بمخزون فكري هائل نجم عن قراءة الآلاف من الكتب وبأسلوب سهل بسيط يتماشى ومتطلبات الإقناع يخوض غمار الكتابة التي يحاول من خلالها وضع الحقيقة صرفة جلية أمام أعين الباحثين عنها في كثير من القضايا التي تم تزويرها خدمة لمصالح المنتفعين في هذا العالم على حساب الشعوب المقهورة التي ما تزال تعاني تبعات الصراع ضد الظلم والقهر منذ أقدم العصور،
من أجل ذلك وانتصاراً للحق وبحثاً عن العدالة الاجتماعية طرق باب الكتابة وكان ذلك في مرحلة عمرية غالباً ما تنتهي بصاحبها على مقاعد المقاهي وأمام طاولات النرد "مرحلة التقاعد"، إنه الباحث والمؤلف "أحمد حسن الفقرة" والذي التقاه موقع eDaraa بتاريخ 9\5\2009 فكان الحوار التالي:
** في العالم الجديد كان المنهج العام هو الحديث عن أسباب إفشال التجربة الاشتراكية، وقد جاء الكتاب ليبين أن هذا الشيء لم يكن إلا مرحلياً وإن الهزيمة كانت في شوط من اللعبة الطبقية، ومن ثم يبين الكتاب أن المستقبل للاشتراكية التي ستنتصر وستهزم الامبريالية في الأشواط القادمة والتي ستحمل البشرى للشعوب المستغلة في هذا العالم، وكذلك يتحدث الكتاب عن إسرائيل التي تعتبر جزءاً أساسياً من المشروع الامبريالي الذي جاء بمفهوم "الشرق أوسطية" والمخططات التي ستكون إسرائيل بناءً عليها في مركز قيادة هذا العالم، وأيضاً يكشف الكتاب النقاب عن الصراع الطبقي في العملية التاريخية وكيف استطاع "البلاشفة" في روسيا القيصرية الإطاحة بالقيصر وإقامة الاتحاد السوفييتي الذي كان سنداً قوياً لكل حركات التحرر الوطني ولكل الشعوب الضعيفة وبسبب وجوده كانت أضعف دولة تستطيع أن تتحدث ويكون لها رأي في مجلس الأمن.
** من أبرز الأسباب هو أن هذه البرجوازية لم تمتلك جذوراً تاريخية فالعرب عندما خرجوا من جزيرتهم في القرن السابع تشكل لديهم الإقطاع القبلي ومن ثم ومن خلال وجودهم في البلدان المفتوحة وشراء الأراضي من هذه البلدان تشكل إقطاع طبقي في الدولة الحديثة التي حوربت فيها العلوم والفلسفة وعلى رأسها العلوم الطبيعية، هذه العلوم أسهمت في تشكل الطبقة الوسطى في المجتمع وبسبب ضعف هذه الطبقة نتيجة محاربة أصحاب المصالح لها لم تتهيأ الظروف لنشوء برجوازية عربية تاريخية كالبرجوازية الغربية، هذا الوضع بدأ مع الدولة الأموية وانتقل إلى الدولة العباسية وبعد سقوط "بغداد" وسيطرة الأتراك على العالم العربي وقعت البرجوازية العربية "الكسيحة" تحت حكم برجوازية هي أشد فتكاً آنذاك "البورجوازية العثمانية" ومما زاد الطين بلة أن البرجوازية الغربية أصبحت من القوى بحيث منعت وسائل الإنتاج عن العالم الثالث ومن ضمنه العالم العربي، بهذا الشكل نشأت برجوازية عربية كسيحة تابعة للبرجوازية الغربية وقد أسهمت بحكم هذه التبعية في صعود المشروع الصهيوني وولادة إسرائيل والدليل على ذلك موقف هذه البرجوازية "الكسيحة" من الإحداث على جنين وغزة.
** في العملية التاريخية كان عمود التاريخ والمحرك له هو الصراع الطبقي والذي هو صراع اقتصادي بين مستغلين ومستغلين في ذات الوقت، وما دام الأمر كذلك فإن الحرية كثيراً ما كانت مقيدة خلال مراحل الصراع وقد تبين لي أن أزهى فترات الديمقراطية مورست في "المشاعية" البدائية حيث كان الناس متعاونين ومتضامنين يجوعون معاً ويشبعون معاً، فالكل من أجل الفرد والفرد من أجل الكل، وكانت هناك اشتراكية في ملكية وسائل الإنتاج ولكن وبعد ظهور الملكية الخاصة ظهرت الديكتاتورية من قبل مالكي وسائل الإنتاج ففي ظل العبودية أعدم "سقراط" لأنه قال رأياً مخالفاً للسلطة آنذاك وفي المجتمع الإقطاعي قتل وأعدم الكثيرون وكذلك في ظل البرجوازية والملاحظ الآن الترويج للديمقراطية الأمريكية وإن أمريكا هي بلد الديمقراطية، وهذا غير صحيح فهذا البلد يتناوب على قيادة رأس المال، فيه حزبان "الجمهوري" و"الديمقراطي" ولا يمكن لأي كان من خارجهما أن يترأس أو يكون ذا رأي في الولايات المتحدة، وكذلك فإن الإعلام أو "الميديا" في هذا البلد هي بيد السلطة والشركات الاحتكارية ولذلك قامت المخابرات الأمريكية بأمر من شركات السلاح بقتل "جون كنيدي" لإبرامه اتفاقاً مع الاتحاد السوفيتي يحد من انتشار الأسلحة، بعد كل هذا عن أي ديمقراطية يتحدثون؟.
** كانت ثورة أكتوبر عام 1917 هي الحدث الأبرز والتي غيرت مسار العملية التاريخية أي وضعت هذا المسار في الطريق الصحيح حيث ظهرت حركات التحرر والدول المستقلة في العالم الثالث ولجمت سطوة الولايات المتحدة على الشعوب.
أما الحدث الثاني فهو انهيار الاتحاد السوفيتي وعودة البشرية إلى شريعة الغاب بقيادة الامبريالية الأمريكية والمثل الأبرز على ذلك تدمير العراق وكل هذه السرقة لثروات الشعوب تلبية لشهوة رأس المال في التراكم.
** سيصدر قريباً جداً كتاب بعنوان "أضواء على القرن الحادي والعشرين" وهذا الكتاب يفند أقوال الكاتب "بول كنيدي" في كتابه "الإعداد للقرن الواحد والعشرين" الذي يرى فيه أن الفقر والتلوث البيئي والحروب هي نتيجة الانفجار السكاني فجاء كتابي ليقول بأن هذه الأشياء هي من إفرازات الرأسمالية التي يحاول "كنيدي" أن يعتم عليها.
كما أنني الآن بصدد الإعداد لكتاب آخر وهو بعنوان "التوراة واليهود في أرشيف التاريخ/ إسرائيل حمل كاذب في إيكو التاريخ".
يذكر أن الباحث والمؤلف "أحمد حسن الفقرة" من مواليد مدينة "داعل" سنة 1937 حاصل على شهادة الثانوية العامة من محافظة "درعا" وقد شغل منصب رئيس دائرة العلاقات الزراعية في مديرية الشؤون الاجتماعية في "درعا" وقد صدر له إلى الآن ثلاثة كتب هي:
"العالم الجديد في المنظور الثوري"، "أضواء على وحدة (البرجوازية- إسرائيل)"،
"الديمقراطية بين الوهم والحقيقة".