عام كان كافياً لكي يتعلم العم عبد الفتاح خالد المعلم الشهير بأبي ربيع كل أسرار وخفايا علم الساعات بل ويتقنه ويصبح واحداً من خبراء تصليح الساعات بمحافظة درعا.

جاء من مدينة داعل إلى درعا واستقر فيها قاصداً الرزق وقد تعلم هذه المصلحة من والده المرحوم لكنه أضاف إليها الكثير من المعرفة والخبرات الحديثة.

موقع eSyria انتقل لمحل العم أبو ربيع المحبوب من الجوار وكانت الوقفة الوجدانية التالية التي بدأها بإيراد أن الأمانة والقناعة هي الأساس في النجاح مضافاً إليها العمل الجاد والتعامل المحترم.

ويتابع العم أبو ربيع الذي يضيف زبائنه قبل أي شيء فنجاناً لذيذاً من القهوة المرة: أتاحت لي هذه المهنة التعرف على الكثير من الشرائح الاجتماعية المتعددة كذلك الشخصيات المرموقة والمتوسطة في مجتمعنا، وتعلمت منها محبة الناس والإخلاص لمهنتي.

إن أبواب الغش والكسب غير الشرعي متاحة بقوة في مهنتنا لكن الله وأحمده باستمرار بعث في قلبي القناعة وعدم خداع زبوني وأتأسف كثيراً لبعض أصحاب هذه المهنة من الذين يغشون زبائنهم خاصةً في الساعات ذات النوعيات الممتازة حيث يقومون باستبدال بعض القطع الحساسة بأخرى من نوعيات رديئة وأطلب من الله أن يصلح سلوكهم.

من القصص الطريفة يورد أبو ربيع: أنه في أحد الأيام دخل رجل إلى المحل وبقيت زوجته بانتظاره خارج المحل وقد طلب مني أن أصلح ساعته، وفعلاً بدلت له البطارية فقط بمبلغ 50 ليرة سورية. فقال لزوجته: أعطني خمسين ليرة فأجابته لأن تحلم أن أعطيك ليرة واحدة وسأحاسبك عند رجوعنا للبيت ما أوقع الرجل بحالة كبيرة من الخجل. فتدخلت وقلت لها: لو سمحتي أن تقبلي مني البطارية كهدية ولا أريد أجرها. فقالت لا فدفعت المبلغ ونظرت إلى زوجها متوعدةً إياه بحسابٍ عسير عند الرجوع للبيت، وكانت هذه من أغرب وأطرف الحالات التي حصلت معي.

وأحب العم أبو ربيع أن يختم حديثه بعد أن رحب بوجودنا ترحيباً كبيراً وقال هذه الحكمة: (ليس من العيب أن تصعد ببطؤ ولكن من العيب أن تسقط بسرعة).