في حين يسعى العالم للحفاظ على هويته الثقافية التراثية، تعمل سورية من خلال المهرة والصناع على إعادة تصنيع التراث وتقديمه هدية لجيل الحاضر.

سليم عساف شاب من مدينة درعا استهوته ومنذ الطفولة حرفة تصنيع الشرقيات، فعمل على تقديمها بما يحفظ لها أصالة الماضي ويضفي عليها نكهة الحاضر. بدأ سليم الاحتراف في صنعته قبل نحو خمسة أعوام وقد اكتسب خبرته على مدى عشرة أعوام ، حيث استعان بالمهرة والصناع خلال سفره وتجواله في عدة دول منها مصر والأردن ولبنان ودبي، والفضل الكبير يعود لمهرة وصناع سورية.

وحول تجربته في صناعة الشرقيات يحدثنا سليم: إرث الأجيال ترك في نفسي طابعاً خاصاً، وعلمني احترام وتقدير نتاجهم على مر العصور، فكان مني أن عملت بهذه المهنة التي تحتاج إلى حرفية ومهنية عالية، وفي عملي أقوم بإعادة ترميم الفضيات القديمة التي أحصل عليها بطريق الشراء وأدخل عليها تصاميم حديثة مع حفظ القالب القديم لها، وأحرص على الاستفادة من الزبائن من خلال تقليد قطعهم إذا كانت فريدة، أصنع الصواني الفضية القديمة وخيول فضية، أطقم إكسسوارات نسائية، مرشات عطور نسائية قديمة ولدي أحجار كريمة بكامل أنواعها{كهرمان- ياقوت- عقيق بجميع أنواعه}.

يتقن السيد سليم تصنيع المسابح الفضية المطعمة بحجر اليسر المكتوب على حباتها أسماء الله الحسنى. وتتلخص طريقة تصنيعه لقطع الفضيات والشرقيات (إذا كانت قطعة إكسسوار مثلاً) بالقيام برسم الشكل المطلوب من قبل السيدة على قطعة فضية مربعة مثلاً بمقاس 8سم×8سم، ثم يقوم بنشر الشكل المطلوب حسب قالب الحجر مع التنظيف ونقش شكل معين، ثم إضافة حلقات لتكوين سلسلة، ويمكن طلاء القطعة بلون ذهبي أو فضي أو ذهب أبيض أو لون بلاتيني.

ويعتزم السيد سليم حالياً تجهيز ورشة تصنيع كاملة بأيدي عاملة، قام بتدريبها إضافة إلى أيدي خبيرة استحضرها في سبيل الحفاظ على روح هذه المهنة التي يحرص خلالها على إبراز ملامح شرقيات بلاد الشام.