كثيرة هي الزيارات التي قام بها موقع eDaraa إلى المراكز الثقافية المنتشرة في أرجاء محافظة "درعا"، زيارات حملت في طياتها الكثير من الأمور والقضايا المطروحة والمتشابهة في معظمها، ولكن المهم هو أن هذه المراكز البسيطة كبساطة المكان الذي يضمها ما زالت تشكل الملجأ الأهم وربما الوحيد بالنسبة للكثير من عشاق الثقافة.

وكما أن لكل سفينةٍ رباناً فلابد لسفينة الثقافة ممن يقودها، وربما من يلعب هذا الدور هو مدراء المراكز الثقافية الذين يسعون إلى الوصول بهذه السفينة إلى بر التقدم والتطور.

قوة الشخصية ومواكبة التطورات الحاصلة في العالم، وامتلاك الثقافة الكافية بما يضمن حسن التعامل مع الآخرين، أحببت العمل في هذا المجال الذي يحقق التواصل مع جميع فئات المجتمع

"محمد محمود دواس" مدير المركز الثقافي في بلدة "الشجرة" الواقعة في أقصى غرب المحافظة والذي فتح باب مركزه مرحباً بنا بتاريخ (13/8/2009)، السيد "محمد" الذي تسلم إدارة المركز قبل ثلاثة أعوام بعدما عمل فيه كموظف منذ عام 2001 رد على سؤالنا الأول المتعلق برؤيته للواقع الثقافي في هذه الأيام حيث قال: «هناك عزوف واضح عن الثقافة والمطالعة إلا القلة القليلة وذلك يعود إلى عدة أسباب منها انتشار الفضائيات وتطور وسائل التكنولوجيا والتي باتت تؤثر على الحياة اليومية للإنسان، بالإضافة إلى تغير الظروف المعيشية والاقتصادية، ونتيجة لذلك فقد أصبحنا نعتمد على أصدقاء المركز في تأمين استمرارية حضور الفعاليات، ويمكن أن نقدر عدد هؤلاء الأصدقاء بحوالي /30/ شخصاً، ولابد من الإعلان المستمر عن الفعاليات من أجل جلب المزيد من الزوار حيث نركز على الطبقة الواعية في المجتمع ونقوم بإرسال الدعوات إلى الفعاليات الحزبية والمؤسسات الرسمية ودوائر الدولة بشكل عام، ومع ذلك نلاحظ نمواً وازدياداً في عدد رواد المركز».

السيد محمود دواس

ويتابع السيد "محمد" متحدثاً عن الأعمدة الأساسية التي ارتكز عليها في إدارة المركز إذ يقول: «قوة الشخصية ومواكبة التطورات الحاصلة في العالم، وامتلاك الثقافة الكافية بما يضمن حسن التعامل مع الآخرين، أحببت العمل في هذا المجال الذي يحقق التواصل مع جميع فئات المجتمع».

وفيما إذا واجهته أي صعوبات أو معوقات حالت دون تنفيذ خططه أجاب: «ليس إلا عدم تمتع المركز بوجود مقر مستقل حيث إن المقر الحالي هو عبارة عن غرفة واحدة تعود ملكيتها لمجلس البلدة، وهو الأمر الذي أدى إلى غياب معهد الثقافة الشعبية في المركز، وبالتالي عدم إقامة الدورات التثقيفية ما أوجد فجوة بين المركز وبين الأهالي».

مع موظفي المركز

والجدير بالذكر أن السيد "محمد دواس" من مواليد 1967 في قرية "معرية" المجاورة لبلدة "الشجرة"، حاصل على إجارة جامعية في التربية قسم علم النفس منذ عام 1994.

وخير جليس في الأنام كتاب