«أعجبني صوت مغنية "صينية" كانت تغني بلغتها، لما له حس شرقي قريب جداً من الغناء العربي فقررت ضمها للفريق الذي يعمل معي، ولم تكن تتقن إلا اللغة الصينية، ولأن زوجها يتكلم "الإنكليزية" فقد تعاملت معه للوصول إلى الطريقة التي يمكن أن تغني فيها بالعربية فأجابني بالمستحيل، ولكنني أصريت على تعليمها العربية فبدأت أعطيها بعض أغاني "فيروز"

مسجلة على كاسيت وبدأت تكتبها باللغة الصينية وتحفظ طريقة نطقها شيئاً فشيئاً حتى صار عندها القوة أن ترافق الفرقة الموسيقية في تقديم أغنية واحدة كل أسبوع وبشكل جميل لتصبح بعد عام أحسن مؤدية في الفريق وأجمل من المؤديات العربيات فانتشرت انتشاراً كبيراً بين الجاليات العربية وأصبحت تملك حساً عربياً جميلاً جداً بالغناء». هذا ما تحدث به الفنان "موسى خضر" عندما التقاه موقع eDaraa في منزله في "درعا" بتاريخ 1/3/2009 وذلك بعد عودته إلى أرض الوطن بعد غياب دام أكثر من عشرين عاماً قضاها في الاغتراب ما بين "تايلاند" و"الصين" يغني للجاليات العربية هناك حيث تحدث لنا عن بدايته في الوطن قبل الاغتراب فقال: «مازلت أرنو وأشتاق لحكايات جدتي وها أنا أردد أغانيها في كل مكان أغني فيه خارج الوطن»،

مازلت أرنو وأشتاق لحكايات جدتي وها أنا أردد أغانيها في كل مكان أغني فيه خارج الوطن

وتابع: «أفتخر أنني سوري فأنا من مواليد 1955 سكان مدينة "درعا" خريج معهد دار المعلمين الذي من خلاله كنت أمارس المواهب الفنية المتعددة الجوانب من خلال التمثيل والكتابة المسرحية والإخراج المسرحي والتلحين بالإضافة للموهبة الأولى عندي وهي الغناء حيث شاركت في عدة مهرجانات للهواة والمسرح العمالي في "دمشق" فكانت البداية من خلال مهرجان "حمص" المسرحي على مسرح "الزهراء" في مسرحية "عصمت بك" ومسرحية "المحاصرون" في مهرجان "حلب" على مسرح "الجامعة" ومسرحية "لعبة التاجر" في مهرجان المسرح العمالي في "دمشق" هذا على صعيد المسرح أما على صعيد الغناء فجاءت مشاركتي من خلال الغناء السياسي بمهرجان "دمشق" والمهرجان العربي للأغنية السياسية بعدة أغانٍ أذكر منها "لن نركع" و"الأرض" و"الحجارة" وجميعها من ألحاني وفي عام 1989 بدأت عندي رحلة الاغتراب»

موسى خضر في شوارع تايلاند

وفي سؤال عن السبب الأساسي في الاغتراب قال: «لا أخفيك سراً أن السبب هو كلاسيكي وغير مقنع وهو التفكير بالشهرة والانتشار السريع عربياً وعالمياً فالبداية كانت في الخليج العربي كمطرب شعبي أغني في الأعراس والملاهي الليلية عندما جاءت الفرصة للانطلاق في رحلة أوسع في الشرق الأوسط فكانت البداية في "تايلاند" كمطرب أغني اللون العراقي للجاليات العربية هناك واستمرت الرحلة متواصلة لمدة 15 عاماً غنيت فيها من أغاني الوطن وألحانه أذكر فيها الجاليات العربية بالحس العربي والروح العربية في الغناء لأشد الرحال إلى بلد شرقي آخر وهو "الصين" حيث بدأت شهرتي بالانطلاق أكثر بين الجاليات العربية هناك وأصبح لدي مطعم خاص أوجدت داخله مسرحاً كبيراً للغناء العربي وبجميع الألوان وأنا الآن بصدد إنجاز تخت شرقي عربي حصرياً مؤلف من أكثر 30 عازفاً وفرقة كورال تغني الموشحات العربية والقدود الحلبية ونصف المؤدين هم صينيون ويحاولون تعلم اللغة العربية حباً بالغناء العربي وأصالته».

ويضيف قائلاً: «أنا أحمل رسالتي العربية معي أين ما كنت وأفتخر أنني عربي سوري وأن المسافات البعيدة ليست إلا عامل إيجابي يربطنا بالوطن وصدقوني لا يعرف الإنسان قيمة الوطن حتى يذوق مرارة الغربة فكثيرا ما نجلس من جميع الجنسيات العربية "السوري" و"المغربي" و"الخليجي" لنبكي كلما مرت على ذاكرتنا الأيام والليالي الملأى بالعاطفة والحب بين أحضان الأحبة والخلان هنا والكل يفكر بالعودة والاستقرار في وطنه بين أهله وذويه»

في الصين