نجح في تحقيق ما قد يراه الكثيرون مستحيلاً وصعباً عليهم، وأكد بأن أصحاب الإعاقات يتحدون المصاعب ويمتلكون بالإرادة والتصميم المقدرة على القيام بأمور يعجز عنها الأصحاء، متنوع المواهب يعزف على آلة العود وهو أشهر من عزف عليه في "درعا"،

شاعر يكتب الشعر بشقيه "النبطي والفصحى" عدا عن مواهب متعددة وكثيرة، لم ينقطع عن هواياته بل استثمرها في الحفلات والأمسيات الأدبية والشعرية، وبالرغم من كونه كفيفاً تخرج من جامعة "دمشق" قسم اللغة العربية.

الموسيقا العربية تعني لي الشيء الكثير لأنها تجعلني أتغلب على إعاقتي، إذ جاز لنا أن نسميها إعاقة، وفي الشعر أستطيع التمييز بين البيت الصحيح من المكسور لمجرد سماعه لأول مرة نتيجة العلاقة التي تربط الشعر بالموسيقا لأن الحياة التي نعيشها مبنية على الإيقاع بشكل أو بآخر، وهذا الكلام ثبته أرسطو منذ آلاف السنين، فشاركت في مجال الموسيقا والعزف على العود في العديد من المهرجانات في منظمة طلائع البعث ومنظمة الشبيبة وفي جامعة "دمشق" والأمسيات، الموسيقية والفعاليات التي تقوم بها مديرية الثقافة بـ"درعا"

فها هو ذا "حسين سلامة" الذي التقاه موقع eDaraa في 18/2/2009 حملنا معنا العديد من الأسئلة للمبدع "حسين" ليحدثنا عن حياته وهواياته المتعددة، ولنكتشف فعلاً أن الأمور التي يمارسها حقيقية مئة بالمئة وإننا أمام ما يشبه المعجزة وأمام تجربة فريدة من نوعها في المنطقة.

حسين سلامة في احدى الحفلات الفنية

في البداية تحدث "حسين" عن حياته وبداياته فقال: «بدأت إعاقتي البصرية منذ ولادتي، ورغم ذلك فقد درست في مدارس المبصرين في القرية، وكنت لا أشعر بأي اختلاف عن الذين درسوا معي من الأصحاء وأتممت دراستي الإعدادية مروراً بالثانوية، على نفس الوتيرة بمدارس المبصرين وكنت أحد المتفوقين بهذه المدارس وفزت عليهم وتخطيتهم ثم انتقلت للدراسة في جامعة دمشق قسم اللغة العربية، هناك شعرت بالفائدة التي قد يحصل عليها من هم مثلي من خلال الدراسة مع المبصرين، لأنها تجعل المكفوف ذا ثقة بنفسه أكثر من كونه يدرس مع المكفوفين، وهنا أضم صوتي للأصوات التي تنادي بدمج المعاقين في المجتمع المحلي، وهذه التجربة خضتها بدون منهجية هذا الدمج».

وعن هواياته ومشاركاته بمجال الشعر والموسيقا أشار "سلامة" قائلاً: «الموسيقا العربية تعني لي الشيء الكثير لأنها تجعلني أتغلب على إعاقتي، إذ جاز لنا أن نسميها إعاقة، وفي الشعر أستطيع التمييز بين البيت الصحيح من المكسور لمجرد سماعه لأول مرة نتيجة العلاقة التي تربط الشعر بالموسيقا لأن الحياة التي نعيشها مبنية على الإيقاع بشكل أو بآخر، وهذا الكلام ثبته أرسطو منذ آلاف السنين، فشاركت في مجال الموسيقا والعزف على العود في العديد من المهرجانات في منظمة طلائع البعث ومنظمة الشبيبة وفي جامعة "دمشق" والأمسيات، الموسيقية والفعاليات التي تقوم بها مديرية الثقافة بـ"درعا"».

سلامة أثناء الحوار

وأضاف "سلامة": «حالياً هناك مشروع لتأسيس فرقة فنية موسيقية تابعة لمديرية الثقافة سأشرف عليه وأشارك خلالها على آلة العود، والموسيقا هي اللغة الوحيدة التي يمكن أن تدخل قلب أي إنسان دون حواجز فهي تختلف عن اللغة فلا يمكن لأي شخص يرغب بتعلم اللغة الانكليزية أن يتعلمها دون الاطلاع عليها ودراستها بينما الموسيقا، ليس لها لغة أو لون أو هوية لأن الإنسان هو مزيج من الإيقاعات فالخطوة إيقاع والإشارة إيقاع حتى الكلام الرقيق إيقاع، وفي مجال الشعر شاركت أيضاً في العديد من الأمسيات الأدبية والشعرية في مدن "جباب" و"الكرك" و"درعا" و"الحارة" والعديد من مدن محافظة "درعا"».

وختم "سلامة" حديثه عن تعامل زملائه معه في الجامعة فقال: «في الجامعة لم أجد أي صعوبة بالتعامل مع الطلاب لأنه عندما يدخل المكفوف للحياة العملية تكون الحياة أيسر، إذا كان يدرس ويعايش المبصرين منها من دراسته بمدراس المكفوفين، حيث احتكاكه المباشر مع المبصرين، ومن خلال صداقتي مع بعض المكفوفين الذين يدرسون في مدارس المكفوفين وجدت إنهم يجدون صعوبة في التعامل مع الآخرين، لأنهم بطريقة أو بأخرى تطبعوا بطبع المكفوفين وهذا يجعل من الإنسان انطوائياً على ذاته، لأنه يتثقف من ثقافة واحدة تضع حاجزاً بينه وبين المجتمع، درست أربع سنوات في الجامعة لم أجد صعوبة خلالها بالتعاون مع الآخرين لأنني كنت مسبقاً مهيأً لهذا الأمر».

سلامة ومرافقه الدائم مؤيد العواد

وأخيراً بقي أن نشير بأن "حسين سلامة" مواليد بلدة "جباب" عام 1971 وحالياً يدرس في معهد التمريض والقبالة بـ"درعا" اللغة العربية وهو متزوج ولديه طفلان "شهد" و"ياسر".