"نواف خليل قنبر" رجل خصه الله بالعمر الطويل فهو الآن يبلغ وحسب البطاقة المدنية التي يحملها عامه الخامس والتسعين، إلا أن الحقيقة غيرذلك حسب ما يروي هو وحسب شهادة الكثيرين من الذين يعرفون هذا الرجل الذي يعد شاهدا على تاريخ المدينة بكل ماشهدته من تحولات وتبدلات، لذلك فقد كان دائما سيد الحديث في الأماكن التي يتواجد فيها، كل ذلك قبل أن يبدأ النسيان يغزو ذاكرته ويتركه التعب الناجم عن هذا العمر جليس الفراش.

موقع eDaraa زار السيد نواف في بيته والذي استطاع تذكر بعض الأحداث المهمة التي مرت في شريط حياته فكانت البداية مع القصة التي تؤكد عمره الحقيقي فيقول: «ماأزال أذكر الحادثة التي حصلت حين أرادت والدتي أن تسجلني في سجلات النفوس، وكان عمري يبلغ حينها قرابة الخامسة عشرة، حيث أركبتني والدتي على ظهر حمار واتجهت بي إلى مدينة "درعا"، وهناك علمت أنها تأخرت كثيرا في تسجيلي، وأنه يتوجب عليها دفع مخالفة إذا أرادت لهذا الأمر أن يتم، إلا أنها ولكي تهرب من هذه المخالفة استطاعت أن تحتال على هذا الموقف، حيث دخلت على الموظف المسؤول وهي تحمل طفلا صغيرا على أنه ابنها، واستطاعت هذه الحيلة أن تنطلي على الموظف الذي سجلني بعمر السنة في ذلك الحين، وعليه فإن عمري الحقيقي يقدر الآن بما يقارب المائة وعشرة سنين وهذه الأحداث كلها جرت قبل دخول الاحتلال الفرنسي إلى هذه البلاد».

وحين استقر الأمر للفرنسيين هنا كنا نقوم بعمليات اختطاف للجنود أثناء نومهم ونقوم بإلقائهم في بئر تقع في الجهة الغربية من المنطقة تدعى بئر "الكبانية"، كما قمنا بالسطو على العديد من المخافر الفرنسية التي كانت موجودة في هذا المحيط من اجل الحصول على السلاح وكنا نبعثه إلى الثوار في بلدة "المسيفرة"

ماتزال فترة الاحتلال الفرنسي ماثلة في ذاكرة السيد "نواف"والتي يقول فيها:«كانت هذه الفترة صعبة جدا قمنا خلالها بالعديد من الأعمال كان أهمها معركة خاضها سكان هذه المدينة برجالها ونسائها ضد الفرنسيين عندما قدموا إلى هنا والتي تعرف بمعركة "الطياح"، و"الطياح" هو عبارة عن جرف أو خندق يبلغ عمقه مايقارب الواحد كيلو متر وكان يفصل بين الأهالي والفرنسيين الذين كانوا يرشقوننا بالرصاص، وما إن نفد منهم الرصاص حتى هجمنا عليهم وقمنا بإلقاء من استطعنا إلقاء القبض عليه منهم في هذا "الطياح"».ويضيف السيد "نواف":«وحين استقر الأمر للفرنسيين هنا كنا نقوم بعمليات اختطاف للجنود أثناء نومهم ونقوم بإلقائهم في بئر تقع في الجهة الغربية من المنطقة تدعى بئر "الكبانية"، كما قمنا بالسطو على العديد من المخافر الفرنسية التي كانت موجودة في هذا المحيط من اجل الحصول على السلاح وكنا نبعثه إلى الثوار في بلدة "المسيفرة"».

المعمر نواف قنبر

برغم الوهن وفقدان الذاكرة التي بدأ يعانيها السيد "نواف" فان هناك أحداث لايمكن أن ينساها وحين سألناه عن أبرزها قال:«من الأحداث التي ما تزال حاضرة في ذاكرتي هي "دبة داعل" وهي جريمة ارتكبتها إسرائيل بحق الأبرياء من هذه المدينة، حيث قام الطيران الإسرائيلي بقصف الحي الجنوبي من المدينة وذلك بعد ملاحقة بعض الفدائيين الذين كانوا يتواجدون هنا وذهب ضحية هذا العمل الإجرامي ما يقارب السبعين شهيدا، كنت وقتها اجلس مع والدي أمام منزلنا وكان الجو باردا حين سمعنا دوي الانفجار والذي بدا الناس على إثره يتراكضون يبحثون عن أطفالهم وذويهم وهربوا بهم إلى السهول، لقد كان حدثا مروعا بكل معنى».

أما أهم الأعمال التي مارسها السيد "نواف" فعنها يقول:«كما هو الحال بالنسبة للغالبية العظمى من سكان هذه المنطقة فقد كانت في مجملها من الأعمال المرتبطة بالأرض، ولاسيما "الحصيدة" حيث كنت أمارس هذا العمل في اغلب المحافظات السورية وخصوصا الجزيرة السورية ومحافظات الشمال التي زرتها مرات كثيرة للعمل، وأذكر أني ذهبت مرة إلى الأردن سيرا على الأقدام لكي أحصد هناك، كما ذهبت إلى فلسطين وأيضا سيرا على الأقدام وعملت هناك ولمدة شهرين في بيارات البرتقال».

للعمر احكامه..؟

بقي أن نذكر أن السيد "نواف قنبر" هو من مواليد مدينة "داعل".

  • تزوج ثلاث مرات، ولم يرزق من الزوجة الأولى بأولاد، أما الزوجة الثانية فقد رزق منها بثلاثة أولاد، في حين رزق من الزوجة الثالثة بتسعة أولاد.

  • عدد أولاده وأحفاده يقدر بخمسة وثمانين شخصا، وقد عاش الموقف الطريف الذي يقول "ياجدي كلم جدك".

  • مع حفيده ...علاء