يعد الثلج فأل خير ورحمة لفلاحي "حوران"، فهم ينتظرون قدومه بفارغ الصبر؛ حيث تتوقف جميع أعمالهم وتكون أيام إجازة وراحة متهيئين بأطعمتهم ووسائل تدفئتهم البسيطة، فلا يخرجون من بيوتهم إلاّ للحاجة القصوى.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 21 كانون الثاني 2015، الباحث في التراث الحوراني "محمد فتحي المقداد" الذي تحدث عن مناسبات الثلج في "حوران" بالقول: «يعد مجيء الثلج فأل خير ورحمة عند الفلاحين في "حوران"، فهم ينتظرون قدومه بفارغ الصبر وخاصة في "المِرْبَعانِيّة"، وفي هذا الموسم من السنة وخلال تساقط الثلوج يتم تجهيز الأطعمة ووسائل التدفئة البسيطة، فلا يخرجون من بيوتهم وتتوقف كل أعمالهم وتكون أيام إجازة وراحة "للمرابعين"، وهم العمال الذين يعملون بأجرة ولهم ربع المحصول، و"المقاطعجيّة" الذين لهم أجرة معلومة مقطوعة يأخذونها في نهاية الموسم، وعندما تتوقف السماء عن المطر أو الثلج، عليهم دحل سطوح المنازل الترابية، خوفاً من أن يتسرب منها الماء لداخل المنزل، وهم يستخدمون أدوات خاصة متعددة ومختلفة في الشكل والنوع للقيام بهذا العمل».

يعد مجيء الثلج فأل خير ورحمة عند الفلاحين في "حوران"، فهم ينتظرون قدومه بفارغ الصبر وخاصة في "المِرْبَعانِيّة"، وفي هذا الموسم من السنة وخلال تساقط الثلوج يتم تجهيز الأطعمة ووسائل التدفئة البسيطة، فلا يخرجون من بيوتهم وتتوقف كل أعمالهم وتكون أيام إجازة وراحة "للمرابعين"، وهم العمال الذين يعملون بأجرة ولهم ربع المحصول، و"المقاطعجيّة" الذين لهم أجرة معلومة مقطوعة يأخذونها في نهاية الموسم، وعندما تتوقف السماء عن المطر أو الثلج، عليهم دحل سطوح المنازل الترابية، خوفاً من أن يتسرب منها الماء لداخل المنزل، وهم يستخدمون أدوات خاصة متعددة ومختلفة في الشكل والنوع للقيام بهذا العمل

يستعمل الفلاحون في أيام الثلج والمطر أدوات متعددة لتخفيف تساقط الثلوج عن المنازل، وهنا يضيف السيد "خالد عويضة" قائلاً: «الأدوات كثيرة ومتعددة التي يستعملها "المرابعون والمقاطعجية" في أيام الثلج والمطر في قرى وريف "حوران"، ومن أهمها "الرَّحْتُ" وهي عبارة عن قطعة خشبية طولها وعرضها تقريباً 50×30سم ولها يد طويلة، وذلك لجرف أكوام الثلوج وإزاحتها عن السطح لتفادي تسرب المياه إلى الغرف، وبعد تنظيف السطوح كاملة يرشُّون "التبن" الناعم المسمى "العُورْ" وهو ما يتساقط من الغربال ناعماً عند وضع وجبات الحيوانات، ويأتي دور "المِدْحَلَهْ" وهي أسطوانة حجرية ملساء متوسطة الحجم وعلى جانبيها فتحتان ليدخل بهما رأس "الماعوص" وهو القبضة الحديدية المطوية لتكون صالحة لجر المِدْحلة على السطح ذهاباً وإياباً حتى تدك التراب ويصبح صلباً لا يسمح بمرور قطرات الماء من خلاله».

إزالة الثلج عن سطوح المنازل

ويقول السيد "محمود الدوس" أحد كبار السن في المنطقة: «في أيام هطول الثلج، وعندما تحصل حالات التجمّد نتيجة انخفاض درجات الحرارة لما دون الصفر، يجتمع كبار السن في مضافات القرية حول مدافئ الحطب أو "الجلة" التي تستخدم في التدفئة ويتناولون أطراف الحديث والحكايات، وتكثر جلسات اللهو واللعب والتسلية في البيوت، وتكثر الروايات الشعبية والحكايات والقصص، وعندما تحل ساعة الهدوء ويتوقف هطول الثلج، يخرجون للاستمتاع بمنظر الثلج وتفقد الأحوال وفتح الطرقات وإزالة الثلج عن سطوح المنازل وأبواب الدور، وهناك أمثال شعبية متداولة في أيام الثلج منها: "إذا أثلجت أفرجت"، و"الثلج ملح الأرض"، و"سنة الثلجة بيجي الزيتون حامل"، فالثلوج وفرة في الماء للينابيع وري عميق هادئ ورطوبة مختزنة للأشجار ذات الجذور الممتدة».

ويقول السيد "زهير الجندي" أحد أبناء مدينة "نوى": «من الأشياء المحببة عند الفلاحين خلال تساقط الثلج القيام بخلط الدبس مع الثلج ويلتهمونه بالملاعق، وهي ما يطلقون عليه "بَكْسَمِهْ"، وما لا ينسى عندهم صنع "شُكْرَانِيّة لله" على نزول الغيث، وهي من الحلويات التي يصنعونها في البيوت مثل: "اللّزاقيّاتْ والزلابيا" وغيرها، حيث تقوم النسوة الكبار في السن بعجن العجين في "الطشط" الحديد أو البلاستيك ويقمن بعمل الحلويات المتنوعة، وكان أرباب المنازل يخزنون المؤن المختلفة كاللحوم والفواكه المجففة من اليقطين والزبيب والزيت والزيتون والدبس والخضار مجففة كالملوخية والبامياء، كما تطهى الأطعمة التي توفر الطاقة مثل العدس والبقول كأكلات "المفتول والجعاجيل والزقاريط"».

فرحة الأطفال بالثلج
المدحلة لدحل سطوح المنازل