على مدار ستة عشر عاماً كانت من الأوائل الذين تم اختيارهم للعمل في الانطلاقة الأولى لعدد من المشاريع التي تحمل البعد الاجتماعي والإنساني حيث طبعت بصمتها من خلال حضورها الاجتماعي وإخلاصها في الأداء المهني والعملي لتخط بذلك مسيرة عطاء إنسانية بدأتها من عملها كمرشدة في مركز إنعاش الريف في مدينة "نوى" ومن ثم كاختصاصية في مركز ذوي الاحتياجات الخاصة إلى متابعة ومدربة في مشروع تمكين المرأة والذي يتابع وينفذ بالتعاون ما بين وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي "اليونيفم" إضافة إلى تكليفها اليوم للعمل كاختصاصية في مركز اللقاء الأسري "بدرعا".

إنها السيدة "عبير الأسعد" التي حاولت أن تستغل وجودها الوظيفي بما يعود بالنفع على حياة الكثيرين ممن التقت بهم بحكم عملها، وقد التقاها موقع eDaraa في 26/7/2009للتعرف على شخصيتها عن كثب والوقوف على البعض من محطات عملها وتأثير حضورها الاجتماعي على حياة الآخرين بالإيجاب.

النجاح في عملي أن أوفي كل ذي حق حقه وأن أترك بصمة طيبة أينما حللت سواء أكان في ظروف العمل أو أي ظرف آخر وهذا يتطلب الإخلاص والأمانة في العمل، أما طموحي فهو أن أتمكن من خلال هذا المشروع من النهوض بيد كل امرأة تتطلع لأن يكون لها عمل، وبالتالي كيان مستقل ورسم البسمة على وجوه الاطفال الذين لا ذنب لهم بما انتهى إليه أبواهم سوى أنهم أبناء لهم

  • بداية من هي "عبير الأسعد"؟
  • السيدة عبير الاسعد

    ** «أنا ابنة بلدة "ازرع" التي نشأت وتعلمت فيها ونهلت منها الكثير من القيم الطيبة الجميلة، تخرجت في معهد الخدمات الاجتماعية من "دمشق" الذي شجعني الأهل كثيراً على دراسته، حيث شكل فيما بعد مفتاحاً لدخول وعبور بوابة العمل الوظيفي الذي نعزز تواجدنا فيه، بالتأكيد من خلال إخلاصنا واجتهادنا بالعمل، وأعمل حالياً من خلال مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل كمتابعة ومحاضرة في مشروع التمكين للمرأة إضافة لكوني اختصاصية في مركز اللقاء الأسري».

  • حبذا لو تحدثينا عن عملك وآليته في مركز اللقاء الأسري؟
  • مع بعض المشرفين والمشمولين بمشروع التمكين للمرأة

    ** «إن وجود هذا المركز المفتتح من عام /2004/ من قبل وزارة العدل على غاية من الأهمية في حياة الكثير من الأسر حيث يفترض به أن يعمل ويهدف من خلال نشاط القائمين عليه للارتقاء بمستوى العلاقات الاجتماعية في المؤسسة الأسرية التي تفككت بفعل الانفصال الزوجي إلى درجة الاحترام والاعتراف بالذات الآخر على أنه إنسان، أنا على سبيل المثال ولكوني اختصاصية في المركز لا أقف عند حد ودور الاختصاصي المنظم والمنسق والمحدد لمواعيد اللقاء بين الأطفال وذويهم المتخاصمين والمطلقين إلى أخذ دور فاعل في إصلاح ذات البين وإعادة الأطفال إلى أحضان ذويهم وأعتقد أن هذا قمة العمل الإنساني والأمر في غاية الصعوبة والعمل يحمل بعداً اجتماعياً وإنسانياً، وبالطبع آلية العمل تبدأ من تلقينا لطلب من أحد الزوجين برؤية الأطفال في حال قام أحدهما بمنع الآخر من رؤية الاطفال حيث يحول الطرفان من قبل القاضي الشرعي إلى قاضي التنفيذ، يتم الإلحاق بالمركز مع تحديد أيام اللقاءات التي يحضر بها الأبوان مع الاطفال إلى المركز ويعاقب الممانع».

  • كيف تتعامل "عبير" مع الزوجين اللذين انتهت العلاقة بينهما إلى الانفصال؟ كيف تحاول أن تأخذ دوراً فاعلاً يتجاوز حدود تنظيم اللقاء مع أطفالهما؟
  • ** «المركز يحتضن لقاءات بشكل يومي لحالات من شرائح اجتماعية مختلفة وبطباع وظروف مختلفة ومن المؤكد أن اللقاء الأول دائماً يتصف بالتوتر والتشنج وفي كثير من الأحيان بالكيدية،

    ولكن تكرار اللقاء على الأغلب يقود لتسيير الأمور بشكل ايجابي وذلك من خلال الالتزام بالسرية حيث آخذ كل طرف على حدة وأستمع لجوهر المشكلة وأنقل لكل طرف صورة إيجابية من شأنها تقريب وجهات النظر وإصلاح ذات البين بين المتخاصمين حتى وإن بدت لي إساءة من طرف تجاه الآخر لا أبديها بتاتاً بل على العكس تماماً حتى في حال التوتر لا أحاول أن أجمع بينهما بل أؤجل عملي حتى وقت آخر. والأهم من كل ذلك الإيمان بأن الطفل صاحب حق أصيل في أن يحيا حياة طيبة كريمة بحضن والديه، ولابد من إعادة هذا الحق المسروق إلى طفولته البريئة وهذا دافع للبحث عن أسلوب مقنع يعيد العلاقة قدر المستطاع شيئاً فشيئاً للصواب بين الأبوين، ومن ثم من المهم التمتع بقوة الشخصية وبذات الوقت بالدفء والقرب من الآخر ومحاولة فهم ظروفهم لتثمر جهود تلك الوساطة في إعادة الاطفال إلى حضن الأبوين».

  • ما عدد الحالات في المركز؟ وكيف تتم الاراءة؟
  • ** «لدينا 60 حالة.. البعض يكون الأب أو الأم من خارج القطر والأغلبية من داخل المحافظة تتم الاراءة من حيث الاستلام والتسليم ضمن المركز لأسباب عديدة، هناك عدد قليل نسلمه خارج المركز، ويمكن أن يبقى الطفل مع أحد والديه كحد أقصى لمدة يومين حيث يتعهد الأب أو الأم بإعادته في الوقت المحدد والجميع عندي ملتزم ونادراً ما أستعين بعناصر الشرطة في علاقتي وتعاملي،

    وهذا سبب سبب ترسيخ الثقة بيني وبين الأهل المتخاصمين، الذين أراهم مع تكرار الزيارة أكثر التزاماً، وأكثر احتراماً لبعضهما».

  • هل حصلت حالات إصلاح جراء هذه اللقاءات وبجهد شخصي من قبلك؟
  • ** «هناك عدد لابأس به، مثلاً هناك زوجان أعادوا عقد قرانهم مجدداً بعد مضي تسعة أشهر على القدوم للمركز، وكذلك زوجان آخران كللا عودتهما بإنجاب طفلة، شيء يبعث على الأمل وقد وصل عدد حالات الصلح إلى خمس حالات.

    وأود القول بأنه تواجهنا بعض الصعوبات والتي نأمل العمل على تلافيها، ويتمثل ذلك بتوفير وسيلة نقل لتيسير العمل والقيام بزيارات ميدانية لبيوت وأصحاب الحالات لتقديم المساعدة، أيضاً نحن بحاجة إلى لجان مؤلفة من عدة أشخاص لهم حضور في المجتمع المحلي الأهلي مثل "الاتحاد النسائي" مختار القرية أو كبار السن للمساعدة».

  • وماذا عن العمل كمتابعة ومحاضرة لمشروع تمكين المرأة؟
  • ** «هذا أيضاً من الواجبات التي أحب العمل بها وأجد المتعة حيث ألتقي الكثير من السيدات فأوسع من مجال خبرتي الاجتماعية، طبعاً هذا المشروع يستهدف الأماكن الأشد فقراً حيث نقدم للسيدة الخبرة والمشورة والدعم المادي وذلك عبر مشاريع مختلفة على الأغلب تناسب بيئتها،

    ومحاور محاضراتنا التي تركز على مفهوم النوع الاجتماعي وتمكين المرأة ومشرفة في كل حي ومنزل ومجتمع صديق الطفولة وإدارة المشاريع، وبالطبع أثمرت هذه الجولات والمحاضرات في قرى مختلفة بخروج عدد كبير من السيدات بمشاريع متميزة، مثلاً سيدة اختارت أن تقيم مشروع مغسل سيارات وقد أثبتت جدارتها وأخرى تجهز حالياً لافتتاح ورشة حدادة وغيرها من المشاريع».

  • ما طموح السيدة "عبير"؟ وماذا يعني النجاح؟
  • ** «النجاح في عملي أن أوفي كل ذي حق حقه وأن أترك بصمة طيبة أينما حللت سواء أكان في ظروف العمل أو أي ظرف آخر وهذا يتطلب الإخلاص والأمانة في العمل، أما طموحي فهو أن أتمكن من خلال هذا المشروع من النهوض بيد كل امرأة تتطلع لأن يكون لها عمل، وبالتالي كيان مستقل ورسم البسمة على وجوه الاطفال الذين لا ذنب لهم بما انتهى إليه أبواهم سوى أنهم أبناء لهم».