كان غياب بعض الأدوية وارتفاع ثمنها سبباً كافياً لعودة أبناء "حوران" لممارسة الطب الشعبي الذي ورثوه عن الآباء والأجداد، وهو يعتمد على الوصفات المجربة التي تثبت صحتها.

"عبيدة الزعبي" القاطن في مدينة "درعا" حي "الضاحية" تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 آذار 2015، عن معاناة المواطنين من غياب وعدم توافر الأدوية بالقول: «مارس واستعمل أبناء "حوران" خلال هذه الفترة الطب الشعبي ووصفات عديدة لتجنب شراء الدواء المرتفع الثمن إن توافر ووجد، ومن أهم الأعشاب التي يتم التداوي بها من الأمراض "الرشاد" الذي يستخدم لجلاء الصدر من البلغم، ومهدئ ومسكن للآلام والسعال التهاب الحنجرة وانتفاخ الرئة، ولديه أثر مهدئ في الالتهابات، وطريقة الاستعمال يشرب كأس من مغلي الرشاد صباحاً ومساءً ويضاف إليه العسل».

مارس واستعمل أبناء "حوران" خلال هذه الفترة الطب الشعبي ووصفات عديدة لتجنب شراء الدواء المرتفع الثمن إن توافر ووجد، ومن أهم الأعشاب التي يتم التداوي بها من الأمراض "الرشاد" الذي يستخدم لجلاء الصدر من البلغم، ومهدئ ومسكن للآلام والسعال التهاب الحنجرة وانتفاخ الرئة، ولديه أثر مهدئ في الالتهابات، وطريقة الاستعمال يشرب كأس من مغلي الرشاد صباحاً ومساءً ويضاف إليه العسل

وهناك العديد من أنواع الأعشاب التي يستعملها حالياً أبناء "حوران" لعدم توافر الأدوية، ومن أهمها يقول "زهير الجندي" من سكان مدينة "درعا": «علم التداوي بالأعشاب عريق وقديم، حيث البيئة في "حوران" تعج بالنباتات والأعشاب، وكان الدور لكبار السن أن ينتقوا منها المفيد، ومن العلاجات المستخدمة "العسل" للسعال وإخراج القشع وتحسين الحنجرة، ويكون مخلوطاً بصفار البيض على الريق، وأكل البصل مشوياً يستخدم ضد الرشح، والثوم لعلاج "الثعلبة" حيث تؤخذ عجينة الثوم ويعجن فيها قدر ملعقة صغيرة من البارود حتى يكون كالمرهم الأسود، ثم تشرط الثعلبة بشفرة معقمة حتى يبدو الدم ثم يوضع المرهم ويضمد فوقها، ويشرب زيت الزيتون على الريق لمنع فقر الدم، ويقولون "آخر الدواء الكي"، ويكون الكيّ بحديدة محماة أو بحجر محمى، ولعضة الكلب يكوى حولها بالنار وتضمد بثوم وملح مدقوق دقاً ومعجون بالعسل».

التداوي بالطب الشعبي

"خالد عويضة" أحد المهتمين بالتراث الحوراني تحدث عن أهمية ومميزات الطب الشعبي في الحياة اليومية لأهالي "حوران"، فقال: «الطب الشعبي له متابعوه والمعروف عنه أنه يمثل مجموعة من المهارات المعتمدة على الممارسات العلاجية والوقائية المتعارف عليها في المجتمع، وغير الموجودة في الأسلوب الطبي الحديث، كما يعتمد بالأساس على الاعتقادات والخبرات المتراكمة عبر الثقافات المختلفة بالاستناد إلى ممارسات الشعوب من طقوس يتم فيها اللجوء إلى وسائل الطبيعة مثل الأعشاب والنباتات الطبية والعلاج بالزيوت العطرية، وعاد من جديد أبناء "حوران" للممارسة الفعلية خلال هذه الفترة بسبب فقدان وارتفاع ثمن بعض الأدوية.

ويتميز الطب الشعبي برخص ثمنه، وتوافره في كل المناطق السكنية والمناطق النائية، وبأنه لا يحتاج إلى مؤهل أو درجة علمية من وجهة نظر الممارس للطب الشعبي، ويكفي أن يقوم الممارس بجمع المعلومات من المراجع القديمة أو تجارب الآخرين، ومن الأعشاب التي يتم تداولها بكثرة مثل "الزعتر"؛ فهو من الوسائل الطبيعية الفعالة في علاج نزلات البرد، كما يفيد استنشاق زيت الزعتر من علاج التهاب الجيوب الأنفية».

زهير الجندي

"مياس عليان" من أهالي مدينة "درعا" تحدث لنا عن فوائد العلاج بالأعشاب لعلاج آلام الأسنان بالثوم والقرنفل والنعناع من خلال تجربته الخاصة، حيث قال: «كنت أعاني من ألم في أسناني وخصوصاً في فترة الليل فوصفت لي جدتي بعض الأعشاب للعلاج وتخفيف الآلام، منها استعمال القرنفل بعد تنظيف الحفرة النخرة بالأسنان وتجفيفها ويوضع ضمنها قطعة صغيرة من القطن مبللة بكمية قليلة جداً من روح القرنفل فيهدأ الألم، وأيضاً من أنواع العلاج بـ"الثوم" نقوم بوضع فص ثوم مهروس أو فصين فوق السن النخرة ويغلق الفم عليها لمدة تتجاوز نصف الساعة فيخف الألم وتهدأ الحالة، ويستخدم النعناع بالمضغ مع إبقائه في الفم لمدة كافية عدة مرات كل يوم، فيسكن الألم ونشعر بتحسن كبير».

الرشاد