تجنب مزارعو "حوران" التأخير عن مواعيد زراعة الحقول بالقمح، لعدم تعرض النبات لرياح الخماسين الساخنة، وارتفاع درجة حرارة الجو، فعند سقوط المطر يكتمل العرس الحوراني الخاص بموسم القمح.

المزارع "زهير الجندي" تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 27 شباط 2016، عن انطلاق موسم زراعة القمح والتحضيرات التي رافقت زراعة حقله بالقول: «زراعة القمح تعد من أهم الزراعات في سهول "حوران"، حيث أنعشت الهطولات المطرية الأخيرة التي هطلت خلال الأيام الماضية في "حوران" آمال الفلاحين والمنتجين الزراعيين في موسم وفير للزراعات الشتوية؛ خاصة لمحصولي القمح والشعير، حيث عادت الروح إلى المساحة التي ستزرع في القمح "بعلاً" في "حوران"، وأصبح وضعه جيداً، حيث كان هناك إقبال واسع على الزراعة».

زراعة القمح تعد من أهم الزراعات في سهول "حوران"، حيث أنعشت الهطولات المطرية الأخيرة التي هطلت خلال الأيام الماضية في "حوران" آمال الفلاحين والمنتجين الزراعيين في موسم وفير للزراعات الشتوية؛ خاصة لمحصولي القمح والشعير، حيث عادت الروح إلى المساحة التي ستزرع في القمح "بعلاً" في "حوران"، وأصبح وضعه جيداً، حيث كان هناك إقبال واسع على الزراعة

بينما عبّر المزارع "أحمد يوسف حميد الجاموس" من بلدة "داعل" عن فرحته وسروره بزراعة أرضه بمحصول القمح الذي يبشر هذا الموسم بوفرة بالحصاد، حيث يقول: «سارع الفلاحون إلى تنظيف الحقول من مخلفات الموسم الصيفي وحراثة الأرض وزراعتها بمحصول القمح، فبعد حراثة الأرض لتهيئتها للزراعة، نزرع القمح من نوع "اللوكسي" المتأخر في شباط وآذار، يقوم الفلاح ببذر "الحنطة"، حيث يضع "المزلوك"؛ وهو قطعة من القماش أو يسمى "العليقة" حول خاصرته، يضع فيها القمح ويبدأ مسك القمح بيده والقيام بعملية البذار، والجرار أو "الترك" وراءه يحرث الأرض من أجل طمر البذار لتجنب أكلها من الطيور، ويردد البذّار كلمات متعارف عليها، وهي: (يا رب تطعم الطير والحيوان والإنسان)، ويكون البذّار متخصصاً وخبيراً بعمله ومعروفاً في القرية، فليس أي شخص أو فلاح يستطيع القيام بتلك العملية».

تجهيز وحراثة الأرض

المزارع "محمود الأحمد" من مدينة "بصرى" قال عن موسم زراعة القمح: «موسم زراعة القمح عرس حوراني بامتياز، لكون معظم العائلات تعتمد بحياتها اليومية على موسم الحصاد، ولا ينصح المزارعون المتمرسون بالتأخير كثيراً عن موعد الزراعة، وذلك حتى تتوالى مراحل نمو نبات القمح أثناء درجات الحرارة المناسبة لكل مرحلة، وعدم تأثر النباتات بارتفاع درجات الحرارة العالية في نهاية الموسم خاصة في الوجه القبلي؛ وهو ما يساهم في انخفاض المحصول عن طريق انخفاض وزن الحبة؛ نتيجة تأخر تكوين وامتلاء الحبوب، وتتعرض نباتات القمح أثناء مراحل طرد السنابل وامتلاء الحبوب إلى رياح الخماسين الساخنة وارتفاع درجة حرارة الجو خاصة في الوجه القبلي، ويؤدي ذلك إلى ضمور الحبوب ونقص وزنها».

المهندس الزراعي "بسام الحشيش" يقول عن موسم زراعة القمح والمساحات المزروعة: «شجع سقوط الأمطار على استكمال فلاحة الأراضي وزراعتها بالمحاصيل الشتوية من قبل مزارعي "حوران"، خصوصاً القمح، وهي كافية لإنبات المحاصيل الشتوية ونموها، كما أن الفرصة مازالت متاحة لسقوط المزيد من الأمطار، وتعدّ الأسمدة وخاصة النيتروجينية من العوامل المهمة التي تؤدي إلى نجاح زراعة القمح وزيادة المحصول؛ شرط أن تضاف الأسمدة بالكميات وفي المواعيد الموصى بها، فزيادة المعدل السمادي أو نقصانه يؤدي إلى نقص المحصول، وعدم إضافة الأسمدة في المواعيد المقررة لا يعطي الفائدة المطلوبة من إضافتها، وبلغ إجمالي المساحة المزروعة بالقمح المروي و"البعل" 9.6 آلاف هكتار؛ منها 5 آلاف هكتار "بعل"، وتتركز هذه الزراعة في المنطقة الغربية وجميع مناطق المحافظة، بينما زراعة القمح المروي تتركز في المنطقة الغربية بوجه أساسي في قرى "الشجرة"، "نوى"، "زيزون"، "تل شهاب"، "اليادودة" و"المزيريب"».

المهندس بسام الحشيش