حب عظيم ذاك الذي استوى في قلبه لها، لقد شغفه حبها لدرجة لم يعد يبالي أن يصل ليله بنهاره معها، لا يمل الجلوس أمامها والاستماع لحديثها الذي يطرب له أيما طرب، يطالعها ويناظرها ويتأمل جمالها الذي يزداد مع كل نظرة يلقيها عليها ومع كل نظرة يتعاظم حبه لها، تربطه علاقة معها منذ أن كان طفلا صغيراً ومنذ ذلك الوقت وهو يعرف أنها له وهو لها،

هذا هو اقل ما يمكن أن يقال عن تلك العلاقة التي تربط "حسون" بمجموعة الطيور والحيوانات التي يمتلكها والتي أفرد سطح منزلهم ليكون مأوى لها.

اختار لي والدي هذا الاسم من فرط تعلقه بالطيور، وأكثر الناس ينادون والدي "أبو حسون" بدلاً من "أبو قاسم"

موقع eDaraa زار"حسون" في بيته الواقع في مدينة "داعل" ليخبرنا عن بعض تفاصيل العلاقة التي تجمعه بالطيور والحيوانات وكانت البداية مع سر تعلقه بها فيقول:«منذ أن كنت صغيرا أعيش مع هذه المخلوقات، لأنه من الذين استهوتهم تربية الطيور والحيوانات وتمكن مع الأيام أن يبني حديقته الخاصة على سطح منزلنا، الأمر الذي مكنني من أن أمضي معظم وقتي بينها حيث بدأت أتعلق فيها وأحبها شيئا فشيئا، وصرت بعد ذلك دون بقية إخوتي أرافق والدي في مختلف رحلاته المتعلقة بهذه المخلوقات سوءا لعلاجها حيث زرت مع والدي مختلف المحافظات، أو في رحلاته إلى الأسواق من أجل شراء مختلف الأنواع, والآن اعتبر أن هذه المخلوقات دين في رقبتي وأني مسؤول عنها أمام الله، لذلك أسخر لها كل وقتي فمنذ اللحظة التي استيقظ فيها، اصعد إليها لأضع لها الطعام وأتفحصها لأطمئن عليها كما أني معظم الأيام امضي الليل كله بالسهر إلى جانبها من خوفي عليها وعشقي لها».

حسون

وعن علاقته مع اسمه يقول:«اختار لي والدي هذا الاسم من فرط تعلقه بالطيور، وأكثر الناس ينادون والدي "أبو حسون" بدلاً من "أبو قاسم"».

وعن خبرته في عالم الطيور يقول:«صرت أعرف الكثير في هذا المجال ولاسيما فيما يتعلق بأمراض الطيور وكيفية العلاج، وذلك من خلال مرافقتي لوالدي ومن خلال زيارة الأطباء البيطريين والإستفادة من خبرتهم، و من طول التجربة بت استطيع من نظرة واحدة أن أعرف ما هو المرض الذي يعاني منه الطير وما هو الدواء والكمية التي يحتاجها لأنها مسألة في غاية الحساسية، فزيادة أو نقص في هذه الكمية سيؤدي إلى مضاعفات لدى الطير، والان لدي شهرة في الحيّ وصرت استشارياً لدى عدد من مربيّ الطيور في المنطقة يفضلوني في علاج هذه المخلوقات على الكثير من الأطباء البيطريين الذين غالبا مايكون العلاج لديهم إما بالتشريح أو من النوع الذي يكلف باهظا، وقد تمكنت مع والدي من علاج الكثير من الطيور بعد أن كان الكثير من البيطريين قد عجزوا عن ذلك، كما أني تمكنت من زيادة معرفتي في تفقيس الطيور وتفريخها وهي طريقة مكنتني من زيادة مجموعتين، ولن انسى إخباركم معرفتي بعملية تأليف الحيوانات فقد تمكنت من تأليف الكلب والقط والأفعى مع بعضها البعض».

مع الأفاعي

وعن ما تتضمنه مجموعته يقول:«كنا نملك حديقة واسعة تضم العديد من أنواع الطيور والحيوانات وذلك قبل أن يتم بناء مركز ثقافي على أرض هذه الحديقة الأمر الذي أدى إلى تقليص عدد المجموعة لتضم مجموعة من الدجاج الأجنبي تقدر بخمسة عشر نوعاً وهي من النوع المعروف بدجاج الزينة، وكل منها يحمل "بلاك" أي أسوارة تشير إلى مصدرها ونوعها ومن أين أتت، ونملك أيضا الطاووس والفيزون بأنواعه المختلفة والقطا والحجل والببغاوات ومختلف أنواع الحمام والعصافير، أما من الحيوانات فيوجد لدينا أرانب من نوع الفراشة وأرانب برازيلية وسناجب وهمتاروا وبعض الأفاعي التي قمت باصطيادها والتي أقوم إما بتحنيطها أو بيعها لبعض الناس الذين يطلبونها للعلاج أو كمناظر للزينة وفي بعض الأحيان أقوم بإطلاق سراحها في السهول».

وعن أحلامه يقول:«أتمنى على المدى القريب أن تكون خدمتي الإلزامية في مكان يتيح لي الاستمرار بالتواصل مع هذه المخلوقات أما على المدى البعيد أتمنى أن تكون لي حديقتي الخاصة والتي تضم مختلف الأنواع وهو ما سأسعى لتحقيقه إن شاء الله بعد الانتهاء من خدمة العلم».

مع والده ومعلمه محمدحسن أبوجيش

"عيسى اللبناني" مربي طيور يقول عن "حسون":«تربطني بوالده صداقة قديمة لذلك فأنا أعرفه منذ كان صغيراً وأعرف مدى حبه وعشقه للطيور والحيوانات مدى الخبرة التي يمتلكها، الأمر الذي يجعلني لا أتردد في استشارته والاستفادة من خبرته في كثير من الأمور».

أما الشاب "يحيى عطيفي" فيقول:«يملك "حسون" خبرة ومعرفة في مجال الطيور لا يجاريه فيها الكثير من الأطباء البيطريين، حتى أنه تغلب في ذلك على والده ومعلمه في هذا المجال».

والده "محمد حسن أبو جيش" يقول:«منذ أن لمست تعلقه بالطيور ومحبته لها بدأت تعليمه كل ما أعرفه عنها وصرت أصطحبه معي أينما ذهبت، ولم يكتفي بذلك بل استطاع أن يطور نفسه أكثر ووصل إلى مرحلة تفوق فيها كثيرا وأصبح معروفا على نطاق واسع، أتمنى له مزيد من النجاح وأن يتمكن من تحقيق حلمه في بناء حديقته الخاصة».