مشكلة تكررت كثيراً ولمسناها خلال الزيارات التي قمنا بها إلى المراكز الثقافية المنتشرة في محافظة "درعا" وهي عدم وجود مقر خاص بتلك المراكز لتمارس عملها بالشكل الطبيعي.

وبالعودة إلى مشكلة المقر فإنها ولو أنها تعتبر معضلة حقيقية ولكنها لم تكن لتضع حاجزاً بين الناس وبين ثقافتهم، وحتى أنها لم تمنع مدراء تلك المراكز من الاستمرار في عملهم وتنفيذ خططهم، وأحد هؤلاء كان السيد "سعيد عبد الحميد الخليل" مدير المركز الثقافي في بلدة "كفر شمس" والذي أجرى معه موقع eDaraa لقاءاً خاصاً، وقد لخص لنا في بداية حديثه ملمحاً عن نفسه: «أنا من سكان بلدة "كفر شمس" ومواليد العام 1955، وقد تسلمت إدارة المركز الثقافي منذ تأسيسه عام 2002، علماً بأني كنت ولازلت موظفاً في مجلس البلدة منذ عام 1981»، وتابع واصفاً المركز الثقافي في البلدة بقوله: «المركز عن عبارة عن غرفة واحدة صغيرة ضمن مبنى البلدية، تحوي مكتبة صغيرة تضم حوالي /1200/ كتاب ومجلد».

الإقبال بشكل عام جيد وخاصةً من قبل أصدقاء المركز، ويزداد هذا الإقبال في فترة دوام المدارس

وفيما هل يشكل ذلك مشكلةً بالنسبة إليه قال: «بالتأكيد فهذه الغرفة التي تضم المركز هي بالأصل غرفتي في العمل وهي بالتالي لا تصلح لاستضافة أو إقامة أي نشاط، وإنما تقام الفعاليات في مقر الفرقة الحزبية في البلدة، إلى جانب كوني أقوم بإدارة المركز مضافاً إلى ذلك عملي في البلدية حيث أضطر للدوام مساءً لتنظيم أمور المركز، ناهيك عن غياب معهد الثقافة الشعبية في المركز لنفس السبب المذكور»، وأضاف: «رغم ذلك فإنه لم يمنعنا من تنفيذ أهدافنا المتمثلة بالبقاء على اتصال مع الناس وجذبهم ليكونوا زوار دائمين لحضور الفعاليات، حيث نقوم بالإعلان المستمر عن النشاطات التي يتم وضعها وتنظيمها بحسب ما يتناسب مع رغبات الناس، وهناك حوالي عشرون شخصاً من الذين يمكن تسميتهم بأصدقاء المركز الدائمين، ونلاحظ زيادة الإقبال على المحاضرات الطبية وخاصة عند كبار السن، ويختلف الحضور حسب نوعية وتوقيت المحاضرة».

بالنسبة للإقبال على الكتب قال: «الإقبال بشكل عام جيد وخاصةً من قبل أصدقاء المركز، ويزداد هذا الإقبال في فترة دوام المدارس»، وفيما هل تأثر الواقع الثقافي بما يشهده العالم من تطور تكنولوجي من وجهة نظره يقول: «إن التأثر بالتكنولوجيا يساهم بتنمية المعارف الثقافية عند الناس، وباعتقادي ستظل المراكز الثقافية هي حاملة مهمة للحفاظ على الثقافة العربية السليمة».

عن الفائدة التي جناها من عمله كمدير للمركز الثقافي يقول: «اكتسبت حب المطالعة والمتابعة للتطورات الفكرية وكذلك البقاء عن قرب من قضايا المجتمع، والقدرة على نقل هموم الناس»، وفي نهاية حديثه أفاد السيد "سعيد" عن خططه القادمة بالنسبة للمركز: «المكان الحالي للمركز ضيق وغير مناسب لذلك نسعى لإحداث ملاك للمركز وإيجاد مقر خاص به، كما سنحاول تأمين أهم العناوين من أمهات الكتب لرفد المكتبة بالمزيد منها لتلبية الحاجات المتزايدة عليها».