بعد سنوات طويلة أمضاها في صفوف الشرطة، وفي سن التقاعد وجد أن خبرة السنوات الماضية تكفيه لإدارة دفة المخترة التي اختير ليتولى زمامها، إنه المختار "عبد الرؤوف فواز الجباوي" الذي زاره موقع eDaraa في مكتبه في مدينة "جاسم"، فكان أن عرف عن نفسه بالقول:

«أنا من مواليد مدينة "جاسم" عام 1943، حصلت فيها على الشهادة الابتدائية عام 1958-1959، وبعد ذلك لم أكمل دراستي لعدم وجود المدارس الإعدادية والثانوية في المدينة في ذلك الوقت، عند سن التكليف أديت الخدمة الإلزامية وبعدها انتسبت إلى سلك الشرطة في وزارة الداخلية، تقاعدت من الشرطة بعد خدمة 25، سنة ومن ثم عينت مختارا للحي الشمالي في مدينة "جاسم"».

مهما حصل من تطور لايمكن أن ينتفي المختار من الوجود، فهو عنصر مهم في حياة الناس ومشارك في جميع أنشطتهم، لذلك لابد للمخترة أن تظل قائمة فهي مهنة حيوية ومتجذرة في تاريخ المجتمع

وعن وصوله للمخترة يقول: «تم اختياري للمخترة بناء على انتخاب مجلس مدينة "جاسم" وموافقة الهيئة الاختيارية في المدينة، أما السبب وراء اختياري فكان إلمامي بمختلف الأمور والمهام التي يتوجب على المختار القيام بها، وذلك بسبب طبيعة العمل الذي كنت أمارسه في سلك الشرطة، حيث كنت على اطلاع على مختلف الأوراق والمعاملات التي ينجزها المختار».

المختار عبد الرؤوف

وعن أهم مواصفات المختار يقول: «أنا أرى أن المختار لا بد أن يكون على درجة عالية من الأخلاق ومهتم بخدمة الناس ليلا ونهارا، ولا سيما الأمور المتعلقة بإصلاح ذات البين وفض النزاعات فيما بينهم، وهذا يتطلب أن يكون المختار ذو شخصية قوية ومتقن لعمله ومحترم من قبل كل السكان، ولا بد أن يعلم الجميع أن المختار في حكم القانون هو من ضباط العدلية المساعدين للنائب العام».

وعن الصعوبات التي تواجهه في المخترة يقول: «كثيرا من هذه الصعوبات متعلقة بالخلافات التي تحصل بين الناس، وتكمن الصعوبة عندما تصل هذه الخلافات إلى درجة لا نصل فيها إلى حل ودي بين المختلفين، لينتقل الأمر بعدها إلى ساحة القضاء، وخصوصا الخلافات التي تحصل بين العشائر التي ورغم ندرة حدوثها، فإنها حين تحصل يكون من الصعب حلها دون اللجوء للقضاء».

الطريق الى مكتبه

وعن الأدوار الاجتماعية للمختار: «يتحمل المختار في كثير من الأحيان شخصية المرشد والواعظ، فيتعين عليه عندها إرشاد الناس في كثير من الأمور وخصوصا حين يتعلق الأمر بالشباب الطائشين الذين يحتاجون إلى الهداية والنصح، كما يتوجب على المختار القيام بإصلاح ذات البين وخصوصا بين الأزواج، والعمل دون وصول هذا الخلاف إلى الطلاق، ولأن المختار شخصية اجتماعية فلا بد أن يشارك الناس مناسباتهم السعيدة منها والحزينة».

وعن مستقبل المختار مع تطور التكنولوجية: «مهما حصل من تطور لايمكن أن ينتفي المختار من الوجود، فهو عنصر مهم في حياة الناس ومشارك في جميع أنشطتهم، لذلك لابد للمخترة أن تظل قائمة فهي مهنة حيوية ومتجذرة في تاريخ المجتمع».

مع المراجعين باستمرار.

الأستاذ "حسين محاسنة" مدرس رياضيات يقول عن المختار "عبد الرؤوف": «هو إنسان مساعد ويلبي جميع الطلبات دون تقصير، ويؤدي مهامه بشكل جيد جدا، ويملك معرفة واسعة باللغة العربية، فأنا لا أنسى حين أتيته لأسجل طفلتي المولودة حديثا وكنت أريد تسجيلها "هبا" بالتاء المربوطة، فصحح الاسم وكتبه بالألف ليصبح "هبة"، ويملك المختار عبد الرؤوف شعبية وحضور واسعين بين كافة أبناء مدينة جاسم».