«أفتقد كثيراً إلى جلسات المضافة في "حوران " والقهوة المرة، وهذا ما افتقده في الغربة من حميمة العلاقات وصدق المحبة والعلاقات الاجتماعية التي تتميز بها بلادنا وتكاد تختفي في أوروبا».

كلمات بدأها لموقع eDaraa في 30/4/2009 المغترب في ألمانيا وفرنسا الدكتور "علي محسن المقداد" وأضاف: «أنا من مواليد مدينة "بصرى الشام" عام 1954 درست في المرحلة الأولى الابتدائية والإعدادية في "بصرى"، وكنت الأول في الثانوية على مستوى محافظة "درعا" عام 1972، درست الطب بجامعة "دمشق" وتخرجت عام 1978، وسافرت بعدها إلى فرنسا لأكمل اختصاصي، فقضيت فيها 10 أعوام دراسة، بعدها سافرت للعمل في السعودية وبقيت حوالي السنتين ثم عدت إلى أوروبا، واستقريت في ألمانيا حيث أعمل في عيادتي الخاصة منذ عام 1995 واتقنَ خمس لغات أوروبية».

أنا من مواليد مدينة "بصرى الشام" عام 1954 درست في المرحلة الأولى الابتدائية والإعدادية في "بصرى"، وكنت الأول في الثانوية على مستوى محافظة "درعا" عام 1972، درست الطب بجامعة "دمشق" وتخرجت عام 1978، وسافرت بعدها إلى فرنسا لأكمل اختصاصي، فقضيت فيها 10 أعوام دراسة، بعدها سافرت للعمل في السعودية وبقيت حوالي السنتين ثم عدت إلى أوروبا، واستقريت في ألمانيا حيث أعمل في عيادتي الخاصة منذ عام 1995 واتقنَ خمس لغات أوروبية

وفي معرض حديثه عن حنينه لبلده يقول الدكتور "المقداد": «أكثر ما كنت أشعر به وهو ما دفعني للعودة لبلدي، وكوني ابن أسرة فلاحة أشتاق وأحن على تراب بلادي، ففي ألمانيا أنشأت حديقة في منزلي تبلغ 3000 متر مربع، ومازالت بذاكرتي نص في الصف الثامن وهو إعراب ما تحته خط حيث كانت الجملة "إن الغريب معذباً"، فأدركت معنى عذاب الغريب ففي ساعات الصفاء والهدوء بعد العمل تمر بخاطري ذكريات الطفولة والشباب، وتشدني إلى بلادي ذكريات الجلسات مع الأصدقاء، وخاصة الدكتور "خالد عبد الرحمن" والدكتور "زياد أبو الزرد"، حيث كنا نشارك الأفراح والأحزان وصعوبات الدراسة والسكن».

الجلسات المحببة للدكتور علي

وعن رأيه بالواقع الصحي بالمحافظة بعد عودته يقول المغترب الدكتور "علي المقداد": «الواقع الصحي في تغير بشكل كبير، مثلاً افتتاح مشفى "بصرى" كان مفاجأة لي بالتجهيزات الحديثة وطاقم الأطباء والتمريض، وكذلك لفت انتباهي حملات التلقيح المجانية في المدارس والروضات والبيوت، والتي لا يوجد لها مثيل في أوروبا، والتي تحمّل المواطن الأوروبي أعباء مادية كبيرة مقارنة بمجانيتها في سورية، ولفت نظري بعد 15 عاماً من عودتي إلى سورية التطور الكبير في الزراعة، وكثافة الأشجار المثمرة والحراجية في "درعا" و"السويداء"، واستخدام التجهيزات الحديثة في الري والأسمدة التي تضاهي الدول الأوروبية، وكذلك التطور في شبكات الطرق واختصار الزمن للانتقال بين المدن، وزيادة في عدد السياح في "درعا" وخصوصاً "بصرى"، والذي كان قليلاً من قبل وزيادة في عدد المدارس والتعليم الإلزامي حتى الصف الثالث الإعدادي».

ويختم الدكتور "المقداد" حديثه بالقول: «إن محبة الجميع من حولي في ألمانيا وانتقادهم لعاداتي في مساعدة الجميع طبياً أو اجتماعياً، شكل من حولي مجموعة من العلاقات والصداقات المميزة، التي تخفف من صعوبة الاغتراب والتي كانت مثار إعجاب الألمان، والتي أردها إلى التربية البيئية في بلادي، والشعب الألماني ينظر بعين الاحترام والتقدير والإعجاب إلى الإنسان السوري، بسبب ذكائه ونشاطه ونجاحه، وهناك عدد كبير من الأطباء والمهندسين السوريين يشكلون نسبة كبيرة من الأجانب في ألمانيا، وأنا في المغترب كانت روحي في سورية فكل حدث حول سورية نتابعه بشكل كبير، ونهتم لكل القضايا صغيرة أو كبيرة ولا أستطيع أن أصف فرحتي بموسم الأمطار بعد السنين العجاف».

الدكتور علي المقداد