من جامعة دمشق نهلت رحيق النجاح الأول إلى بلاد الغربة رحلت، لتخط بسطور نجاحها وليلمع نجمها هناك، ومن ثم إلى أرض الوطن عادت تحتضن الآلام تحولها إلى آمالٍ محققة في الشفاء، واستطاعت برشاقة جسدها وخفة روحها وقوة إرادتها أن تتغلب على صعوبة العمل والقوة العضلية للرجال.

جمانة أبازيد أخصائية الطب الفيزيائي وإعادة تأهيل الأمراض العصبية والمفصلية والعظمية، تحدثنا عن نشأة الطب الفيزيائي وأهميته ومجالاته وتنسج قصة نجاحها:

إن اختصاص الطب الفيزيائي حديث نشأ بعد الحرب العالمية الثانية نتيجةً لإعاقات وتشوهات الحرب، وبالنسبة لي أبحث دائماًَ عن التميز والجديد فرغم اعتماد هذا الاختصاص على القوة العضلية أردت الخوض في مجاله.

تخرجت الدفعة الأولى في سورية في هذا المجال عام 1998 وانأ تخرجت عام 2000، وعملت لمدة عامين في مشفى ابن النفيس ثم سافرت إلى السعودية لأعمل في مشفى (أبها) الخاص وهناك اكتسبت خبرة واسعة، أستطيع أن ألخص سر النجاح ببث الأمل والعلاقة الحميمة مع المرضى، ولا بد لي هنا من الإشارة إلى مجالات الطب الفيزيائي واختصاصاته.

وتتابع الدكتورة جمانة: قررت العودة إلى أرض الوطن حيث مسقط رأسي محافظة درعا، كوني أعرف مدى حاجة المحافظة إلى طبيبة مختصة في هذا المجال، وبالفعل وجدت نفسي أحقق النجاح من خلال الكثير من حالات الشفاء بعد الجلسات المتكررة والصداقة التي نشأت مع المرضى رغم الصعوبات التي واجهتني حين عد ت قبل عام، ورغم أن هذا العمل يتطلب مني قوة وجهد عضلي لاسيما في معالجة الرجال لكني أجد فيه المتعة.

يعمل على إعادة تأهيل الكثير من الأمراض العظمية والعصبية والمفصلية تتابع الدكتورة جمانة تعريفها بخصوصيات هذا الطب الوليد: مثل أمراض العمود الفقري الرقبي والقطني كالانزلاقات الغضروفية، وهو ضروري جداً بعد العمليات العظمية وخصوصاً يبوسة المفاصل بعد التثبيت لفترة طويلة

حالات الشلل بأنواعه المختلفة مثل الشلل النصفي والشلل السفلي وإصابات الأعصاب بشكل عام، ويدخل في تأهيل الكثير من إصابات العمل مثل رضوض اليد وانقطاع الأوتار والكسور وإعادة تأهيل الطرف بعد بتره.

أمراض المفاصل ويجب أن لا ننس الدور الكبير للعلاج الطبيعي في معالجة وإعادة تأهيل الحروق، حيث يساهم في تسريع شفاء الحروق وفي الوقاية من الإنتان.

والجدير بالذكر أن الكثير من الناس يعتقد أن العلاج الطبيعي هو المساج وطبعاً هي فكرة خاطئة فهو علمُ يستخدم فيه مختلف الوسائط الحرارية والكهربائية.

وفي واحدةٍ من محطات نجاحها أوفدت الطبيبة إلى إيران ولبنان والأردن كطبيبة منتخبات أنثوية لتثبت تمييزها.