"السبع العار" من العادات السيئة الذكر أي التي تتلف النفس، والمتلفة للكرامة الإنسانية في الحياة اليومية؛ وهي ما تزال متداولة بين أبناء "حوران".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 17 آذار 2015، "محمود أبو عزيزة" أحد كبار السن في مدينة "درعا"، الذي حدثنا بالقول: «من الأمور المهمة في "السبع التلوف" أن الضيف لا يستطيع رفض تناول الطعام حين يقال له: "افلح"، فإذا رفض فإن ذلك يعد من الأمور الكبيرة، ومن "السبع التلوف" المسيئة لدى المضيف وعائلته، ومن المعيب على الضيف استخدام يده اليسار أو أن يمد يده إلى اللحم عند جاره، وهنا يقول قانون الضيافة إن نقص الخبز عار على "المعزّب"، بينما نقص "الغماس" عار على الضيف، ومسح اليد بطرف الصحن، وأيضاً من العادات "السبع العار" "أخذك بنت الذي لا يقري الضيوف ولا يعرف المعروف"، وهذه من العادات المعيبة في المجتمع الحوراني، و"الشهادة دون تيقن" أي شهادة الزور، لأن على الشاهد أن يرى في إثبات الحقوق والشهادة بعد الاعتراف والإقرار يعني سيد الأدلة؛ وهي من الأمور السيئة أي لا تهضم حق أي شخص».

العبس وشكوى الزمن في حضرة الضيف، والتماس رضا ضيف عن بقية الضيوف، أمور تعد من "السبع التلوف"، أي سيئة الذكر لدى "المعزب" وقد نهى عنها العرف العشائري الرائج والمعتمد تداولاً بين الناس والأهالي، حيث يجب أن يطلق المضيف في "حوران" الوجه لدى "المعزب"، ويحاول أن يلتمس رضا جميع ضيوفه ولا يفرق بينهم، ومن "السبع التلوف" ذبحك للمدين "الشاة" أي الخروف، ويعني ذبحك للمطالب خروف فالأولى سداد الدين قبل الإكرام بالدين وإكرامك للشخص، فيجب أن يبرئ ذمته ويسد الدين، وأن يقوم بإكرم الدائن؛ ويعني بالحوراني "من دقنك سقيلوا"

من العادات "السبع التلوف" أن يلتزم الضيف بالأدب والتمثل بالعادات والقيم، ويضيف "زهير الجندي" قائلاً: «يتحلى أبناء "حوران" بالعديد من العادات والأعراف التي ما زالت متداولة، وهي أمور ثابتة لا مجال في المس بها أو تجاوزها، فهي أمور أصبحت راسخة في التراث والحياة اليومية لأبناء وعشائر "حوران"، ومنها بسط الفراش والتهليل والترحيب، وقبول الاستجارة لمن جار عليه الزمن، وربط الخيل للقادم وتقديم العلف لها، وتقديم القهوة والطعام، والإكرام، وتلبية الطلب، فإذا جاء للمضيف ابن الجاه له إكرام الشيخ، وأسير إذا جلس، فهو ملزم بالأدب والحشمة والتمثل. ومن العادات السيئة الذكر "مواكلتك وعشرتك لهلف الهلوف"، ويعني مرافقة من لا يشبع ولا يقنع، حيث يريد دائماً حسب حسابه في أي أمر يتفق عليه اثنان في غداء أو سفر أو ترحال، ودائماً يطلب من أي اثنين أن يكون ثالثهم».

ذبحك للمطالب خروف

آداب الضيافة التي يجب أن يتمتع بها "المعزب"، ولا يشكو الزمن في حضرة ضيفه، و"ذبح للمدين خروف" يعلق "محمود الدوس" أحد كبار السن في مدينة "درعا" على هذا الكلام قائلاً: «العبس وشكوى الزمن في حضرة الضيف، والتماس رضا ضيف عن بقية الضيوف، أمور تعد من "السبع التلوف"، أي سيئة الذكر لدى "المعزب" وقد نهى عنها العرف العشائري الرائج والمعتمد تداولاً بين الناس والأهالي، حيث يجب أن يطلق المضيف في "حوران" الوجه لدى "المعزب"، ويحاول أن يلتمس رضا جميع ضيوفه ولا يفرق بينهم، ومن "السبع التلوف" ذبحك للمدين "الشاة" أي الخروف، ويعني ذبحك للمطالب خروف فالأولى سداد الدين قبل الإكرام بالدين وإكرامك للشخص، فيجب أن يبرئ ذمته ويسد الدين، وأن يقوم بإكرم الدائن؛ ويعني بالحوراني "من دقنك سقيلوا"».

"محمود الكردي" أحد المهتمين بالتراث الحوراني تحدث عن العادات السيئة و"السبع التلوف"، فقال: «يتميز المجتمع الحوراني بالعديد من العادات والتقاليد التراثية التي لا تزال متوارثة وتدل على عراقة تراثه وقِدَمِـه، الذي يتسم بالشمولية والاتساع، ومن العادات والتقاليد المتعارفة "السبع التلوف"، وهي العادات السيئة المتلفة للكرامة الإنسانية في الحياة اليومية لأبناء "حوران"، وخصوصاً من يسكنون في بادية "اللجاة" والمنطقة الغربية من "حوران"، وهي السبع التي "تتلف بالك على الفاضي دون فائدة" كما يقال بالعامية، ومن "السبع التلوف والعار" عزل الضيوف عن ضيوف أي التفريق بين ضيف وآخر، ووضع أحد الضيوف في مضافة أو مجلس أو غرفة معزولة عن الضيوف البقية الذين "يلفوا على المعزب"، ومنها أيضاً "المعزّب" لا يأكل بل يخدم "يؤخر ويقلط" الطعام لضيوفه، ويبقى واقفاً "يعزب" على ضيوفه، ومن أهم أركان "السبع التلوف" "شروتك الفرس الشموص" أي القطوف، التي تكون في أول تدريبها أي "قيد الترويض"، وهي الدابة التي تأصل في طبعها العند التي لا تريد راكبها وتبقى تقفز ولو كانت مدربة».

محمود الدوس
الفرس الشموص