تحتلّ "المنامات" مكانة مرموقة في الوجدان والتراث الشعبي "الحوراني"، وتجدهم يضعونها في واجهة "الخزن"، وعند مبيت ضيف عزيز على العائلة أو العشيرة ينام فيها.

تتفنن النسوة في زخرفتها لأنها تكون أمام نظر الزائرين، ويضيف "عبد الوحيد المقداد" أحد كبار السن بقرية "غصم" في حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 23 كانون الأول 2015، بالقول: «ما زال أهالي وسكان "حوران" يتفاخرون بامتلاكهم لعدد كبير من "المنامات"، وتجدهم يضعونها في الواجهة في الخزن، وعند مبيت ضيف عزيز على العائلة أو العشيرة ينام فيها، وتغطى هذه "المنامات" بقطعة قماش كبيرة للحفاظ عليها من الغبار، وعادة تكون هذه القطعة من عمل فتيات الدار، وتتفنن النسوة في زخرفتها لأنها تكون أمام نظر الزائرين، لتعكس مهارة وقدرة نساء المنزل وأهل الدار، وهذه تكون من الأمور المهمة عندما تزور النساء الكبار المنازل لخطبة الصبايا لأولادهن بالتدقيق والنظر إلى "المنامات"».

ما زال أهالي وسكان "حوران" يتفاخرون بامتلاكهم لعدد كبير من "المنامات"، وتجدهم يضعونها في الواجهة في الخزن، وعند مبيت ضيف عزيز على العائلة أو العشيرة ينام فيها، وتغطى هذه "المنامات" بقطعة قماش كبيرة للحفاظ عليها من الغبار، وعادة تكون هذه القطعة من عمل فتيات الدار، وتتفنن النسوة في زخرفتها لأنها تكون أمام نظر الزائرين، لتعكس مهارة وقدرة نساء المنزل وأهل الدار، وهذه تكون من الأمور المهمة عندما تزور النساء الكبار المنازل لخطبة الصبايا لأولادهن بالتدقيق والنظر إلى "المنامات"

"المنامات" فراش النوم الذي يستخدمه أهالي "حوران" من أهم أركان المنزل؛ وهنا يقول "خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني: «للبيت مكانة مرموقة في الوجدان والتراث الشعبي المحلي، فهو يرمز إلى السعادة العائلية ووحدة الأسرة، والبيت المفتوح دائماً رمز لوجود الإنسان، وللمكان الذي يلتقي فيه الأصدقاء والأحبة، ومن أكثر الأمور التي يفتخر بها الحوراني الأصيل أن يكون له منزل ويوجد فيه "مضافة" كبيرة يتردد إليها الضيوف، وكانت "المنامات" فراش النوم الذي يستخدمه أهالي "حوران" من أهم أركان المنزل الذي يستخدم للنوم خفيفاً بسيطاً، حيث كان يستخدم للنوم أحياناً ما يسمى (المعقاد) ويطلق عليه أيضاً (الغفرة)، وهو قطعة شبيهة بالبساط، تغزل من الصوف ثم تخاط بعد ذلك فتصبح كالكيس، وتستخدم مخزناً للملابس؛ حيث تضع فيها النساء ثيابها».

محمود الدوس

بينما يقول "محمود الدوس" أحد كبار السنّ في مدينة "درعا": «للفراش و"المنامات" أهمية كبيرة، فكبيرات السن ما زلن يحتفظن بالفراش الذي يوضع ويوضب على (الخزن)، ويتم ترتيبه من الأرض إلى السقف، ويتألف الفراش الذي كان يمثل معظم أثاث المنزل من فرشات حشوتها من الصوف الذي يتم قصّه من على الخراف في منتصف الصيف، ومن ثم تنظيفها جيداً بواسطة مياه الينابيع أو الأنهار، حتى لا يتبقى أي آثار أو رائحة للغنم أو الخراف، ومن بعد التنظيف تقوم النسوة بنشر الصوف وتعريضه لأشعة الشمس والهواء، حتى يجف ومن ثم تتم تنقية الصوف لتخليصه من الشوائب وعمل (اللحف)، فهو غطاء محشو بالصوف أيضاً، وتتم صناعته مثل الفرشات، وتجتمع النساء الكبيرات في السن لتنجيده وتجهيزه، ومن مكونات "المنامات" الوسائد؛ وهي حشوات صغيرة توضع تحت الرأس أثناء النوم، وتكون بعدة أشكال وأحجام، وتغلف بالقماش».

أصبح الناس من ذوي الإمكانية المعقولة يخصصون غرفة في طرف الدار لاستقبال الضيوف؛ وتكون مجهزة بالمنامات التي تكون ثابتة في الغرفة ولا تخرج إلا للضيوف؛ حيث يضيف "مروان العودة" أحد سكان مدينة "درعا": «في فترة من الفترات التي مرت على "حوران" كان استقبال الضيوف في البيت صعباً لعدم توفر المكان والفراش المناسبين، وخصوصاً للضيوف الذين يكون عددهم كبيراً، ولذلك لجأت العديد من العائلات و"الحمائل" إلى أسلوب بناء الدواوين و"المضافات" التي تعد مكاناً لاستقبال ضيوف العشيرة، ثم أصبح السكان من ذوي الإمكانية المعقولة يخصصون غرفة في طرف الدار لاستقبال الضيوف، حيث يكون لها باب يؤدي إلى البيت وآخر يطل على الشارع العام لدخول وخروج الضيوف، ويكون فيه مكان ثابت للمنامات التي تكون بأعداد كبيرة ولا تخرج إلا لهم، ففي الليل ينزل الناس الفراش ويضعونه فوق الحصر أو البسط ليناموا، ويختلف وضع الفراش في النهار للجلوس عليه عن وضعه في الليل للنوم، ففي النهار توضع الفرشات بوضع أفقي محاذٍ لجدران البيت، وبين كل فرشة وأخرى وعند كل منتصف فرشة وسادتان الواحدة فوق الأخرى. والنسوة يقمن بإنزال (المطوى)* كاملاً من أجل إنزال فرشات الصوف؛ حيث يضعن فرشتين من الصوف إحداهما فوق الأخرى احتراماً للضيف لكونه ضيفاً مقدّراً وعزيزاً».

"تصفيط فراش المنامات"

*"المطوى": طاقة كبيرة في جدار الغرفة؛ حيث توضع الفرش والوسائد فيه بطريقة مرتبة.

المنامات