برزت أدوات الإنارة القديمة في حياة سكان الريف كحاجة أساسية للإضاءة، لشق غياهب الظلام في العمل وأيام الحصيدة، وتربية الماشية ومتابعتها ليلاً. وكان من ضمنها أدوات بدائية الصناعة، لكنها صمدت زمناً طويلاً حتى دخلت الكهرباء كل بيت.

"مالك نصيرات" مدرّس في مدارس مدينة "درعا"، تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 شباط 2017، عن أدوات الإنارة التي كانت منتشرة في البيوت منذ زمن بعيد، والتي برزت في حياة سكان الريف، ويقول: «قبل دخول الكهرباء حياة الناس، كانوا يستخدمون عدّةَ أدوات للإنارة، وخصوصاً في مثل هذه الليالي الشتوية في "المربعانية"، فإضافة إلى الإنارة الصادرة عن مواقد التدفئة، استخدم "الحوارنة" مصباح الزيت المعدني الذي كان يدعى "قُنْبُور"، وهو عبارة عن علبة معدنية مغطاة بغطاء مثقوب ينزل من فتحته فتيل قطني ينغمس بالزيت، ويشعل رأس الفتيل ليضيء ما حوله إضاءة خافتةً. وفي مرحلة لاحقةٍ استخدموا نوعين من مصابيح الكاز هما: "السراج والفانوس". السراج هو نوع من الزجاج الثخين لخزّانه الذي يملأ بزيت الكاز وتخرج من رأسه المسنّن فتيلة قطنية مسطحة، وفوق الرأس تُركّبُ البلورة أو اللمبة الرقيقة الشفافة لتسطع الشعلة داخلها، وهذا النوع للإنارة الثابتة، حيث يعلقُ السراج على الحائط بـ"خطّافٍ"، أو يوضعُ على رفٍ خشبيٍ صغير له مسندةٌ على شكل مرآة عاكسة لتضاعف شدّة ضوئه وتدعى "المسرجة". أمّا الفانوس، فهو معدني وله بللورة وبالآلية ذاتها، لكنه محمول بحمالةٍ معدنية ليسهل نقله وحمله أثناء التجوال ليلاً».

قبل دخول الكهرباء حياة الناس، كانوا يستخدمون عدّةَ أدوات للإنارة، وخصوصاً في مثل هذه الليالي الشتوية في "المربعانية"، فإضافة إلى الإنارة الصادرة عن مواقد التدفئة، استخدم "الحوارنة" مصباح الزيت المعدني الذي كان يدعى "قُنْبُور"، وهو عبارة عن علبة معدنية مغطاة بغطاء مثقوب ينزل من فتحته فتيل قطني ينغمس بالزيت، ويشعل رأس الفتيل ليضيء ما حوله إضاءة خافتةً. وفي مرحلة لاحقةٍ استخدموا نوعين من مصابيح الكاز هما: "السراج والفانوس". السراج هو نوع من الزجاج الثخين لخزّانه الذي يملأ بزيت الكاز وتخرج من رأسه المسنّن فتيلة قطنية مسطحة، وفوق الرأس تُركّبُ البلورة أو اللمبة الرقيقة الشفافة لتسطع الشعلة داخلها، وهذا النوع للإنارة الثابتة، حيث يعلقُ السراج على الحائط بـ"خطّافٍ"، أو يوضعُ على رفٍ خشبيٍ صغير له مسندةٌ على شكل مرآة عاكسة لتضاعف شدّة ضوئه وتدعى "المسرجة". أمّا الفانوس، فهو معدني وله بللورة وبالآلية ذاتها، لكنه محمول بحمالةٍ معدنية ليسهل نقله وحمله أثناء التجوال ليلاً

"يوسف المنجر" دكتور بالقانون وأستاذ جامعي، حدثنا عن أهم الأدوات التي كانت تستخدم في "حوران" قديماً وما زالت عالقة في ذاكرته، وقال: «تعدّ الإنارة إحدى الوسائل الضروريّة للإنسان في حياته اليوميّة وخاصة في أماكن السكن بالمناطق الرعوية، التي كانت تربى فيها المواشي خصوصاً في ساعات الليل، حيث تختلف وسائل الإنارة من حيث كيفيّة صنعها وتركيبها وأنواعها، فمن المعروف أنّ هناك العديد من وسائل الإنارة التي كانت تستخدم قديماً في "حوران"، ومن أهمها "اللوكس"، وهو أداة إنارةٍ تعمل على الكاز لكن بطريقة الضغط، فبعد أن (يُدَكُ المِدَكْ) ويصبح هنالك ضغط في خزان الكاز، يتم إشعال قليل من الكحول حول عمود رفيع وسط منطقة الإنارة، وهو أنبوب خروج الوقود الملتوي الذي يتحول فيه الكاز إلى بخار بسبب الحرارة، فيشتعل بسرعة ويعطي وهجاً شديداً، وكلما ضعفت شعلته يجب "دكِّه" مجدداً مع حركتي إدارة (الفالة والنّكّاشة) لتسهيل عبور بخار الكاز ليشتعل مجدداً، وكان استعمال الناس لسراج الكاز يتم بحذر شديد؛ فأي حركة غير هادئة عند حمل السراج أو الاصطدام به قد تؤدي إلى كسر لمبة السراج الزجاجية الشفافة، وتسرب الكاز، وهناك أيضاً الحرص الدائم عليه من خلال عملية تنظيف زجاجة الإضاءة من "الشحبار" بقطعة من القماش الندي، كذلك الانتباه إلى عدم رفع فتيلة السراج كثيراً حتى لا يؤدي ذلك إلى حرق الفتيلة بسرعة واتساخ الزجاجة».

"اللوكس" القديم

وقال "عبد الوحيد المقداد" أستاذ متقاعد وأحد كبار السن في بلدة "غصم": «لقد احتاج أهلنا قديماً إلى الإضاءة لشق غياهب الظلام في العمل وأيام الحصيدة، وتربية الماشية ومتابعتها ليلاً. ويمكن أن نقسم أدوات الإضاءة إلى نوعين أساسيين: الطبيعي، والصناعي، فأسلوب الإضاءة الطبيعي يعتمد العنصر المعماري نفسه في المبنى، حيث يخطط قبل بنائه ليسمح لضوء الشمس بالنفاذ إلى المنشأة عن طريق الأفنية أو الصحون المكشوفة، كما لجأ البناؤون إلى استخدام الشبابيك والنوافذ في رقبة القباب لإدخال الضوء أيضاً إلى المنازل. بينما أسلوب الإضاءة الصناعي تستخدم فيه أدوات إضاءة صناعية خاصة بالليل، وليلاً ونهاراً في الأماكن التي لا يصل إليها الضوء، ومن أقدم ما عرف من أدوات الإضاءة "المسارج" الفخارية، وكانت تستخدم من الداخل لوضع الزيت والفتيل، وزيت المصابيح مكون من زيت بذور الفجل واللفت، ويسمى الزيت الحار.

عندما بدأ الإنسان بناء مسكنه قديماً لم يفكر بكيفيّة توفير الإنارة داخله، فما كان منه إلا أن يحصل عليها من خلال نفاذ الضوء من خلال أشعة الشمس إلى المسكن عن طريق الفتحات بين جذوع الأشجار التي كانت تستخدم لبناء المساكن وسقوفها، ومع الوقت لجأ إلى استخدام وسائل إنارة تعتمد الصناعة بالموادّ البدائيّة، مثل استخدام الزيوت أو شحوم الحيوانات، ومن وسائل الإنارة التي كانت تستخدم قديماً "السراج"، وهو عبارة عن وعاء تم صنعه من الحجر، ويحتوي فتحة تُوضع الفتيلة بداخلها، فيبقى أحد أطرافها في الزيت الموجود في الوعاء، وطرفها الآخر على حفة السراج لإشعاله».

تجهيز أدوات الإنارة
"بنورة الكاز"