ثار بريشته على المدرسة الكلاسيكية للحرف، وأخرجه من قوقعته ليصبح هيكلاً، أو منحوتة، أو وشاحاً يومض في فضاء اللون، وبرز ذلك من خلال لوحاته التي نالت الجوائز الأولى في مشاركاته الداخلية والخارجية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 2 أيار 2019، الفنان "جلال محارب" ليحدثنا عن طفولته ودراسته قائلاً: «ولدت في قرية "موتين" الصغيرة في ريف "درعا"، ضمن أسرة ثقافية تحب العلم والفنون، وكان أبي متطوعاً في الجيش العربي السوري، وشارك في حربي الـ67 وتشرين التحريرية، وهو المزارع الذي يعشق الأرض. عشقت الفن منذ طفولتي، وبمساعدة مدرّسي الفنون أصبحت أكثر حباً وتعلقاً بالرسم والخط العربي، وأكملت دراستي في معهد الفنون التطبيقية في "دمشق"؛ لأنه يحقق لي طموحي في اختصاص الفنون الإسلامية والخط العربي والتذهيب والزخرفة، وتخرجت عام 1996، وبما أنني كنت الأول وبدرجة امتياز على دفعتي عيّنت مدرّساً في معهد الفنون التطبيقية قسم الخط العربي والتذهيب والزخرفة، إضافة إلى عملي في قسم التصميم كرسام محترف في شركة سورية كبيرة لمدة سنتين، ثم انتقلت للعمل في شركة عالمية كرسام مصمم محترف».

هو من أبرز الأسماء السورية المعاصرة في مجال الخط العربي بأنواعه كافة، فنان متألق يتميز بالتمكن القاعدي بالخطوط العربية، ورجل أكاديمي يتمكن في ضبط القواعد ونسبها في الثلث والديواني والنسخ والرقعة، إضافة إلى ذلك يتميز برؤيته التشكيلية المعاصرة، متجدد وله لوحات وتجارب رائعة في الحرفيات المعاصرة من خلال أعمال نفذها كحرفيات فقط، وليست نصوصاً معينة وفق القواعد القديمة، وما تعارف عليه الخطاطون القدماء، لكن برؤية فنية معاصرة مع إدخال لعبة اللون، وتداخل الحروف والهرمونية الجمالية الممتعة والجذابة، إضافة إلى أنه متمكن بالخط العربي لكونه تشكيلياً، وله محاولات شعرية باللغة المحكية، فهو فنان شامل وذو أخلاق عالية، متفانٍ في عمله حدّ إنكار الذات

ويتابع عن إنتاجه ومشاركاته قائلاً: «أنتجت لوحات كثيرة على الصعيد الشخصي، وبدأت منذ تخرجي عام 1996، ومشاركاتي كثيرة في المعارض السنوية للخط العربي، وكانت تحصد الجوائز الأولى، وكنت عضواً في لجان التحكيم معرض الخط العربي على مستوى الجمهورية على مدار أربع سنوات. بينما كانت مشاركاتي الدولية مع معهد الفنون التطبيقية في "تركيا"، و"إسبانيا"، و"إيران"، و"الجزائر"، و"السعودية"، و"الإمارات". سافرت إلى "الإمارات" بقصد العمل عام 2015، فقدم لي مركز "الشارقة" للفنون عقد عمل للتدريس كمدرّس احترافي في مجال الخط العربي والتشكيل واللوحة الحروفية، وكانت مشاركاتي هناك كثيرة جداً، في مهرجان "الفنون الإسلامية الدولي"، وملتقى "الشارقة" العالمي للفنون الإسلامية والخط العربي، وفي "بنيال الشارقة" العالمي للفنون، وقد حصلت على الجائزة الأولى في أكبر مسابقة للوحة تشكيلية حروفية التي أقيمت في أعلى مستوى لدولة "الإمارات العربية". ومنذ تدريسي بمعهد الفنون التطبيقية في "دمشق"، قدمت طرحاً جديداً لفن الخط العربي تشكيلياً وإخراجه من طابعه الكلاسيكي الصغير إلى فضاء اللون الكبير، والانتقال به ليناسب الرؤى الجديدة للعقل البشري، والعمل على إدخاله في مجال الديكور الداخلي والخارجي، وإدراجه كعنصر أساسي في فن العمارة كمنحوتات خطية كبيرة في الساحات العامة؛ لتحمل طابعنا الشرقي، وتعزز من وجود حضارتنا التي بتنا نشهد تراجعاً في أشكالها الفنية والتشكيلية».

لوحة بعنوان "سورية يا حبيبتي" في معرض الخط العربي

ويتحدث الفنان "أشرف حقي" عن تجربة الفنان "جلال"، قائلاً: «عرفت الفنان "محارب" عندما كنا نعمل في مؤسسة عالمية لبطاقات الأفراح والمناسبات، كان يعمل كخطاط محترف يجيد التعامل مع الخط العربي بكل أشكاله وتفريعاته، ولم يكتفِ بهذا النوع الراقي من الفنون، بل رأيت فيه ولع الفنان والمصمم المتميز بكل ما يتعلق بفن التصميم والإخراج اللوني المتميز لكل فكرة جديدة وخلاقة، وهو مبدع بفن اللوحة التشكيلية، وقد طوع الخط العربي ليتماشى مع الفن الحديث بمزج رائع وانسجام يبهج العين الناظرة.

مدرّس متفانٍ في تعليم تلاميذه، ومرشد لأسرار وخفايا اللغة البصرية، ولم يبخل بشيء عليهم، وخرّج دفعات متميزة من الطلبة، وله الفضل بجدارتهم وتفردهم فيما بعد، إنه يبهرني بإبداعاته وتفرده وابتكاراته لأساليب وطرائق جديدة للارتقاء بفن الخط العربي وتقديمه كعنصر تشكيلي وزخرفي بانسجام واحتراف قل نظيره في الساحة الفنية».

في مسابقة الدار لفن الخط العربي واللوحة التشكيلية في أبو ظبي 2016

الخطاط "عدنان الشيخ عثمان" يحدثنا عن تجربة "محارب" الفنية في مجال الخط العربي قائلاً: «هو من أبرز الأسماء السورية المعاصرة في مجال الخط العربي بأنواعه كافة، فنان متألق يتميز بالتمكن القاعدي بالخطوط العربية، ورجل أكاديمي يتمكن في ضبط القواعد ونسبها في الثلث والديواني والنسخ والرقعة، إضافة إلى ذلك يتميز برؤيته التشكيلية المعاصرة، متجدد وله لوحات وتجارب رائعة في الحرفيات المعاصرة من خلال أعمال نفذها كحرفيات فقط، وليست نصوصاً معينة وفق القواعد القديمة، وما تعارف عليه الخطاطون القدماء، لكن برؤية فنية معاصرة مع إدخال لعبة اللون، وتداخل الحروف والهرمونية الجمالية الممتعة والجذابة، إضافة إلى أنه متمكن بالخط العربي لكونه تشكيلياً، وله محاولات شعرية باللغة المحكية، فهو فنان شامل وذو أخلاق عالية، متفانٍ في عمله حدّ إنكار الذات».

يذكر، أن الفنان "جلال محارب" من مواليد ريف "درعا"، عام 1973، مقيم في "الإمارات".

في مهرجان طهران للفنون الإسلامية، قسم الفن التشكيلي 2017