يقال في الأمثال: "إلي ما لو كبير ما لو تدبير"، ويرمز وجود كبار السن في حياتنا إلى البركة والخير والحكمة، وهو يبعث على الأنس ويقوي صلة الرحم فيما بين أهل البيت في مجتمعاتنا الشرقية.

السيدة صبحه الفالوجي /أم محمد/ معمرة من مدينة درعا، تجاوزت العقود العشرة، وهي ماتزال تلقي بظلالها على أولادها وأحفادها الذين قارب عددهم المئة وهي ترى فيهم ربيع عمرها.

تتمتع السيدة صبحة بصحة وذاكرة جيدة حيث تحدثنا بكثير من الشوق إلى الماضي الجميل والأيام الراحلة عن مسيرة عمرها وبساطة تلك الأيام.

اسمي صبحة الفالوجي وعمري أكثر من مئة عام، وقد قضيت سني العمر بحلوها ومرها. تزوجت مرة واحدة وعندي ثلاثة أولاد وابنتين. وأذكر أن زوجي المرحوم رزق الأصفر بعد أن تقدم لخطبتي سافر للعمل في حيفا حتى استطاع أن يقدم لي المهر، وبعد زواجي كنت أساعده بكل الأعمال من زراعة وفلاحة وتربية أغنام وأبقار، بالإضافة إلى أعمال البيت.

كان زوجي يعمل ببناء المنازل وفي تلك الأيام نقلنا أنا وزوجي حجارة بيتنا الأول على الجمال. وفي شريط العمر حيث يطيب للذاكرة استرجاع أيام الصبا، حيث تسترجع السيدة صبحة الأيام الجميلة حين كانت تجتمع مع صديقاتها وعلى الأخص في وقت الحصاد ويرددن أغاني وأهازيج الجذل والأمل ومن تلك الأغاني:

|يا يما حمر خدوده رمان وعنب مدلى

يا يما قلبي غدا قلبين واتفرقن كيف أنا أساوي

لا تزرع زرع ما بين الدروب ولا تعاشر أم الثمن قلوب

يا فلان يا ورد البستان منبتوك بورد الجبال

وحياة مين خضر الوديان والبعد ما يرخص الغالي

تعيش السيدة صبحة حالياً في بيت ابنها الأكبر أبو خالد الذي يأمل من الله أن يبقي عليها صحتها وعافيتها.