تعدّ المباني القديمة في" حوران" المبنية من الحجر الأزرق و"اللبن"، التي يطلق عليها "الحاصل"، حافظة رئيسة لإنتاج الفلاح من الحبوب و"التبن"، وتخزين نتاجه طوال السنة من الغلال، وبعض الحبوب التي يحتاج إليها كمؤونة لعياله وضيوفه.

يستخدم "الحاصل" كوسيلة لحفظ بعض مقتنيات الفلاحين في "حوران" من الفساد، حيث تحدث "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 كانون الثاني 2017، عن ميزات "الحاصل" بالقول: «تتميز قرى "حوران" بتخصيص غرف لحفظ "التبن" والقمح بعد الموسم، ومنها "الحاصل"، وهي غرفة تعدّ مخزناً لـ"التبن" الذي لا يقتصر على كونه علفاً للمواشي، بل يستخدم كوسيلة لحفظ بعض مقتنياتهم، والمحافظة عليها لأطول مدة، مثل اللحوم المجففة، والقرع، وبيض الدجاج الذي يغمر وسط "التبن"، الذي يساهم في امتصاص الرطوبة، حيث يحفظ القرع لبضعة أشهر في العديد من المناطق، وخصوصاً المنطقة الغربية القريبة من الأودية وأماكن تجمّع المياه، حيث نجد المخازن الحجرية، وهي مربعة الشكل لها شبابيك من الخشب و"السلك" مسقوفة بالقش و"المشمع"، وعادة تكون في المنزل بمكان جيد التهوية، حيث توضع فيها الغلّة».

تتميز قرى "حوران" بتخصيص غرف لحفظ "التبن" والقمح بعد الموسم، ومنها "الحاصل"، وهي غرفة تعدّ مخزناً لـ"التبن" الذي لا يقتصر على كونه علفاً للمواشي، بل يستخدم كوسيلة لحفظ بعض مقتنياتهم، والمحافظة عليها لأطول مدة، مثل اللحوم المجففة، والقرع، وبيض الدجاج الذي يغمر وسط "التبن"، الذي يساهم في امتصاص الرطوبة، حيث يحفظ القرع لبضعة أشهر في العديد من المناطق، وخصوصاً المنطقة الغربية القريبة من الأودية وأماكن تجمّع المياه، حيث نجد المخازن الحجرية، وهي مربعة الشكل لها شبابيك من الخشب و"السلك" مسقوفة بالقش و"المشمع"، وعادة تكون في المنزل بمكان جيد التهوية، حيث توضع فيها الغلّة

الأديب "حسين صالح الرفاعي"، تحدث عن "الحاصل"، وأهميته في حياة أبناء المنطقة، فقال: «"الحواصل" مفردها "حاصل"؛ وهو بناء من الحجر، وسقفه من القناطر الحجرية و"الربد"، مغطى بحجارة مسطحة، وفوقها طبقة سميكة من التراب، ومساحته تختلف حسب الحاجة. وقد يكون لدى الفلاح أكثر من "حاصل". وهو مؤلف من عدة "كواير" لتحتوي قمح المؤونة المعدّ للطحن، والبرغل، وبعض الحبوب التي يحتاج إليها الفلاح كمؤونة لعياله، وكذلك "كواير" البذار التي يخزن فيها كميات من القمح والشعير والحمّص والعدس والكرسنة، وغيرها، حيث تتناسب كمياتها مع مساحة أرض الفلاح. وقد يكون مكاناً مناسباً للاحتفاظ ببعض المؤن الغذائية كـ"بياطس السمن والزبدة، وأكياس الكشك، والكثي، والبرغل بمختلف أنواعه"؛ أي إنه يجمع بين صفة المستودع وبيت المؤونة.

الأديب حسين الرفاعي

أما "التبن" بنوعيه "الأبيض، القطاني"، فمكانه (الباكة)، وهي بناء يشبه "الحاصل"، إلا أنّ مساحته أكبر، ويعتمد ذلك على ما يملكه الفلاح من أراضٍ زراعية».

ويتابع حديثه بالقول: «وتعدّ (الباكة) مستودعاً لـ"التبن" ومكاناً لمبيت الحيوانات، يحدد ذلك حاجز من البناء، يخزن "التبن" بنقله من البيدر ضمن أكياس كبيرة من القنّب، وتحمل على ظهر الحمار يرافقها شخص إلى باب "الباكة"، ثم ينزلها عن ظهر الحمار على حجر مستدير معدّ لذلك، ثم يحملها على ظهره إلى المكان المقصود، وهكذا حتى يمتلئ القسم المخصص لـ"التبن"، وبذلك يكون "التبن" إلى جوار مربط الحيوانات لسهولة وضعه في المعالف المخصصة، إضافة إلى كميات من الشعير، وداخل (الباكة) قد يقتطع الفلاح أقساماً أخرى صغيرة تسمى "البلة" لتخزين الشعير والكرسنة والجلبانة، وغيرها؛ التي تكوّن مع "التبن" علفاً مدعوماً. وفي بيوت الفلاحين لا غنى عن "الحاصل والباكة"؛ فهما متممات لا بدّ منها. وقد يستوعب "الحاصل" إضافة إلى ما سبق بعض أدوات الفلاحة، كـ"الشواعيب والمذاري والغرابيل والكرابيل". أما "الباكة" فتوضع فيها أدوات الحراثة و"الدراس" التي تلبسها البغال أو "الكدش"، وسروج الخيول الأصيلة و"شواغر" الجِمال، وغيرها».

تجهيز "التبن" للتخزين بالحاصل

وقال المختار "أحمد الفلاح" أحد سكان مدينة "الصنمين": «أتذكّر جيداً ذاك الزمان، زمان الخير والبركة والعطاء، إنها خبرة الآباء والأجداد العظماء الذين استطاعوا بسواعدهم المفتولة وصفاء قلوبهم وسداد تفكيرهم وإيمانهم، إغراق التربة بالماء وإنبات الزرع، فتدفق الخير؛ فقد كانوا يحصدون تلك الغلات الزراعية وينقلونها إلى البيدر ليعزلوا الحبوب، ثم يتم تخزينها في "الحاصل" ذاك المكان المهيأ لجمع الحبوب بشتى أنواعها، فتراهم يقسمون "الحاصل" إلى عدة أقسام؛ فهنا عدس، وهناك حمّص، وفي مكان آخر القمح والشعير، وكان هذا "الحاصل" حافظاً وراعياً لتلك الغلّات، فلا يصيبها العفن أو التسوّس، فإذا أخرت تلك الغلال وبيعت كانت الوفرة والنقود والحياة السعيدة والفرح العامر الذي يغمر القلوب المؤمنة بقداسة الحياة».

المختار أحمد الفلاح