«لأن الأيام والسنين علمتني ورسخت لدي كامل القناعة بألا انتظر مساعدة من احد وألا ألقي بمسؤولية تربية الأبناء على أي كان، فقد قررت أن اعمل بإرادة قوية.
وفي ظل الظروف الصعبة التي وجدت فيها نفسي، قررت العمل بكل ما من شأنه تحقيق وجودي الاجتماعي وتأمين حياة كريمة لي ولأولادي».
هذا ما ذكرته السيدة "هالة الزعبي" لفريق eDaraa الذي التقاها بتاريخ /8/2/2009/ لتروي لنا قصة نجاحها وقد تحدت ظروفها وحققت ذاتها وربت أولادها.
* من "هالة الزعبي"؟
** انا من بلدة "اليادودة" واسكن حالياً في مدينة "درعا" وابلغ من العمر السادسة والأربعين، تزوجت باكراً وأنجبت ستة أولاد بين صبية وبنات منهم حالياً الجامعي ومنهم خريج المعهد المتوسط ومن هو في المرحلة الثانوية والإعدادية.
** دون أدنى شك العمل باب رزق لتأمين العيش الكريم فقد طرقت أبوابه بعد أن شاء القدر أن أكمل مشواري وحدي، استأجرت في البداية شقة في مدينة "درعا" وعملت في حياكة وخياطة الالبسة لعدد من المشاغل والمحلات التجارية ومن ثم اتجهت للعمل في خبز المعجنات من خبز "حوراني" أو خبز القالب واللزاقيات والفطائر، وبمساعدة أولادي من خلال مخبز منزلي يشمل فرناً كبير الحجم وصاج الخبز "الحوراني" الشعبي.
أقوم يومياً بخبز كميات كبيرة وتوزيعها وفقاً لطلبات الزبائن واعمل اضافة للخبز الشعبي او "الحوراني" المأكولات الشعبية حسب الطلبات وعلى الأخص في الأفراح والمناسبات وفي الأعياد وغيرها. أيضا أقوم بإعداد مونه المنزل من الجبن العربي واللبن والزيتون والمخللات وغيرها.
** من خلال التعامل مع التجار الذين يقومون بإيصال كميات الدقيق إلى منزلي وكذلك بائعي الحليب.
** هو اثر ايجابي دون ادنى شك حققت من خلاله وجودي الاجتماعي وأمنت حياة كريمة لأولادي علمتهم معنى الاعتماد على الذات والإصرار واتخاذ القرار والانطلاق نحو العمل وتكوين قناعة بأن قيمة الإنسان وقدره بعمله وجهده، ومن ثم الإقدام على تحمل المسؤولية التي أرى أن الكثير من الأمهات ترفض تحملها فتبقى في إطار حياة لا تحقق على الغالب وجودهن الاجتماعي وتحد من طموحهن وتطلعهن لخطو أية خطوة جديدة في حياتهن.