كان انقطاع المياه لأسابيع عن أحياء مدينة "درعا" الرئيسية، سبباً كافياً ليستثمر "علاء القداح" حديقة منزله بوضع خزان مياه كبير يستخدمه وقت الحاجة ويقدم المياه لمن يحتاجها، كما تم حفر العديد من الآبار ووضعها في الخدمة.

"محمد أبو عزيزة" القاطن في مدينة "درعا" حي "المطار" تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 شباط 2015، عن كيفية التعامل مع انقطاع المياه في منزله، وانعكاس حفر الآبار الجديدة على المدينة وقال: «عانيت كغيري من سكان أحياء مدينة "درعا" من انقطاع المياه، وهذا الانقطاع جعل من الجميع بحالة استنفار دائم بحثاً عن موارد بديلة للمياه، وأثرت هذه الحالة في جميع أفراد عائلتي وخصوصاً زوجتي، بغياب المياه وعدم القدرة على غسل الثياب الخاصة بالأولاد لأيام متواصلة، فعدم ارتداء ملابسهم النظيفة أو اللباس المدرسي أدى إلى التباطؤ في العملية الدراسية، وكان الحل الوحيد بشراء المياه من السيارات التي أصبحت ترفع الأسعار بغياب المياه عن المنازل، وهذا إن تفضل وصدق معك وقام بإحضار المياه لتعبئتها لك، وبعد نجاح حفر الآبار الجديدة التي نفذتها المؤسسة العامة للمياه تغير الحال، وأصبحت المياه متوافرة وهو ما ساهم في حل المشكلات التي نتجت عن غياب المياه عن المنازل».

لتوفير المياه قمت بوضع خزان مياه في حديقة منزلي في البناء الذي أسكن فيه، وأقوم دائماً عند توفر المياه بتعبئته، وخلال انقطاع المياه أقدم المياه للسكان المحتاجين الذين انقطعت عنهم المياه لكون خزاناتهم صغيرة لا تكفي ولا تستمر لوقت طويل، وهو ما أحدث مشكلة لأصحاب المنازل وخصوصاً الذين لديهم أطفال وعائلة كبيرة، فوجدت بهذا العمل عاملاً مساعداً للمواطنين وفعل خير لمن ضاقت به السبل من عدم توافر المياه

وعن مدى تأثير أزمة المياه في الحياة اليومية، أضاف: «كان انقطاع المياه مشكلة كبيرة لم نكن معتادين عليها سابقاً، حيث كانت المياه متوافرة وعلى مدار اليوم، لكن الأزمة التي تمر فيها البلد كان لها تأثيرها في جميع مناحي ومفاصل الحياة اليومية، ومنها المياه التي لا يمكن الاستغناء عنها، ونتيجة هذا الأمر تكيفت مع الواقع بصورة وافية، لأننا شعب يعشق الحياة، وبمقدورنا إيجاد الحلول التي نستطيع من خلالها تخطي المشكلات، وخلال هذه المشكلة وانقطاع المياه تعززت الحالة الاجتماعية ضمن العائلات والأحياء نتيجة تقاسم المياه الموجودة لدى الأهالي فيما بينهم، وتبادل "بوادين" المياه وتعبئتها من آبار المياه الخاصة والتابعة للدولة».

الآبار الجديدة

أما "علاء الدين القداح" "أبو عدنان" أحد سكان منطقة "الضاحية"، فاستثمر حديقة منزله بوضع خزان مياه كبير لوقت الحاجة وانقطاع المياه، وأضاف: «لتوفير المياه قمت بوضع خزان مياه في حديقة منزلي في البناء الذي أسكن فيه، وأقوم دائماً عند توفر المياه بتعبئته، وخلال انقطاع المياه أقدم المياه للسكان المحتاجين الذين انقطعت عنهم المياه لكون خزاناتهم صغيرة لا تكفي ولا تستمر لوقت طويل، وهو ما أحدث مشكلة لأصحاب المنازل وخصوصاً الذين لديهم أطفال وعائلة كبيرة، فوجدت بهذا العمل عاملاً مساعداً للمواطنين وفعل خير لمن ضاقت به السبل من عدم توافر المياه».

للحد من مشكلة انقطاع المياه قامت مؤسسة المياه بالمحافظة بحفر العديد من الآبار لتأمين المياه للمواطنين في مركز المدينة، وهنا يقول المهندس "محمد المسالمة" مدير مؤسسة المياه: «بعد انقطاع المياه لفترات طويلة عن أحياء مدينة "درعا" الذي أدى إلى حالة من الإرباك لدى المواطنين القاطنين في تلك المناطق، ولحل هذه المشكلة وضعت "المؤسسة العامة لمياه الشرب" في المحافظة 17 بئراً لمياه الشرب في الخدمة في أحياء المدينة، تؤمن نحو 40 % من احتياجات أبناء المحافظة، ويجري العمل لتصل هذه النسبة إلى 80%. وهو ما أدى إلى حالة من الارتياح والاستقرار للمواطنين نتيجة النقص الحاصل في مياه الشرب القادمة من مشروع مدينة "المزيريب" ومحطة "العجمي"، وتم ربط الآبار مع شبكة المياه التابعة للمؤسسة في المدينة وتم توزيع المياه المتوافرة إلى أحياء المدينة الرئيسية، وهو ما ساهم بتخفيف النقص الحاصل في المدينة».