بعد تقاعده بسمعة طيبة وسلوك حسن، اختار العم "أبو أيمن عبد الجليل عبد النبي" مهنةً فيها المعلومة المفيدة لكل الشرائح إنها بيع الكتب والمكان هناك قبالة مديرية البريد في الحي الشمالي من مدينة "درعا" على طريق الجامعة بعد أن عمل في السوق القديم لفترة جيدة من الزمن.

"أبو أيمن" لطيف ذو وجه بشوش لا يغضب من كثرة الأسئلة، ولا من حشرية البعض في تصفح العديد من الكتب وعدم الشراء.

"أبو أيمن" يداوم على بيع الكتب المنوعة منذ حوالي إحدى عشرة سنةً، يقول عن تعاطي المجتمع مع هذا الأمر: أعرض كل أنواع الكتب التي استقدمها من مكتبة "رياض العلبي" في "دمشق"، ولعل أبرز ما يتم طلبه كتب الموبايل بالدرجة الأولى، ثم الجنس واللغات. أما الكتب الدينية فالطلب عليها لا يزال محدود جداً، وبالنسبة للموسوعات فيكاد طلبها يصل لمرحلة الصفر.

واجهة الكتب

وعن زبائنه يتابع العم "أبو أيمن": أغلبهم من الشباب المراهقين، ولكن يوجد بعض الكبار يطلبون كتب تتعلق باللغات الفرنسية والانكليزية، وكتب للشعراء العظام "كنزار قباني" و"جبران خليل جبران".

الحركة خفيفة إذا ما قورنت بالعقد الماضي، وربما السبب في ذلك نقل كراجات "الشيخ مسكين" و"ازرع" للكراج الشرقي وبالتالي خسارة عدد كبير من الزبائن.

يمضي وقته في المطالعة.

وبتحدٍ وإصرار على العمل يقول "أبو أيمن": أتصدق إن قلت لك أن تقنيات الحاسوب والسيديات لا تخيفني؟ فزبائني هم نفسهم، ثم إن قلةً من تمتلك الحاسوب، والشريحة الأكبر لا تزال تتعامل مع النسخة الورقية.

أضع الكتب على هذه النصبة أشار بيده التي بدت عليها علامات الزمن بفصوله القاسية، والبعض الآخر على الأرض دون مظلةً تحميها، والقصد عزيزي إن أمطرت الدنيا سرعان ما أعود لبيتي وأعطل طيلة فترة الأمطار.

وعن حياته الاجتماعية يردف "أبو أيمن" خلال النقاش الذي تم صبيحة السابع عشر من كانون أول 2009م: لدي ست بنات متزوجات أما أولادي فهم: "أيمن" و"مأمون" ويعملان في قيادة السيارات، "فادي" تاجر أما "بسام" فهو يخدم العلم حالياً.

لا أحب الذهاب لأي مكان مساءً لأنني بيتوتي أتابع الأخبار، وأحب أن أعرف آخر المستجدات على الساحتين المحلية والدولية.