللعبة قال "الأكراد": «سبب ممارستي للعبة لكونها تعلم القوة والإقدام والدفاع عن النفس، وهي فن رياضي جميل، بالإضافة لأنها تسهم في تحسين اللياقة البدنية للاعب، وتغرس الثقة بالنفس وتهذيبها لوجود قواعد وقوانين واضحة لممارسيها. أول إنجاز عالمي لي حققته عام ألف وتسعمئة وواحد وتسعين بعد الفوز في بطولة العالم في القتال الجماعي التي أقيمت في دولة الإمارات العربية بعد فوزي على بطل العالم وهو ياباني، لأضع اسم سورية في سجل البطولات العالمية، وعلى صعيد الإنجازات الفردية حققت المركز الثالث مكرر في بطولة ألعاب المتوسط بفرنسا عام ألف وتسعمئة وثلاثة وتسعين، والمركز الأول في بطولة العالم المصغرة في الكويت بنفس العام، إضافة إلى تحقيق المركز الأول في الدورة العربية التي استضافتها سورية عام ثلاثة وتسعين، كما حققت المركز الأول في البطولة العربية التي أقيمت في لبنان عام سبعة وتسعين، والمركز الثاني في البطولة العربية التي أقيمت في الأردن. وكانت أهم البطولات وأعزها على قلبي بطولة "هيروشيما" عام ألف وتسعمئة وأربع وتسعين، حيث كنت أول لاعب عربي يحرز ميدالية ذهبية في البطولات الآسيوية. وتم تكريمي من قبل المسؤولين برفقة زملائي "غادة شعاع" و"هشام المصري"».

مع بعض الاعبين الصغار

وعن الإنجازات الأخرى التي حققها تابع بالقول: «استطعت تحقيق المركز الثاني في بطولة الفلبين عام أربعة وتسعين، إضافة إلى المركز الثالث في بطولة المتوسط التي أقيمت في تونس بنفس العام، والمركز الثالث في البطولة الآسيوية في تايلند عام ثمانية وتسعين، إضافة إلى جائزة أفضل لاعب في بطولة الشرطة العربية التي أقيمت في سورية بعدما حققت ثلاث ميداليات ذهبية، والمركز الأول في بطولة العالم العسكرية في إيطاليا عام سبعة وتسعين، ونلت جائزة أفضل لاعب في بطولة الفجر الدولية المقامة في إيران عام ألفين وواحد».

وعن الأسباب التي أوصلت الأكراد لهذه الانجازات تابع بالقول: «التزامي بالبرامج التدريبية وأهمها الجري لمسافات طويلة وبشكل منتظم صيفاً وشتاءً، واكتساب القوة الجسدية لرفع اللياقة البدنية رافقها الالتزام بالتدريب اليومي، وهذه الانجازات التي حققتها خلال مسيرتي الرياضية لم تأت من فراغ، بل كان وراءها صناع حقيقيون لهذه الانجازات، منهم المدرب الخلوق "عبد الجبار الكور" الذي كان صاحب الفضل علي في تطوير مسيرتي الرياضية، وتحقيقي لهذه البطولات والإنجازات طوال السنوات الماضية الطويلة».

في مركزه التدريبي

وبعد هذه المسيرة الطويلة والنتائج الكثيرة حدثنا عن واقع لعبة الكاراتيه في سورية فقال: «في السنوات الخمس الأخيرة شهدت اللعبة تراجعاً كبيراً، وقلة المشاركات والاحتكاكات أثرت سلباً على الفرق واللاعبين، والسبب عدم اهتمام الاتحادات السابقة في رعاية المواهب الواعدة والفئات العمرية الصغيرة التي تشكل اللبنة الأساسية في إيجاد منتخبات وطنية قوية وقادرة على تحقيق الانجازات، وعدم التنسيق والتعاون ما بين هذه الاتحادات والمدربين في المحافظات إضافة إلى عدم متابعة اللاعبين في أنديتهم المختلفة».

وحالياً بعد تشكيل اتحاد اللعبة الجديد وتكليف الأكراد بتدريب المنتخب الوطني يقول عن اللعبة: «حالياً وضع اتحاد اللعبة الحالي والذي يترأسه السيد "جهاد ميا" خطة للمرحلة القادمة، وتشمل إقامة معسكرات تدريبية نموذجية وتأمين الاحتكاك مع فرق قوية للنهوض بواقع اللعبة، ونشرها للعودة بها إلى الإنجازات من خلال لاعبين واعدين وموهوبين ليسهموا برفع علم الوطن مجدداً في المحافل الداخلية والخارجية، وتم تشكيل لجان مختصة للنهوض بلعبة الكاراتيه إضافة إلى لجنة عليا تعود إليها جميع اللجان المذكورة بهدف تفعيل جميع الجهات المعنية باللعبة في سورية، وسيتم إقامة بطولات دولية وعالمية ذات مستوى عال في سورية بمشاركة أبطال ومنتخبات عالمية والترويج لها بشكل صحيح، ورعاية الأبطال من الجهات المعنية والفعاليات الاقتصادية الراعية، وتأمين كافة احتياجات اللعبة ومستلزماتها، وافتتاح دورات تدريبية مجانية لجميع الفئات العمرية».

بطل لن تنساه لعبة الكاراتيه

والى أين وصلت اللعبة بمحافظة "درعا"؟ يتابع: «للأسف تعاني المحافظة من تراجع اللعبة كغيرها من المحافظات السورية، والسبب عدم توافر أماكن التدريب، وعدم توافر مدربين مؤهلين وقادرين على إيصال فكرة التدريب الصحيحة للاعبين، واكتشاف المواهب وصقلها بشكل صحيح ومدروس، ونقص الوعي لدى أهالي اللاعبين بأهمية الاستمرار في ممارستها حيث تحتاج إلى وقت طويل لتحقيق نتائج وبطولات وانجازات».

وبالنسبة لأبرز اللاعبين الذين دربهم خلال ممارسته للتدريب: «بطل العرب "عمار السبسبي"، "أحمد حسب الله" بطل آسيا، "نورس الحموي" بطل آسيا، "كريم عثمان" ثاني آسيا».

وعن صاحب الفضل بتدريبه وتأسيسه طوال فترة ممارسته للعبة يقول: «من أهم المدربين الذين كان لهم فضل علي: "فاضل الراضي"، "مسلم رحمة"، "محمد سمان"».

المدرب الوطني "عبد الجبار الكور" حدثنا عن الانجازات التي حققها "رأفت" خلال مسيرته الرياضية فقال لنا: «منذ بدايتي بتدريب "رأفت" أحسست بأنه سيكون له شأن كبير في لعبة الكاراتيه، لكونه يحمل صفات اللاعب الجيد، ومع الأيام بدأ يتطور يوماً بعد يوم، فأحرز بطولات المحافظة تبعها بطولات الجمهورية لينطلق إلى البطولات الخارجية ويسطر معظم النتائج بوزنه، فأحرز بطولة العالم العسكرية، وبطولة العالم للفرق في الإمارات، وما زلت لهذه الفترة أتابع بطلنا الأول في الكاراتيه في رحلته التدريبية، وأتمنى أن يحقق منتخبنا الوطني الذي يدربه نتائج على غرار نتائجه عندما كان لاعباً».

"معتز أبو عليقة" أمين سر اللجنة الفنية للكاراتيه بـ"درعا" قال: «لا يزال اسم بطلنا العالمي "رأفت أكراد" محفوراً بحروف من ذهب في لعبة الكاراتيه، والنتائج الخارجية التي حققها لم يصل لتحقيقها أي لاعب، وأتوقع بأن ظاهرة "رأفت" لن تعود، وأملنا باللاعبين الذين يقوم بتدريبهم ليسيروا على طريق النجاح والبطولات التي حققها سابقاً، لا أنسى الدموع التي ذرفها أبناء الوطن عندما فزنا على أبطال اليابان وأحرزنا بطولة العالم في الإمارات».