«كنت واحداً من ثلاثة أطفال قمنا برصد "مذنب هالي" في سورية».

بهذه الكلمات صور لنا السيد "وسيم أحمد الحسن" اهتمامه بعلم الفلك ومتابعة الظواهر الكونية منذ سنوات عمره الأولى التي أفرد منها المساحات الكبيرة مراقباً وراصداً مختلف الظواهر والأشياء التي ينطوي عليها الفضاء هذا المجال الرحب الذي ما يزال الشغل الشاغل للعلماء المختصين سعياً وراء كشف أسراره التي يتبين مع كل سر يتم الكشف عنه أن ثمة خالق عظيم يسير أمور هذا الكون وأن لا مكان للعبثية أو الصدفة فيه.

حالياً أعمل على موضوع بحث بعنوان "منازل القمر" والتي تتناول بحث ودراسة حول المنازل الكثيرة للقمر وأسباب التسمية وتواريخها الحالية

وللتعرف على تجربة السيد "وسيم" في هذا المجال التقاه موقع eDaraa بتاريخ 27/5/2009 والذي تحدث عن اهتمامه بهذا المجال فكان الحوار التالي:

الفلكي وسيم احمد الحسين.....جوائز ودروع

  • من أين تنامى لديك الاهتمام بعلم الفلك ومتى كانت البداية؟
  • ** «يرجع السبب الرئيسي في اهتمامي بالفلك إلى والدي الذي يعتبر من القلائل جداً على مستوى المحافظة الذين يهتمون بمثل هذا العلم وبمثل هذه الأبحاث أما بداية اهتمامي فتعود إلى شهر كانون الثاني من عام /1986/ وهو التاريخ الذي ظهر فيه مذنب "هالي" حيث قمت بالبناء على دراسات قام بها والدي "أحمد بكر الحسين" بتحديد موقعه ورصده في الجهة الجنوبية الشرقية من السماء،

    لكل مجتهد نصيب

    وذلك بعد فترة مراقبة كانت تتم بين الساعة الخامسة والسادسة صباحاً صرت بعدها أقوم برصد مختلف الظواهر التي تحدث في السماء دون أن أعرف ما هي ففي عام 1987/1988 رصدت مجموعتين هما "مجرة اندرميدا" و"سديم الجبار" دون أن أعرف حقيقتهما وكنت في هذه الأثناء أطور معارفي في هذا المجال من خلال الاطلاع على المراجع التي كان يحضرها والدي وبقي اهتمامي بهذا الشكل إلى أن انضممت إلى الجمعية الكونية السورية والتي تعرف والدي على رئيسها السيد "فايز فوق العادة" الذي أعجب بالخبرات التي يمتلكها والدي كما كان له رأي إيجابي بي أيضاً».

  • ما هي أهم الظواهر الفلكية التي قمت برصدها؟
  • مع السيد رئيس مجلس الوزراء

    ** «قمت برصد العديد من الظواهر الفلكية كان من أبرزها الخسوفات القمرية كاملة وأهم كسوفات القرن الماضي وهو كسوف 11/ آب /1999 وعبور "الزهرة" أمام قرص الشمس واحتجاب "لزحل" خلف القمر ومذنب "هالي" عام 1986 ومذنب "هيكوتك" عام 1996ومذنب "هليوب" عام 1997 ومذنب "لينار" عام 2006 والعديد من المذنبات العابرة كما رصدت العديد من زخات الشهب وأيضاً جميع أبراج النصف الشمالي من السماء والتي تبلغ 44 مجموعة، والعديد من اقترانات الكواكب إضافة إلى رصد هلال شهري رمضان وشوال بشكل سنوي».

  • ما هي المؤهلات التي يجب توافرها في الشخص للقيام بمثل هذه العملية؟
  • ** «لابد لأي شخص يرغب بالقيام بعملية الرصد للظواهر الفلكية أن يمتلك أولاً وقبل كل شيء الرغبة الجادة للقيام بهذه العملية ثم لا بد أن يكون مطلع وبشكل واسع على مختلف الأحداث التي تجري في هذا المجال وذلك من خلال المتابعة المستمرة للأحداث الفلكية والاطلاع على المراجع المتعلقة بهذا الخصوص وأيضاً لابد للشخص أن يكون شديد الملاحظة ويتمتع بسلامة البصر ومن الضروري جداً احتواء الأدوات اللازمة لعملية الرصد "كالتلسكوب" أو "المنظار" وأيضاً من الأفضل الانتماء إلى إحدى الجمعيات الفلكية».

  • ما هي أهم الانجازات التي حققتها في هذا المجال؟
  • ** «حصلت في عام 2001 على جائزة أفضل عشرة أعمال في معرض الباسل حيث قمت بتصنيع جهاز ليبين المدار الحقيقي للبروج ومنازل القمر، وفي عام 2003 حصلت على الميدالية البرونزية على مستوى الشرق الأوسط أيضاً في معرض الباسل لتصنيع أكبر "إسطرلاب" فلكي متحرك وذلك من خلال ولعي واهتمامي بأمور الفلك وقد تم هذا الأمر بمساعدة اتحاد شبيبة الثورة والجهاز مسجل باسمي الآن في معرض الباسل».

  • بعد أن كانت الريادة للعرب في هذا المجال عبر التاريخ كيف تقرأ هذا العلم في العالم العربي الآن؟
  • ** «عندما قامت لجنة التحكيم بتقييم جهاز "الإسطرلاب" الذي قمت بتصنيعه ذكروا لي أن هذا أول جهاز يصنع منذ عهد العالم "البتاني" أي منذ ما يقارب 1000 سنة تقريباً وهذا الشيء يعكس الهوة الكبيرة التي حدثت في هذا العلم بالنسبة للعرب بين الماضي والحاضر، فقديماً برع العرب في علم الفلك الذي لا يمكن أن ينسى اسم العالم المسلم "ابن الصوفي" أول عالم اشتغل بالفلك والذي أعاد رسم صورة الأبراج السماوية كاملة اعتماداً على مخططات "بطليموس" وكتاب "المجسطي" وحالياً يوجد في السماء أكثر من 280 نجماً بأسماء عربية موجودة في الكتب التي ألفها هذا العالم كما لا ننسى أثر الخليفة العباسي "المأمون" في تطوير علم الفلك عربياً ومع غياب الاهتمام والمهتمين بدأ هذا العلم يتراجع ويختفي تدريجياً على الساحة العربية وهو الأمر الذي نشهده الآن».

  • قراءة المستقبل من خلال الأبراج وحركة النجوم أمر يشغل بال الكثيرين من الناس فما مدى ارتباط هذه القراءة بالحقيقة؟
  • ** «إن هذا الموضوع يشغل بال المهتمين بفن التنجيم فقط وليس المهتمين بعلم الفلك لأنه لا يوجد رابط بين مثل هذه الأمور وعلم الفلك فهذه الأبراج التي نراها في السماء عبارة عن أعداد كبيرة من النجوم أبعادها متفاوتة وأعمارها مختلفة ولا يوجد رابط بينها وبين نفسية أو مستقبل أي شخص كما أنه من غير المعقول قراءة أهواء وأمزجة أو الاطلاع على مستقبل مليارات البشر من خلال 12 برجاً، وإن حصل وإن كان هناك توافق في مثل هذا النوع من التنجيم فهو من قبيل الصدفة لا أكثر».

  • ماذا عن الحياة خارج الأرض وسعي العلم وراء ذلك؟
  • ** «لقد أثبت العلم وجود حياة بدائية وأقل من جرثومية على كوكب المريخ وهذا الاكتشاف مؤكد من عام 1996 وحتى الآن لا يوجد أي دليل عن وجود حياة على كوكب آخر».

  • ما هي آخر الأعمال التي تعمل عليها؟
  • ** «حالياً أعمل على موضوع بحث بعنوان "منازل القمر" والتي تتناول بحث ودراسة حول المنازل الكثيرة للقمر وأسباب التسمية وتواريخها الحالية».

    يذكر أن السيد "وسيم أحمد الحسين" من مواليد مدينة "الشيخ مسكين" سنة 1977 حاصل على شهادة علوم سياحية دبلوم إدارة قام بتمثيل سورية بالعديد من المؤتمرات والملتقيات الخارجية وشارك بأكثر من 30 معسكراً داخل سورية كما قام بإلقاء أكثر من 35 محاضرة في جميع محافظات القطر.

    حائز على جائزة أفضل عشرة أعمال في معرض الباسل 2001.

    ميدالية برونزية على مستوى الشرق الأوسط عام 2003.

    تكريم ملكي من الأميرة "بسمة" في المملكة الأردنية الهاشمية

    ثناء من السيد رئيس مجلس الوزراء "محمد ناجي عطري" في مهرجان "بصرى" لنشاطه الفلكي.